صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نقطة غالية لمحاربي الصحراء أمام السودان

10

من أسوار الملاعب

حسين جلال

نقطة غالية لمحاربي الصحراء أمام السودان

 

لم يستفد منتخبنا الوطني من النقص العددي في صفوف المنتخب الجزائري، بعد طرد اللاعب آدم وناس نتيجة اعتدائه على الجزولي نوح، وذلك في افتتاح مباريات المنتخبين ببطولة كأس العرب بالعاصمة القطرية الدوحة. ورغم أن الطرد كان من المفترض أن يمنح الأفضلية للسودان، فإن المباراة جاءت مثيرة، وفرض المنتخب الجزائري سيطرته على معظم فترات الشوط الأول.

اعتمد الجزائريون على الضغط عبر الجهة اليمنى من خلال تحركات المهاجم بولبينة، بجانب انطلاقات الطرف الأيسر، مما شكل كثافة عددية أربكت دفاع منتخبنا، وسببت خطورة مباشرة على مرمى الحارس أبوجا، الذي تألق وأنقذ فرصاً محققة، خصوصاً فرصتين كادتا أن تفتتحا التسجيل. هذه التحركات حدّت من فعالية الظهير الأيمن ياسر جوباك نتيجة التفوق العددي الجزائري في تلك الجبهة.

استند المدرب الغاني كواسي أبياه إلى نهج تكتيكي يقوم على السيطرة على منطقة الوسط، ولعب بطريقة 4-3-3 بثلاثة محاور ارتكاز: صلاح عادل، بوغبا، وعمار طيفور، ومن أمامهم عبد الرؤوف، الجزولي نوح، ومحمد عبد الرحمن (الغربال). أما الدفاع فتكوّن من طبنجة في الطرف الأيسر، وجوباك في اليمين، وكرشوم ومحمد أحمد أرنق في قلب الدفاع، إضافة إلى الحارس أبوجا الذي قدم أداءً ثابتاً ويقظاً.

ورغم اعتماد الجزائر على التمريرات خلف المدافعين، فإن تمركز الثنائي أرنق وكرشوم، مع يقظة أبوجا، حال دون وصول المهاجمين الجزائريين لمرمى السودان. ومع ذلك، ظهرت سلبيات واضحة في أداء منتخبنا، أهمها البطء في وسط الملعب، وضعف التحولات الهجومية، وكثرة التمريرات الخاطئة خصوصاً من طيفور وبوغبا. كما أدى اللعب بثلاثي ارتكاز إلى تقليص الفاعلية الهجومية، إضافة إلى الإصرار غير المجدي على الإرسال الطويل الذي صبّ في مصلحة الدفاع الجزائري الأكثر طولاً وقوة في الكرات الثانية.

في الشوط الثاني تغيّر المشهد تماماً بعد طرد وناس، إذ امتلك منتخبنا الأفضلية الميدانية وتراجع المنتخب الجزائري بوضوح. غير أن المنتخب الوطني واجه بطئاً في البناء من الخلف بسبب عدم دقة التمريرات وغياب المرونة في التحول الهجومي. كما ظهرت كثرة الأخطاء من طيفور وضعف مردوده البدني، وحتى التبديلات التي أجراها أبياه بدخول عبد الصمد منن بدلاً من طيفور لم تُحدث الأثر المطلوب في عملية الاختراق.

كما أثر الإرهاق على لاعبي الهلال الثلاثي بوغبا، الغربال، وعبد الرؤوف، فانخفض مردودهم الفني في آخر فترات المباراة، ما جعل الضغط السوداني المتواصل بلا فاعلية حقيقية أمام صمود دفاعي جزائري تَشبّث بنقطة التعادل، خصوصاً بعد النقص العددي الذي أجبره على التحفظ.

انتهت المباراة بالتعادل السلبي، في لقاء سجل أعلى نسبة حضور جماهيري قاربت 40 ألف متفرج. ونأمل أن يقدم منتخبنا الوطني أداءً أفضل في المباراة المقبلة أمام العراق، مع ظهور أقوى للغربال وروفا بما يكفل تحقيق النقاط الثلاث بإذن الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.