صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الإعداد (الصّـامت)

0

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

الإعداد (الصّـامت)

بسبب هذه الحرب اللعينة، جرب الهلال أن يلعب بدون جمهوره، حُرم الهلال من أغلى ما يملك ـ حُرم من أقوى أسلحته، مع ذلك لم يتراجع، بل زاده ذلك الحرمان قوةً ومِنعةً.
بسبب هذه الحرب اللعينة، ابتعد الهلال عن ملعبه وأصبح يخوض مبارياته متنقلاً بين الدول ـ تارةً في ليبيا وتارةً في جنوب السودان وتارةً في موريتانيا وتارةً في تنزانيا وتارةً في زنجبار ـ كل هذه الدول لعب فيها وخاض على ملاعبها بعض مبارياته كملاعب افتراضية له، وينتظر أن يلعب الهلال في روندا في جولاته القادمة.
هذا أمرٌ يعيشه الهلال وحده ـ يفوز في ظل كل هذه الظروف بالدوري الموريتاني على أندية مستقرة وآمنة، وتلعب في بلدها وملاعبها وفي حُضور جماهيرها ويتغلّب عليها ويُتوّج بلقب البطل الشرفي للدوري الموريتاني، ويأتي الهلال بعد ذلك ويفوز بالدوري السوداني، حتى بعد مغادرة المدرب وخوض النخبة بدون المحترفين الأجانب، ثم مشاركة ثلاثة منهم في آخر ثلاث مباريات.
هذا لا يحدث إلّا في الهلال ـ الدوري الموريتاني والدوري السوداني وكأس السودان.
والفوز برباعية على المريخ، جعلت نيران المجاذيب تشتعل (روفا).
يتأهّل الهلال لمرحلة المجموعات وأندية كبيرة في حجم الوداد والرجاء المغربيين والزمالك المصري والنجم والأفريقي والصفاقسي “تونس”، ومازيمبي الكونغولي يغيبوا عن أبطال أفريقيا، وأندية كبيرة مثل أورلاندو الجنوب أفريقي يخرج من التمهيدي ويبقى الهلال.
يخرج المريخ كعادته ويتأهل الهلال كعادته.. والهلال هو الهلال حرباً وسلماً ـ برّه وجوّه.
إنّـه الهلال، ونحن نقول إنّ الهلال رجلٌ صالحٌ، وهو يؤكد ذلك يوماً بعد يوم.
مع تلك المعاناة، ظل الهلال يحقق في أرقام لم تحققها أندية مستقرة وآمنة كما أشرت حتى وهي تلعب على ملاعبها ووسط جماهيرها.
بعد تلك الصِّـعاب التي تجاوزها، سوف يلعب الهلال مباراتيه القادمتين أمام مولودية الجزائر وسانت لوبوبو بدون مباريات تنافسية ـ سوف يخوض الهلال مباريات المجموعة بإعداد صامت ـ ربما يكون الهلال قد خاض مباراة واحدة في الدوري الرواندي قبل انطلاقة مرحلة المجموعات.
هل نحنُ نستوعب تلك المعاناة؟ هل ندرك الآثار التي تتركها هذه الحرب على الهلال؟
هل نتفهّـم لوضعية الهلال والأزمات التي يتعرض لها؟ وهو مع كل ذلك مازال يقاتل ويجتهد ويقدم أقصى ما يمكن.
الإشكالية هذه المرة، مشاركة الهلال في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا، إنّ الهلال حتى بالنسبة للمباريات (التجريبية) لم يأخذ كفايته، ولم يخُض مباريات إعدادية كافية لتعويض النقص الحاد أو الانعدام التام للمباريات الرسمية في الدوريات المحلية التي يشارك فيها.
ربما تكون مباريات الهلال الخمس في بطولة سيكافا هي زاده الوحيد في البطولة الأفريقية، لكن علينا أن لا ننسى أن تلك المباريات كانت أمام مقديشو سيتي الصومالي والأهلي مدني وكتور جوبا والجيش الراوندي وسينغيدا التنزاني، والفوارق الفنية بينها والأندية التي سوف يواجهها الهلال في مرحلة المجموعات يبقى كبيراً.
حتى لا ننسى نقول إنّ صن داونز الذي يعتبر أحد الأندية الموجودة في مجموعة الهلال، قبل مبارياته الأفريقية هذا الموسم، شارك في بطولة كأس العالم للأندية في أمريكا، وقبل ذلك كان قد خاض مباريات قوية أمام أندية كبيرة في معسكره الإعدادي، لعب ودياً أمام الهلال السعودي وبعض الأندية الأوروبية، ثم شارك في الدوري الجنوب أفريقي الذي وصل الآن للأسبوع الحادي عشر، كما خاض صن داونز بعض مبارياته في بطولة الكأس الجنوب أفريقي، وعندما يواجه صن داونز فريق الهلال في شهر يناير القادم سوف يكون لعب أكثر من 25 مباراة في المنافسات المحلية التي يشارك فيها في جنوب أفريقيا.
أين الهلال من ذلك؟
فريق الأهلي المصري أحد المرشحين مع صن داونز وبيراميدز والترجي التونسي لتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا، هو الآخر شارك في بطولة كأس العالم للأندية، مع الترجي التونسي والوداد المغربي، وخاض بعد ذلك معسكراً إعدادياً في تونس، ثم لعب مبارياته في الدوري المصري الذي وصل للجولة (13)، ويشارك الأهلي الآن مع الزمالك وبيراميدز وسيراميكا كلوباترا في بطولة السوبر المصري في الامارات.
أين الهلال من ذلك؟
الدوري التونسى الذي يمثله فريق الترجي وصل للجولة (13).
الدوري الجزائري وصل للجولة (10)، وهو يمثله فريق المولودية الذي سوف يواجه الهلال في 21 نوفمبر الجاري.
ما ينطبق على هذه الأندية التي توافر لها إعداد تنافسي مثالي ونموذجي، ينطبق على معظم الأندية التي تشارك في دورى أبطال أفريقيا، مثل بيراميدز والجيش المغربي ونهضة بركان وسيمبا ويانغ افريكانز واغلب الأندية التي وصلت لمرحلة المجموعات في دورى أبطال أفريقيا والكونفدرالية، وصلت بعد أن قطعت شوطاً طويلاً في دورياتها المحلية.
الطبيعي أن يجد الهلال مَشَـقّة في منافسة هذه الأندية ليس على الفوز باللقب، بل حتى على التأهل من مرحلة المجموعات، وقد وجد الهلال معاناة في التأهل للمجموعات ومازال يستجدي من أجل برمجة أولى مبارياته في الدورى الرواندي بعد تأجيل مباراته الأولى في الدوري.
نحن في الإعلام الهلالي نتحدث بشئ من التضخيم عن تسجيلات الهلال وعن الأسماء التي انضمت له في الفترة الأخيرة ـ نتحدث عن الجهاز الفني، ونتحدث عن العضوية الإلكترونية وعن الزي الجديد، ونننسى أو نغفل أنّ الهلال يلعب بدون إعداد جيدٍ، وبدون دوري، وبدون حتى مباريات ودية.
رضينا أن نلعب والهلال محرومٌ من جمهوره،
رضينا أن يلعب الهلال بعيداً عن ملعبه، وجاء في هذا الموسم ليلعب بدون دوري.
فأية مشَـقّة للهلال أكثر من ذلك؟
لا بد من القول إنّ الدوري الموريتاني في الموسم الماضي قدّم للهلال والمريخ والمنتخب فوائد كبيرة، وكان الدوري الموريتاني منضبطاَ في البرمجة والنظام، وهنا نحن لا نستطيع أن نلوم الاتحاد الرواندي أو نقلل من الدوري الرواندي، لأن مشاركة القمة جاءت بعد مضي خمس جولات في الدوري الرواندي وهم يُشكرون على قبول مشاركة الهلال والمريخ بعد أن أوشكت الدورة الأولى أن تنتصف.
الدورى الرواندي يتكون من 14 فريقاً وهو الآن في الجولة السابعة، وهذا يعني أنّ أكثر من نصف مباريات الدورة الأولى قد لُعبت، وهو يعني أيضاً أنّ ربع الدوري الدوري الرواندي قد انتهى والهلال والمريخ لم يدشنا بعد مبارياتهما في الدوري.
هذه الوضعية لا تحرم الهلال من إعداد جيد لمرحلة المجموعات، وإنما هي وضعية تتسبّب في تشتيت ذهنية الهلال وفي إحداث خللٍ في الفريق بسبب تلك الاضطرابات، التي حدث بعضها بشكل فجائي، حيث تَـمّ تأجيل مباراة للهلال قبل 24 ساعة من موعدها.
في مثل هذه الظروف، الهلال يستحق الدعم والمساندة، بل يستحق التكريم، فما يفعله الهلال وما يُحقِّقـه من إنجازات لم يسبقه عليه نادٍ ـ لا بُـد من الوقوف عند تلك الإنجازات.. المؤسف أنّ الاتحاد السوداني لكرة القدم بدلاً من أن يكون عوناً للهلال وهو ممثله الوحيد، نجده في كثير من الأحيان يكون خصماً على الهلال.
على اتحاد الكرة أن يبذل كل مافي وسعه لمساعدة الهلال، لأن الازرق يعمل في تاريخ هو قبل أن يكون فخراً له، هو فخر للسودان، وفخر بالتأكيد لاتحاد الكرة.
تبقى أقل من أسبوعين لمواجهة الهلال والمولودية الجزائري ونادي الشعب، تنتظره أعمال شاقة حتى يدخل للمواجهة وهو قادرٌ بإذن الله وتوفيقه على تحقيق انتصار كبير على فريق المولودية في مستهل مشوار الهلال بمرحلة المجموعات.
الهلال في حاجة لخطة إسعافية عاجلة يخوض في إطارها بعض التجارب الودية القوية، قبل مواجهة المولودية، لماذا لا يلعب الهلال ودياً أمام المريخ أم أنّ الأخير يخشى ذلك؟
إذا كان المريخ في المباريات الرسمية ينسحب من أمام الهلال، فكيف سوف يقبل بمواجهة الهلال في مباراة ودية؟
إنتوا بتلعبوا!
علينا أن لا ننسى الفوائد الكبيرة التي خرج منها الهلال من مواجهتي سيمبا التنزاني قبل مواجهة البوليس الكيني، مع أنّ الهلال خسر مباراته الأولى أمام سيمبا 1 – 2، إلّا أنّه استفاد كثيراً من التجربة، خاصةً أنه جاء وصحّح الأخطاء في التجربة الثانية أمام نفس الفريق وانتصر عليه 4 – 1.
وأكبر دليل على استفادة الهلال من تلك التجارب أنّ ما فعله أمام سيمبا جاء وفعله أمام البوليس، حتى الهدف الذي سجله أداما كوليبالي في شباك سيمبا، جاء نفس اللاعب وسجله بنفس الطريقة في شباك البوليس الكيني.
عليه تبقى التجارب الودية (القوية) مهمة إن لم تتوفر مباريات رسمية في الدوري الرواندي، خاصةً في فترة التوقف الدولي.
التمارين وحدها لا تكفي والهلال في حاجة زلى مباريات عاجلة، وعلى وجه السرعة.
بقي أن نقول إنّ الهلال بإذن الله وتوفيقه قادرٌ على تجاوز كل العقبات والصِّعاب، فقد عوّدنا ََ أنّ الأزمات لا تزيده إلّا قُـوةً.
فقط علينا أن نعوِّض ذلك النقص بالمزيد من الدعم والمُساندة.
نادي الحركة الوطنية يحتاج لكم الآن أكثر، فلا تبخلوا عليه بالدعم والمساندة والدعاء.

متاريس
سعدت على أنهم في مصر كرّموا القامة والأستاذ الكبير هساي في بيت السودان بالسيدة زينب.
على الهلال مسؤولية اجتماعية كبيرة وهو أن يُكرِّم مثل هذه القامات، فقد قدّم هساي الكثير للهلال والسودان بصورة عامة، ردُّوا الجميل لأهل الجميل.
يفترض أن لا ينسى الهلال دوره الاجتماعي، في زحمة التنافس الرياضي.
يوم الاثنين على بركة الله يبدأ الهلال مشواره في الدورى الرواندي.
نقول على بركة الله.
المباراة سوف تُشكِّل إضافةً كبيرةً لإعداد الفريق.
مباراة السودان أمام لبنان مهمة ـ لأنّ الانتصار فيها يُوصِّلنا إلى نهائيات بطولة العرب، والسودان في حاجة لإعداد قوي قبل انطلاقة بطولة الأمم الأفريقية في المغرب.
سفر فريد وجان كلود لمباريات ودية مع منتخبي بلديهما أمرٌ غير مجد ولن نجني من ذلك غير الإرهاق ـ على الهلال كما ذكر الزميل علي عصام أن يصل لتفاهمات مع الاتحاد البوركيني والاتحاد البورندي.
المباراة الأولى للهلال في مرحلة المجموعات تكتسب أهمية كبيرة، كما أن الهلال سوف يواجه منافسه المباشر على التأهُّل فريق المولودية، والمباراة بملعب الهلال.
مباراة المولودية أهم من مباراة سانت لوبوبو.
الانتصار إن شاء الله على المولودية يعني الانتصار بإذن الله على سانت لوبوبو.
ست نقاط غير قابلة للتفريط في نقطة.
ولا نقطة.

ترس أخير: مَـاشـي عليكـم.. إنتـوا لو بتصبروا ما بتجِيـكُم عَوجَــة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد