صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
ريجيكَـامب.. الحِكمَـة في إنجَـاز العَمَـل
من أهم معايير تقديراتي للمدرب، هو النظر إلى تصريحاته، فمن خلال كلامه تعرف كيف يفكر؟ ومن خلال الفكر بتعرف كيف يعمل؟ وهذا قياس عام، ليس هو حصرياً فقط على المدربين، ويقال تكلم حتى أراك ـ والكلام (المنطوق) يدعم بقراءة للغة الجسد (المحسوس)، حتى لا يكون الكلام نوعاً من الدبلوماسية أو الكسب الرخيص.
احترم (الفكر) حتى لو اختلفت معه، والنجاح في العمل بدون فكر، يزول سريعاً وينتهي إلى زوال، والحديث عن (العمل).
مدرب المريخ (داركو للطيران)، عندما تعاقد مع المريخ، قال إنه كان يتابع المريخ منذ 2008م وهذا صبر لا يحتمله حتى عادل أبوجريشة، فكيف لهذا الصربي أن يحتمل ذلك؟
عليه، فإني أقول عن (داركو للطيران)، إنه المدرب (الصبري) وليس (الصربي) للمريخ، حصل تقدم قليل لحرف (الباء)، في انتساب مدرب المريخ لبلده.
وقال مدرب المريخ الصربي إنه كان ينحاز (عاطفياً) للمريخ في مباريات الديربي التي تجمع بين الهلال والمريخ وإنه كان يشجع الفريق صاحب اللون الأحمر ـ وهذا أمرٌ غير منطقي، لأن معظم الأندية التي أشرف عليها هذا المدرب كانت قمصانه زرقاء اللون، والطبيعي أن تشجع لون قمصان فريقك الذي تدربه، خاصةً بالنسبة لمباراة تجمع بين الهلال والمريخ، ينظر لها الأجنبي نظرة (ألوان).. المريخاب صدقوا هذا، لأنهم كانوا يريدون أن يصدقوا ذلك، ولأن تصريحه هذا وقع ليهم في جرح.
أحياناً كثيراً أنت تصدق الكلام الذي يروق لك، حتى لو كان عكس الواقع، وضد المنطق وضد العقل، وترفض أن تصدق الكلام الذي لا يروق لك، وإن كان هو الحقيقة عينها.
مدرب الهلال الروماني ريجيكامب منذ أن تعاقد معه الهلال تبدو تصريحاته منطقية ومتزنة، وهو يجنح فيها دائماً نحو الجانب الفني ـ هو قليل الكلام وكثير العمل، حيث نشاهد من خلال منصات الهلال على مواقع التواصل الاجتماعي العمل الكبير الذي يحدث في الهلال والتدريبات المتنوعة والجميلة والشاقة التي يقوم بها الجهاز الفني ـ ينعكس ذلك في قراءة ردود فعل لاعبي الهلال وتعبيرات وجوههم التي يبدو عليها الكثير من الراحة والرضا.
وفي علم النفس (الرضا) هو المقياس الحقيقي للسعادة ـ قد تمنح الكثير فلا ترضى فتكون تعيساً، وقد تمنح القليل فترضى بذلك وتكون سعيداً، والقناعة هي أقصى درجات (الرضا) ـ والقنوع هو أغنى الناس.
عندما تكون راضياً بواقعك سوف تنجح ـ أما عندما ترفض واقعك وتبحث عن الأعذار والمبررات فإنك تفشل ـ لا تصرف جهدك وطاقتك في محاربة واقعك إذا كان ذلك الواقع أنت مجبراً عليه ـ من الأفضل أن تبذل جهدك وطاقتك في أن تتعايش مع كل الظروف وأن تنجح حتى في ظل واقع قاسٍ وصعب، والنجاح الذي يحدث في ظروف صعبة وواقع قاسٍ، هو النجاح الذي يستحق التقدير والتحية.
لن نغير واقعنا باللعنات ولن نغيره بالرفض، حاول أن تتصالح مع الواقع الذي ترفضه، فمن خلال هذه (المصالحة) يتغيّر واقعك.
مدرب الهلال ريجيكامب يبدو متصالحاً مع واقعه ـ رتب وضعه على أن ينجح في هذا الواقع ـ نحن لن نغفل الأزمات ولن ننكرها، لكن في كل الأحوال علينا أن لا نجعلها سبباً في الإخفاق.. والإخفاق عندما تبحث له عن أسباب ومبررات فهو واقع لا محال ـ لذلك لا تعطي للإخفاق أي مبرر أو سبب، حتى لا يتغلب عليك ويصرعك.
هذه الحرب فيها الكثير من الجراحات والإحباطات، لكننا يجب أن نتعلم منها الصبر والإرادة والعزيمة ـ الانتصار يبدأ مسبقاً بإحساسك ـ تبدأ الإنجازات من الأحلام والآمال، إذا كنا لا نحلم بغد مشرق مع كل هذه المآسي فلن يأتي الغد المشرق إذا كنا نبخل به على أنفسنا حتى في أحلامنا، فكيف يتغيّر الواقع؟
وعلى رأي الراحل داؤود مصطفى رحمة الله عليه، أنا بقول ليكم في كلام زي الورد.
مدرب الهلال أكد أن الإعداد يسير بصورة جيدة وأن اللاعبين وصلوا لمستوى جيد، والأجمل من ذلك أنه قال إنه سوف يبدأ الإعداد لمباراة مولودية يوم 10 نوفمبر، وهو تاريخ أول مباراة للهلال في الدوري الرواندي، وفي ذلك التصريح تأكيد على أنّ المدرب يعد فريقه ويجهزه لموسم كامل، وليس لمباراة، وأن تركيزه لمباراة مولودية سوف يبدأ قبل 10 أيام من المباراة.
قال مدرب الهلال في تصريحاته الأخيرة لمنصات الهلال، إنه سوف يلعب ثلاث مباريات قبل مباراة المولودية، وهذا تصريح بدّد مخاوفنا ـ وبدا المدير الفني راضياً عن ذلك رغم (الربكة) التي حدثت بسبب تأجيل مباراة الهلال الأولى في الدوري الرواندي ـ أعجبني في التصريح حالة (الرضا) الذي ظهر في تصريحات ريجيكامب وفي وجهه ـ وأنا أهتم عادةً بدرجة الرضا، وأخشى من القلق والشكوى والبحث عن الأعذار والمبررات مسبقاً أو تحوطاً لأية خسارة.
عندما تبحث عن أعذار لإخفاق قد يحدث في المستقبل، سوف تخفق، لأن الإخفاقات تدخل علينا من باب الأعذار والمبررات التي نضعها لها.
والله أنا على رأي الراحل داؤود مصطفى بقول ليكم في كلام زي الورد.
النقطة الثانية في تصريح ريجيكامب، هو أنه قال إنّ اختيار اللعب في ملعب (أماهورو) في العاصمة الرواندية كيجالي كان قراراً جماعياً، بعد أن ناقش الأمر مع جهازه الفني ومع اللاعبين وهم العنصر المهم في صدور هذا القرار، وهم المعنيون أكثر من غيرهم بالملعب الذي يخوضون عليه مباراتهم، ومن ثم التشاور مع القطاع الرياضي والإدارة، وهذا التصريح (ذكي) من مدرب الهلال، وفي اتخاذ القرار شكل من أشكال (الديمقراطية) التي ننادي لها وهي السبيل للنجاح في كل القرارات، فما يصدر عن طريق (الديمقراطية) لا بد أن يحقق النجاح وفي ذلك شئٌ من الرضا والقناعة التي تكون عند الأطراف المعنية بالقرار.
الديمقراطية هي محاولة لتحقيق أكبر قدر من (الرضا) في القرارات التي تهم مجموعة من الناس ـ والرضا كما أشرت هو الشعور الذي نبحث دائماً للوصول إليه.
وعلى رأي الراحل داؤود مصطفى رحمة الله عليه أنا بقول ليكم في كلام زي الورد.
النقطة الثالثة في اختيار ملعب (أماهورو) إلى جانب جودته كملعب (مثالي)، فيه كل سبل الراحة بمعايير جمالية، إنّ الملعب يبعد ساعتين فقط عن الملعب الذي سوف يواجه فيه الهلال سانت لوبوبو في الكونغو، وهذه (راحة) ساقها الله على الهلال، خاصةً أنّ الفاصل بين المباراتين أسبوع واحد.
عليه، فإنّ ريجيكامب بحث عن أكبر المكاسب للهلال في كل الجوانب، وهو قد أعد فريقه بصورة مثالية، وبما توفر ومتاح للمواجهات القادمة في دوري أبطال أفريقيا.
الذي أسعدني في تصريح ريجيكامب أنه تحدث عن أهمية مباراة الهلال أمام مولودية، هو يدري قيمة هذه المباراة، وإحساس المدرب ينتقل للاعبين بسرعة، وهم في العادة يترجمون هذا الإحساس أو يعبرون عنه ـ والمدرب (شخصية)، والمدرب (إحساس)، والمدرب الناجح هو الذي يعرف كيف ينقل إحساسه للاعبين.
المدير الفنى للهلال ذكر أنّ المستويات بين الفرق متقاربة، وحتى صن داونز لا يبعد فنياً كثيراً عن بقية الأندية.
أتوقّع أن تخرج أندية كبيرة من مرحلة المجموعات هذا الموسم، وأعني تحديداً صن داونز والأهلي المصري فلا تنسوا كلامي، لأنّ في فبراير القادم سوف أعود وأذكِّركم بهذا الكلام.
ريجيكامب تحدث عن تأهل الهلال من مرحلة المجموعات ـ قد يكون فات عليكم ذلك ـ غير أن الأكيد أن ما فات عليكم هو حديثه عن تحقيق البطولة الكبرى، وهذا تقدم جديد في الهلال، أن يتحدث مدرب رغم الظروف التي يلعب فيها الهلال عن اللقب.. دعوني أُحيي المدير الفنى للهلال على هذه الجرأة، وهذا ما نريده نحنُ من مدرب الهلال حتى وإن كانت مثل هذه التصريحات يمكن أن تضع عليك ضغوطاً ـ أنا لا أخشى من الضغوط الإيجابية، فضغط أن تحقق اللقب، هو أفضل كثير من ضغط أن تفشل في تحقيق اللقب، وأحياناً أن تعيش الأمل وأن تسعى لتحقيق الحلم أفضل وأكثر متعة من أن تصل لهدفك وتبلغ مرادك.
مثل هذه الظروف التي يمر بها السودان، خطورتها ليس في الواقع الذي صنعته، وإنما في أن نتخلى عن أحلامنا، ونجعل ظروف السودان مبرراً للفشل والإخفاق.
نحن قادرون على النجاح في كل الظروف ـ من فضل الله علينا أنه لم يجعل الظروف مهما كانت قسوتها سبباً في الفشل.
وعلى رأي الراحل داؤود مصطفى أنا الليلة بقول ليكم في كلام زي الورد.
لقد قال ريجيكامب إنّ هدفنا هو الفوز بالمباريات والفوز بالبطولة الكبرى، هكذا قالها بواضح العبارة، وهو تصريح يؤكد أمرين، الأمر الأول أنه مدرب (شجاع)، ويوضح ذلك من أسلوبه الهجومي الذي يلعب به، ريجيكامب ما زول (خندقة).
الأمر الثاني الذي نستشفه من تصريحه الذي قال فيه إنّ هدفهم الفوز بالمباريات والفوز بالبطولة الكبرى، ثقته في نفسه وفي لاعبيه، فهو يمتلك عناصر قادرة بإذن الله وتوفيقه على تحقيق اللقب.
أتمنى أن يوفر مجلس الهلال لهذا المدرب كل احتياجاته ـ لأننا على موعد مع اللقب، وعندما أقول ذلك لا أعني حتمية الفوز باللقب، ولكن أعني أن نقاتل من أجل اللقب، وأن نبذل قصارى جهدنا للظفر به.
عزيزي الهلالابي أدعم فريقك واحصل على البطاقة الإلكترونية للهلال، فما أجمل الانتساب إلى نادي الشعب.
ما أجمل أن تكون عضواً في نادي الحركة الوطنية.
لا تنسى ـ اكتسب عضويتك.
…
متاريس
موضوع مولودية منتهي.
وثلاثية قادمة بإذن الله.
ما تخوِّفوا الناس، الهلال قادر بمشيئة الله.
ننتظر أول مباراة للهلال في الدوري الرواندي بشوق بحر.
يوم يلعب الهلال عندنا عيد.
يبقى من أكثر اللاعبين حباً ووفاءً وإخلاصاً للهلال، اللاعب موفق صديق.
أحلم بأن يكون هنالك تكريم لكباتن الهلال الذين رحلوا عن الهلال في الفترة الأخيرة وكان لهم دور في ما وصل إليه الهلال وهو يتأهل للمرة السابعة توالياً للمجموعات.
بويا ونزار حامد والشغيل وموفق صديق، أسماء يجب أن تُكرّم.
ننتظر تغطية إعلامية جيدة لأولى مباريات الهلال في الدوري الرواندي.
أتوقع مشاركة (الذكاء الاصطناعي) القيصر إيمانويل فلمو في أولى مباريات الهلال، والغالب أن يشارك (الذكاء الاصطناعي) في الشوط الثاني.
قولوا ما شاء الله.
اللهم أحفظ الهلال وابعد عن لاعبيه الإصابات.
أول مباراة للهلال عندنا عيد.
أدعم هلالك بكسبك العضوية الشرفية.
…
ترس أخير: ربنا يسهل.


