صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ويسألونك عَن فَـرفور

149

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

ويسألونك عَن فَـرفور

الحروب في العادة تحدث بين الأعداء، ما يحدث في الوسط الفني الآن حروبات تحدث بين الزملاء، وهذا أسوأ أنواع الحروب، ما أعرفه أنّ بعض الحروب كان فيها كلمة شرف بين الأعداء ـ أو احترام للمعاهدات الدولية والتزام بالمبادئ العامة، كيف تسقط كل تلك القيم بين الزملاء في الوسط الفني؟ وبين شخوص نطلق عليهم (فنانين)، هل هذا هو الوسط الذي غنى فيه خليل فرح (الشرف الباذخ)، وغنى له وردي (عشانك بكاتل الريح)، وغنى عثمان حسين (انت يا نيل سليل الفراديس)، وغني كايلي (القومة ليك يا وطني) ،وكتب فيه قاسم الحاج (لو أعيش زول ليه قيمة) ، هل هذا هو وسط علي ميرغني ومحمدية والماحي سليمان وميرغني الزين؟
هذا وسط كتب عنه علي المك وانتسب إليه صلاح أحمد إبراهيم، وكتب له أبو آمنة حامد وقدمه إبراهيم أحمد عبد الكريم وشدا فيه تاج السر الحسن وصديق مدثر وعبد الواحد عبد الله؟ لماذا أشعر أنهم ليس لديهم غير (زبد البحر) ليقدموه للناس.
ما يحدث الآن هو ترجمة فعلية لما وصلنا إليه، نحن نحاول أن ننكر ذلك، إذا قصدنا العلاج، أرجوكم أبحثوا عن جذور المشكلة، هامشها لن يضيف لنا غير أعباء جديدة وملحقات أخرى من المشكلة.
نحنُ في حاجة إلى إعادة ضبط المصنع ـ أو ضبط الأخلاق، أدركوا السودان ولا تختزلوا القضية في، مع فرفور وضد فرفور ـ لا تحولوا الأزمة إلى قضية شخصية بين مدافعين عن جمال فرفور ومهاجمين له ـ الأزمة أكبر من ذلك والعلاج لا في فصل جمال فرفور ولا في إعادة عضويته لنقابة المهن الموسيقية.. العلاج يجب أن يكون بعيداً عن ذلك.
جمال فرفور وصف الوسط الفني بكلمات قاسية وخارجة، حتى قلت إنّ الوسط الذي ينتسب إليه فرفور الذي وصفه بهذه الكلمات فعلاً يستحق هذا الوصف، لأن فرفور ينتمي إليه!! ولا أرى مبرراً لغضبة فرفور أو أنصاره لفصله من نقابة المهن الموسيقية إذا كان وسطهم الفني الذي تمثله النقابة بهذا السوء، ويبقى الفصل من نقابة بهذا السوء شرفاً لفرفور فلماذا كل هذه الضجة؟ وهذا لا ينفي من ناحية إجرائية أنّ نقابة المهن الموسيقية استعجلت في قرار فصل فرفور، لأن اللوائح والقوانين لأية نقابة أو اتحاد تستوجب الاستدعاء والتحقيق قبل إصدار أي قرار، وليس هنالك دليلٌ على استعجال النقابة أكثر من أنها ذكرت أن تصريحات فرفور أطلقها في برنامج (اللحظة الأخيرة)، والبرنامج اسمه (الكلمة الأخيرة)، لكن استعجال قرار الفصل يبدو أنه جعلهم لا يتوقفون في اسم البرنامج، مما يؤكد أن القرار صدر بالوكالة أو عبر الإملاء، أو توجيهات، أو كان فقط ردة فعل لضجة مواقع التواصل الاجتماعي ـ مع ذلك أؤكد أن الأزمة ليست في قرار الفصل، وإنما في تصريحات جمال فرفور وكل زملاء فرفور الذين قرروا دعمه بنشر صورهم معه كأنهم قصدوا أن يؤكدوا أنهم ينتمون لوسط بهذا السوء، أو كأنهم شعروا بالحرج بعد أن فقدهم فرفور في أزمته السابقة فخرجوا يحملون سيوفهم على النقابة بعد أن كانوا في حالة بيات شتوي تام أمام الاتهامات التي لحقت بزميلهم فرفور ـ هؤلاء أسود على النقابة وحملان أمام شريف الفحيل ـ فرفور كان يحتاج للدعم قبل ذلك، أين كنتم وقتها؟ ـ فرفور الآن في حاجة للمحاسبة أو على الأقل الخروج من وسط وصفه بكل هذا السوء.
الذين يدافعون عن فرفور الآن من زملاء له، لا يعرفون أن النقابة قصدت أن تفصل عضواً أساء لهم، أما الذين يقولون إنّ النقابة لا تملك حق منع فرفور من الغناء، فهم أيضاً لم يفهموا القرار أو لم يستوعبوه، لأن قرار النقابة كان قرار فصل من النقابة وليس قرار منع من الغناء ـ وليست هنالك جهة في الدنيا تملك أن تمنع أحداً من أن يغني، حتى وإن لم يكن فناناً.
أعتقد لتأكيد أن الوسط الفني وسط جيد أو يتعافّ، عليه أن يفصل فرفور من عضوية نقابة الانتساب له.
الملاحظة أو الظاهرة التي لا خلاف حولها، هو أن هنالك تدهوراً مريعاً في الجانب الفني، ولا خلاف في أن السودان يشهد تراجعاً فنياً مخيفاً، حتى إني أزعم أن حمى الضنك يسببها هذا التراجع الذي تشهده الساحة الفنية، والتراجع الذي نقصده هنا هو تراجع في الجانب الأخلاقي والسلوكي في الوسط الفني، ولا نقصد بالتراجع شُحّ الإبداع أو قلته ـ وفرفور بسلوكه وتصريحاته تلك يبقى جزءاً من سوء هذا الوسط، الإنتاج الإبداعي أصلاً توقف منذ سنوات إلا في بعض الضروب الفنية النادرة، وكل ما يقدم ويردد خاصة في مجال الغناء، هو إعادة لإنتاج آخرين، ومازلنا نحن ندور عند أغنية الحقيبة، وما زال جيل إبراهيم الكاشف وعبد العزيز محمد داؤود وإبراهيم عوض هو الذي تُسيطر أغنياته على الساحة، ومازلت اللغة التي تعبر عن الأجيال الجديدة، هي أغنيات عثمان حسين ومحمد وردي.. إنما الكارثة التي نعيشها فعلياً هي سلوكيات بعض أهل الفن.
فرفور بعد أكثر من ثلاثين عاماً في الوسط الفني مازال يغني للكاشف وكرومة وسرور، ولا يقدم من أعماله الخاصة إلا تصريحاته تلك ـ لا أريد أن أقسو على فرفور، لكن قسوته على الوسط الفني تجيز لنا ذلك… وهذه بضاعتكم ردت إليكم.
إذا سألتكم ماذا قدم فرفور (فنياً) في هذه الحرب؟ لا شئ غير تصريحاته الأخيرة، وما يقال عن فرفور يقال عن غيره ـ التنافس بين الفنانين في هذه الحرب انحصر في الإساءة واللايفات، وكأن هذه الحرب جرّدتهم من أخلاقهم وحسهم الفني.
كنا نننظر من الفن تحديدا دورا أكبر ـ ولكنهم كانوا جميعا وليس فرفور وحده يشكلون غيابا تاما.
لكن حتى لا أظلم فرفور كلياً، أقول، نقلي لي ممن أثق فيه، أن فرفور على المستوى الإنساني كان حاضراً في هذه الحرب، وإنه قدم الدعم لكثيرين، دون أن يفعل من ذلك ضجة أو ينشر صوراً ـ ونتفق أن هنالك لجاناً على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الحرب، تجمِّل عمل البعض وتشوِّه عمل أخرين ـ وهنا علينا أن نشهد بفضل فرفور في هذا الجانب، حتى لا نتجنى عليه، وإن تجنى فرفور على زملائه.
هنالك ظواهر فنية ظهرت في الفترة الأخيرة، جعلت كل شخص يمكن أن يخرج ويقول ما يشاء عن أهل الفن دون حرج أو حذر.. وكأنهم قصدوا أن يحولوا الفن إلى قمامة يرمون فيها كل الأوساخ ـ والفن رسالة سامية تسمو بالشعوب وترفع من أقدار البشر.
لا نستطيع أن نغفل دور الحرب في هذا التراجع، فقد فرضت الحرب سلوكياتها، وأحكمت لغتها والأكيد أن القياس حدث فيه اعتلال عام بسبب الحرب، والتراجع الذي تشهده البلاد هو ليس في الفن وحده، وإنما في كافة المجالات، لأن عدم استقرار البلاد يؤدي تلقائياً إلى انحدار عام، لذلك علينا أن لا نوجه سهامنا فقط نحو الوسط الفني، وإن كان توجيه السهام نحوه يبقى منطقياً، لأن الوسط الفني يبقى مرآة للمجتمع والأضواء تبقى في كل الأحوال موجهة إليه، حتى والبلاد تعيش في حالة حرب. وهنا يظهر التساؤل المنطقي الذي لم ينته إلى إجابة نهائية حتى الآن وهو هل الفن يرتقي بالمجتمع أم المجتمع هو الذي يرتقي بالفن؟ ـ والإجابة عندي أن هنالك تناسباً طردياً إذا ارتقى الفن يرتقي المجتمع، والعكس صحيح عندما يرتقي المجتمع ترتقي الفنون، إلا إنّني أعود وأقول إنّ المعيار هنا قد يكون ظالماً على الوسط الفني، لأنّ ظرف الحرب كان أقوى من الجميع وقد تأثر به الوسط الفني تأثيراً شديداً وبالغاً، وانعكس ذلك على تلك السلوكيات العجيبة التي أصبحت تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي.
اللغة المستعملة في المجتمع وفي الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي رفعت من سقف التجاوزات، وأصبح البحث عن (التريند) هدفاً لنجوم الميديا يبحثون عبره عن الأضواء والتواجد ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والأدب والذوق العام.
أصبح الفنان لا يلتفتون إليه إلا إذا جاء بشئ شاذ وخارج عن النص والمألوف.
المقولة الشهيرة للفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت “أنا أفكر، إذًا أنا موجود” تحولت عندنا إلى “أنا أسيئ أو أنا أشتم وأسب إذًا أنا موجود”، لذلك السباق الآن سباق سباب ولعنات، والتفكير معطل، حيث غاب (الفكر)، وأصبح مَن يكسب ليس هو الأكثر عُمقاً، وإنما هو الأكثر سطحية ـ من أهم مواصفات الفنان أو المطرب في زماننا هذا أن يكون لسانه طويلاً، وأن يكون ذلك اللسان زفراً، لم يعد الصوت الجميل أو الحنجرة الذهبية شرطاً في أن تكون مطرباً ـ الصوت العالي هو الذي يكسب الرهان بعيداً عن الجودة والإبداع ونحن هنا لا نلوم الفنانين فقط، ولكن نلوم الجمهور أيضاً، لأن أعلى المشاهدات تكون للايفات السب والشتيمة، ولا نعفي أنفسنا نحن في الإعلام، لأننا أيضاً جزء من الأزمة إن لم نكن نتحمّل الجزء الأكبر فيها.
لا أريد أن أتحدث عن فصل الفنان جمال فرفور من اتحاد الفنانين بعد تصريحاته التي أساء فيها للوسط الفني تفصيلاً، هذا ليس هو مربط الفرس، وإن كان ذلك نفسه يحرض ويدفع للمزيد من الجدل والصراع السوقي بين فئة ضد فرفور وفئة مع فرفور، وهذه فرصة لإشعال الخلافات والتنابذ من جديد، كثيراً ما أسأل نفسي هل في الإمكان أن نخلق من اللا موضوع موضوعاً، أو العكس أن تخلق من الموضوع لا موضوع، وهذا ما يحدث الآن، حيث نجادل من أجل الجدال، إن كل الذي استطيع أن أقدمه في هذا الصراع، أن أعود بكم إلى مواقف كانت عناوين، بل كانت كطبيعة للوسط الفني، انظروا كيف كان التنافس بين أهل الفن في السنوات الماضية ـ يكاد أن يكون الفرق بين ما يحدث في الماضي من الفنانين وما يحدث الآن منهم أشبه بالفرق بين البلبل وأبو القنفذ.. إن قنافذ هذا العهد حوّلوا الوسط الفني إلى منطقة صراعات، أو منطقة كوارث، وأكيد أن الوضع السياسي الراهن له دورٌ كبيرٌ في ذلك التحول.
في فترة السبعينات ،والثمانينات من القرن الماضي، كان هنالك تنافسٌ شديدٌ بين الفنان أبوعركي البخيت والفنان زيدان إبراهيم، وكان السباق بينهما شديداً حول من هو فنان الشباب الأول، وكان لكل واحد منهما مجموعة من الإعلاميين يدافعون عنه بقناعة وإيمان ويرون أنه الأفضل والأكثر جماهيرية، والأعلى نجومية، ولكل منهما بالتأكيد جماهيرية ترى فنانها المفضل هو الأفضل، ومع كل ذلك التنافس الذي كان بين زيدان وابوعركي كان طابعه الود والاحترام.
عندما قدم أبوعركي أحد أغنياته اظنها (بخاف) وحققت نجاحاً كبيراً، تمت ترقية ابوعركي البخيت في الإذاعة السودانية وصادق مدير الإذاعة على زيادة أجر ابوعركي، وهذا أمر كان يعطي الأفضلية لأبي عركي البخيت على زيدان، فهو قد تقدم درجة (اذاعياً) عليه، والإذاعة وقتها كانت هي وحدها التي تحدد ذلك، بعد أن حدث ذلك أعتقد الجميع خاصة في الصحافة الفنية أن أبوعركي البخيت قدم ضربة قاضية لزيدان إبراهيم، ولكن العكس حدث تماماً، فقد ذهب ابوعركي البخيت إلى الإذاعة وقابل مديرها وطالب بأن تتم ترقية زيدان إبراهيم مثله، بعد أن شهد له أبوعركي بذلك وشدد أن يكون أجرهما واحداً، وإلا انه سوف يرفض الترقية، وما كان للإذاعة إلا الاستجابة لأبي عركي البخيت، فقد كان أبوعركي يعرف قيمة زيدان إبراهيم، ويدرك أنه يستحق أن يكون في الفئة الأولى مثله، لأن خطواتهما كانت واحدة ونجاح ابوعركي كان نجاحاً لزيدان والعكس صحيح، ويمكن أن يكون زيدان إبراهيم قام بنفس هذا الموقف لاحقاً، ورفض أي درجة تمنح له، لا تمنح لأبي عركي البخيت قبله.
الفنان أحمد فرح كان قد ظهر في الساحة بعد خلاف محمد وردي مع إسماعيل حسن، وقد وجد أحمد فرح دعماً ورعاية من الشاعر إسماعيل حسن والموسيقار الملحن حسن بابكر وكانا يقصدان من ذلك منافسة وردي، وتقديم صوت جديد للساحة يمتلك القدرة والمقومات وينافس وردي.
ماذا كان من وردي وهو يعلم أنهما أتيا بأحمد فرح من أجل منافسته وإبعاده عن الصدارة؟
محمد وردي قام بالعزف على الربابة مع أحمد فرح وكان أحد أفراد الكورس ليردد وراء فنان جديد وحديث، جيئ به لمنافسته، وهو يغني ويسجل للإذاعة أغنية (يا حليلك يا بلدنا) التي كتب كلماتها إسماعيل حسن ووضع ألحانها حسن بابكر، واختار وردي أن يكون أحد أفراد الكورس فيها خلف فنان مبتدئ.
أين شريف الفحيل وفرفور من ذلك؟
هكذا كانت أخلاقيات الفنانين.. كانوا مبدعين في أخلاقهم، قبل أن يكونوا مبدعين في فنهم.
محمد وردي نفسه قرر أن يدعم عثمان مصطفى بأغنية (والله مشتاقين) التي كتبها إسماعيل حسن ولحنها وردي بنفسه وأهداها للفنان عثمان مصطفى لتكون من أجمل أغنيات عثمان مصطفى والتي نقلته نقلة كبيرة ووضعته في المقدمة.
من أجمل الفنانين الذين قابلتهم في حياتي الفنان السنى الضوي، الذي كان عبارة عن كتلة من الإحساس، أنا لم أشاهد إنساناً مرهفاً مثله، فهو عبارة عن شفافية تمشي على الأرض، أذكر إنّني حاورته مرة برفقة الزميلة رندا بخاري، وكنا كلما نوجه له سؤالاً، تفيض عيناه بالدموع فيبكي، حتى شعرنا بالحرج، فقال لنا معتذراً أنا لو شفت طفلين بتشاكلوا دمعتي بتجري، قال لنا ذلك لكي لا نقف عند دموعه ونعتبرها عادية.
من الفنانين الذين كانت تبكيهم أغنياتهم، الفنان محمد الأمين، فقد وصل محمد الأمين لدرجة من الحساسية أنه كان يبكي عندما يغني ويرتبط عنده احد مقاطع أغنياته، بأحد المواقف السابقة له.
هاشم صديق قال إنه كان يجد حرجاً كبيراً في أن يقول لشخص لا يعرفه أوقفه في الشارع تحت الشمس ليتحدث معه، فلا يجد في نفسه الجرأة ليطلب منه أن يقفا في الضل القريب منهما ويكملا كلامهما، وهو طالع من عملية خطيرة، وممنوع من الوقوف تحت الشمس الحارقة.
هكذا كان المبدعون في بلادي، يتدفقون بهذا الإحساس، فقد كانوا في قمة الذوق والأدب.

متاريس
لكن أعود وأقول إنّ ما يحدث فنياً الآن هو تعبير عن الواقع، والفنون هي أفضل من تعبر عن الواقع.
كذلك نؤكد أن كل القطاعات تعاني من نفس الأزمات، وربما تعيش أوضاعاً أسوأ، ولكن تبقى الأضواء مواجهة بكثافة للوسط الفني.

ترس أخير: ما تنسوا أقفلوا القوس، ما تخلوها فاتحة في الحرب دي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد