صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
البكَـاء على المُنتخب دَمعَـة حَـق أُريد بها بَاطِـل
عندما كنا نتحدّث بفخر عن وجود ثمانية لاعبين من الهلال في تشكيلة المنتخب الوطني، ونقف عن ذلك إجلالاً للوطن، نُتّهم بأننا أصحاب نظرة ضيقة، وإننا ننظر للمنتخب نظرة (هلال مريخ)، وإنّ الناس يجب أن تكون أكبر من ذلك، ونسمع (ردحي) من الشعارات الوطنية، والموشحات القديمة، وبعض أغنيات خليل فرح، وشيئاً من حكم الشيخ فرح ود تكتوك، ونُتّهم في وطنيتنا، أما هم والحديث عن إعلام المريخ، فمن حقهم الهجوم على المنتخب الوطني، على هذا الوجود الهلالي الكبير في المنتخب، وفي أوقات كثيرة كان لا يشارك في تشكيلة المنتخب من المريخ غير لاعب أو اثنين، أو ثلاثة كحد أقصى، هذا يحدث من زمن حامد بريمة الذي كان يشارك مع لاعبي الهلال في المنتخب أكثر من مشاركته مع لاعبي فريقه المريخ.
في المريخ يتحدّثون عن أنّ المنتخب يعتمد على لاعبي الهلال، وعن أنّ المنتخب يعد ويجهِّز الهلال، وعندما يرتفع عدد اللاعبين الأجانب في الهلال والذي سوف يؤدي إلى تقليل عدد لاعبيه في المنتخب، يعترضون على ذلك ويقولون إنّ الهلال يجفف منابع المنتخب ويقيد أحد أهم مصادر روافده.
يعني إذا شارك مع المنتخب (8) لاعبين من الهلال يعترضون على ذلك، وإذا حدث العكس وقلّ عدد لاعبي الهلال في المنتخب بسبب الأجانب والتجنيس، أيضاً اعترضوا على ذلك، فهم في الحالة الأولى يقولون إنّ المنتخب يجهز لاعبي الهلال، وفي الحالة الثانية يقولون إنّ الهلال يحارب المنتخب فماذا تريدون؟
كدي اقعدوا في الواطة ورورنا إنتوا عايزين شنو؟ يشارك عدد كبير من لاعبي الهلال؟ أم يتم تقليل عدد لاعبي الهلال في المنتخب؟
إذا أُعفي الجهاز الفني للمنتخب بعض لاعبي الهلال بسبب مشاركاتهم مع فريقهم في دوري أبطال أفريقيا وفضّل إراحتهم لأهمية مباراة الهلال في البطولة الأفريقية اعترضوا، وإذا اختار الجهاز الفني للمنتخب عدداً كبيراً من لاعبي الهلال أيضاً اعترضوا على ذلك.
وفي الحالتين هم معترضون معترضون.
الغريب أنّ الجهاز الفني للمنتخب يضم في الفترة الأخيرة من الهلال (12) لاعباً، لأنهم الأكثر جاهزيةً والأكثر احترافيةً، ولولا الحياء لضم الجهاز الفني للمنتخب من لاعبي الهلال (15) لاعباً، حيث يشارك في التشكيلة الأساسية للمنتخب من لاعبي الهلال بصورة مستمرة (8) لاعبين، أما بقية اللاعبين فهم في الغالب من المحترفين الذين يلعبون في الخارج، حيث لا يشارك من المريخ غير لاعب واحد، وقد شهدت بعض مباريات المنتخب الأخيرة عدم وجود أي لاعب من المريخ في التشكيلة الأساسية للمنتخب، مع ذلك يهاجمون الهلال، والمنتخب يشهد أفضل حالاته بفضل فورمة وجودة وجاهزية لاعبي الهلال.
في بطولة العرب إذا تأهل المنتخب إلى النهائيات أو في بطولة الكان في أواخر هذا العام، سوف يتواجد في تشكيلة المنتخب الرئيسية (8) لاعبين من الهلال، وهذا شرفٌ للهلال ومصدر فخر لنا، فأين المريخ من ذلك؟
وفي تاريخ المنتخب منذ 1957 وحتى الآن إنجازات المنتخب ارتبطت بالهلال، وكان المنتخب يتقدم وينتصر عندما تكون غالبية تشكيلته من الهلال، وذلك لأنّ لاعبي الهلال الأكثر تميُّزاً واحترافيةً، ووجود الهلال الدائم في البطولات الأفريقية وتقدُّمه يتيح لهم فرصة أكبر للتميز، كما أن عدم الاستقرار الفني والإداري الذي عانى منه المريخ في السنوات الأخيرة، انعكس فنياً على الفريق، وأدى ذلك لغيابهم من المنتخب، وقد عجز المريخ في السنوات الأخيرة من الحفاظ على لاعبين في قيمة سيف تيري وكرشوم ومحمد المصطفى وبخيت خميس والجزولي نوح وعمار طيفور ومازن محمدين، وفشل المريخ حتى على توفير أجواء جيدة لموهبته موسى كانتي الذي حوّله للمشاركة في دوري بربر عقاباً له.
ويأتوا بعد كل ذلك ويقولوا لك، لماذا المنتخب كله من الهلال؟
في المريخ (13) محترفاً أجنبياً، يتواجدون مع المريخ في رواندا، في الوقت الذي أُبعد فيه لاعب بقيمة وموهبة موسى كانتي!!!
فريقٌ الأجواء فيه طاردة، لهذا ليس له أن يحدثنا إعلامه عن ما يجب وعن ما يفترض أن يكون في الهلال، إلا إذا أرادوا أن يثبتوا لنا نظرية أنّ باب النجار مخلع، وباب المريخ في الأساس غير موجود، الأمر ليس مجرد (تخليع) والسلام.
الهلال في هذه الفترة التي نشهد فيه تزاحماً من أفضل الأجانب، قدم للمنتخب ياسر جوباك ومازن سيمبو، أفضل عناصر المنتخب الشابة، فماذا قدم المريخ؟ حتى الموهبة موسى كانتي يعمل المريخ على تدميرها، إذ لا يقبل المنطق أن يُبعد لاعب دولي، وصغير في السن ويتألق مع المنتخب ومطلوبٌ في أندية أوروبية ليلعب في دوري بربر. الخائفون على المنتخب والمدّعون حرصهم عليه، لماذا لا يتحدثون عن تدمير المريخ لموهبة السودان والمنتخب موسى كانتي، أم هو حلال عليهم أن يدمروا موهبة لاعب وطني وحرام على الهلال أن يجنس لاعباً أجنبياً؟
الهلال ومع التواجد الأجنبي الكبير في كشفه، يقدم للمنتخب وللكرة السودانية مواهب شابة في قيمة جوباك وسيمبو وكبه ومازن فضل ومدني وكنن، فماذا يقدم المريخ؟
إبعاد موهبة مثل كانتي ليلعب في دوري الدرجة الأولى ببربر جريمة في حق المنتخب، بينما ينعم (عطالة) المريخ الأجانب بالمشاركة في الدوري الرواندي، حيث أجواء كيجالي الرائعة، وهم لا يملكون نصف موهبة موسى حسين كانتي.
أجانب المريخ كانوا سبباً في خروج المريخ من التمهيدي الأول رغم ملايين الدولارات التي يحصلون عليها، في الوقت الذي يريدون أن يمنحوا كانتي في الموسم (30) ألف دولار، وهذا مبلغ كان يحصل على ما يقرب إليه في الشهر وليس السنة محترف المريخ الكولومبي المهاجم سانتياغو باتينو.
والذين ينتقدون عدد الأجانب في الهلال، يجهلون أن بسبب هؤلاء الأجانب يصل الهلال لمراحل متقدمة في البطولة الأفريقية، وللهلال يعود الفضل للمحافظة على مشاركة أربعة أندية سودانية في البطولات الأفريقية، يعني مشاركة أكثر من 130 لاعباً، منهم 100 لاعب وطني بدلاً من الاكتفاء بمشاركة 60 لاعباً.
لولا الهلال وأجانبه كان المريخ سوف يشارك في بطولة الكونفدرالية، لذلك فإنّ أجانب الهلال لم يحدثوا إضافة فقط للهلال، بل أحدثوا إضافة للمنتخب وللمريخ أيضاً.
وجود الأجانب في الهلال ساعد في رفع جودة اللاعب الوطني وفي وجود منافسة قوية في الفريق استفاد منها المنتخب، جوباك وسيمبو نموذجاً.
وصول الهلال لأدوار متقدمة، ساعد في ارتفاع فورمة اللاعب السوداني، إذ أصبح الهلال يلعب على الأقل في كُبرى البطولات الأفريقية 10 مباريات، إذا لا قدر الله خرج من مرحلة المجموعات، أما إذا تقدم فإنّ عدد المباريات سوف يرتفع، وقد يصل إلى 16 مباراة إذا وصل الهلال للنهائي، في الموسم الماضي لعب الهلال في البطولة الأفريقية 12 مباراة، بينما ظلّت مشاركات المريخ في البطولة الأفريقية خجولة وتأتي على استحياءٍ، ولا تزيد في موسم كامل عن 4 مباريات في أفضل الحالات أو مباراتين فقط كما حدث هذا العام رغم الكم الهائل من الأجانب الموجود في المريخ.
في المريخ (13) محترفاً أجنبياً وجهاز أجنبي ومجلس إدارة (نفطي)، والمريخ خرج من التمهيدي الأول، ولم يلعب في البطولة الأفريقية إلّا مباراتين، ويتحدثون عن أجانب الهلال الذي وصل في الموسم الماضي لربع نهائي أبطال أفريقيا، وفاز بالدوري الموريتاني والدوري السوداني وكأس السودان، ما يحدث في الهلال هو نجاحٌ، حاسبوا من يملك نفس عدد أجانب الهلال ويخرج من مرحلة التمهيدي الأول.
الذين يدعون حرصهم على المنتخب نسوا أنّ إعلام المريخ تسبب في مواسم سابقة في حرمان المنتخب الوطني من ثلاث نقاط، عندما مدوا المنافس بمستندات ومعلومات عن مشاركة سيف مساوي الموقوف مع المنتخب، وقد فعلوا ذلك فقط لأن سيف مساوي لاعبٌ بالهلال وقد كانت نقاط تلك المباراة التي فاز فيها السودان وخسرها بالشكوى سوف تجعل فرصته كبيرة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
والقصة كانت شهيرة فجّرتها صحيفة الصدى عن مشاركة مدافع المنتخب السوداني (الموقوف) سيف مساوي أمام المنتخب الزامبي في استهلالية مشوار صقور الجديان في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتي حقق فيها المنتخب السوداني الفوز علي بطل أفريقيا بهدفين نظيفين بأم درمان.
أين كانت مصلحة السودان وقتها؟
ولا ننسى التمثيلية التي قام بها المريخ عندما وضع قدم أحد لاعبيه في الجبص (ما في داعي لذكر الأسماء) ونشر له صورة وهو في هذا الوضع، ورجله معلقة في إحدى المستشفيات حتى يحلل عدم انضمام اللاعب للمنتخب، في ظل العقوبات التي كانت تنتظره بسبب رفض الانضمام لمعسكر المنتخب الوطني.
وقتها لماذا لم يتحدثوا عن مصلحة المنتخب وعن القوانين واللوائح؟
هل مصلحة المنتخب ظهرت الآن أم هي كلمة حق أُريد بها باطل؟
أو دمعة حق أُريد بها باطل.
يبكون على المنتخب وعندما يأتون إلى مآسي المريخ يرفعون شعار (أي دمعة حزن لا لا)!!!
…
متاريس
الفرق بين نادي الحركة الوطنية والمريخ، أنّ الهلال يعمل ويجتهد من أجل تجهيز عناصر المنتخب، كذلك كان يفعل فلوران ويفعل ريجيكامب الآن، وخير دليل على ذلك، مشاركة خماسي المنتخب الوطني (عبد الرازق وسيمبو وجوباك ومزمل وفضل) مع الهلال في وديته الأخيرة أمام إي سي كيجالي من أجل المنتخب، حيث فضّل الجهاز الفني إشراك هذه العناصر البديلة على حساب عناصره الأساسية، رغم أنّ الفريق يُرتِّب لمُواجهة مولودية الجزائري، في الوقت الذي يُحارب فيه المريخ موهبة المنتخب كانتي ويبعده عن بعثة الفريق في كيجالي ويُحوِّله إلى معسكر بربر.
في الهلال ، نادي الشعب ، تمّ اختيار خمسة لاعبين للمنتخب الوطني للمشاركة أمام لبنان وسوف يرتفع العدد إذا تأهل المنتخب لنهائيات كأس العرب إلى (10) لاعبين، وقد يزيد على ذلك في نهائيات الكان بعد عودة محمد المصطفى.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
المنتخب الموريتاني اختار الثلاثي أحمد سالم مبارك وفوفانا وخادم دياو.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
المنتخب الليبيري اختار القيصر إيمانويل والنحلة التقنية كول.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
المنتخب البوركيني اختار
الحارس سفيان فريد.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
والمنتخب البورندي اختار جان كلود.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
وللمنتخب الناميبي يلعب بترويس.
ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
وانتظروا قريباً اختيار إيبولا ولوزولو وصنداي وكوليبالي وكابوري لمنتخبات بلادهم.
أصبروا بس وقولوا ما شاء الله، ربنا يزيد ويبارك.
وبعد دا واحد يتكلم ليك عن فشل الهلال وعن أزمة المنتخب.
وأفضل موهبة في المريخ بيلعب في بربر.
…
ترس أخير: شكلَها ح تنقِّـط كتِـير.


