صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حين تغيّرت معايير الكرة… وبقينا نحن في خانة الشفقة!

16

روحنا تكسّر تحليلكم
العمود الحر

عبدالعزيز المازري
حين تغيّرت معايير الكرة… وبقينا نحن في خانة الشفقة!

خذ عندك…

لم تعد كرة القدم تُقاس بالأسماء الثقيلة ولا بتاريخٍ يلمّع الصفحات.
منذ اشتعال **كأس العرب للمنتخبات** تغيّر كل شيء…
صار معيار اللعبة: **روح + إرادة + تضحية**…
وبقية التفاصيل مجرد ديكور لا يربح مباراة.

فلسطين… سوريا… الأردن…
منتخبات جاءت من الخلف وكتبت أسماءها بروح، لا بشهرة.
وفي المقابل سقطت منتخبات كانت تُعامل كأرقام ثابتة: تونس… قطر… وغيرهما.

المحللون؟
عندما يتحدثون عن الجميع تجد الاحترام… التقدير… والهدوء.
لكن عندما يصل الدور إلى **السودان**…
يخرجون من جيوبهم حجة جاهزة:
“الجزائر لم تكن في يومها”!
طيب… هل ممنوع أن يكون السودان هو من **أخرج الجزائر من يومها**؟
هل الروح السودانية لا تُحسب؟
هل الإرادة تُلغى إذا لم تأتِ بشَعرٍ ناعم؟

المعايير العربية ليست عادلة… وتفتقد للميزان.
شراسة غيرنا “قوة”، وشراسة لاعبنا “تهوّر”.
خشونة غيرنا “رجولة”، وخشونة لاعبنا “اندفاع”.
ومع ذلك…
يبقى منتخبنا في صفّ سوريا وفلسطين والأردن:
روح تولد من المِحنة… وأداء يعلو رغم المعوقات… وشخصية لا تعرف الانحناء.

خذ الثانية…

مباراة البحرين يوم السبت…
نقطة واحدة في الجيب، لكن روح المنتخب تكفي لإرباك مجموعة كاملة.
إن أراد المنافسة فعليه أن يلعبها كـ”نهائي” لا جولة.
بانتشار، بصلابة، وبأهداف تعيد ترتيب الاحترام العربي.
هذه ليست مجرد مباراة… بل رسالة للذين ظنّوا أن السودان سيأتي “للمشاركة”.
هذا وقت الرد… والتحليل المهزوز لن يصمد أمام روح ثابتة.

ثم نعود لمسار الهلال…

الهلال وجد في رواندا ما لم يجده في محيطه العربي:
**الاحترام**.
ملعب، تنظيم، تقدير… وكأنه بين أهله.
بينما حين احتاج السودان والهلال للاستضافة… لم يتقدّم أحد.
إلا دولتين فقط:
**ليبيا وموريتانيا**…
فتحتا الأبواب للسودان وللهلال… بلا منٍّ ولا حساب.
لأن فيهما **ريحة عربية إفريقية** تُشبهنا…
نفس الظروف… نفس التحديات… نفس موقع الذين يُفهمون خطأ ويُحاسَبون مرتين.

لهما الشكر…
ففي زمن جفاف المواقف، كانتا هما الماء.

الهلال هناك يعمل بثقة…
فاز بثنائية رغم غياب العناصر الأساسية المنضمة للمنتخب.
ويمتلك المدرب تشكيلة عريضة… أكثر من عشرة أجانب… ووطنيين في خانات دقيقة.
ومباراته الثالثة الاثنين… وهلال هذا الموسم ليس للزينة، بل **مشروع فريق يقف ليأخذ مكانه رغماً عن أنف من يشكّك**.

حتى منافسيه قالوا:
“الهلال فاز لأنه الأفضل”.
وهذا احترام لم نجده دائماً في محيطٍ عربي لا يُنصف أبناءه كما يجب.

الهلال يسير بخط صافٍ:
روح أولاً… التزام ثانياً…
والبقية تأتي في الطريق.

**كلمات حرة**

* منتخبنا مع سوريا وفلسطين والأردن في الخندق نفسه… هناك تُصنع الرجولة بعيداً عن بهرجة الشاشات.
* ليبيا وموريتانيا… دفء الانتماء الصادق، حيث نجد ما لم نجده عند الأقربين.
* لسنا نطلب صدقة احترام… بل ميزاناً عادلاً فقط.
* المحلل السوداني الذي يفقد لسانه أمام الظلم… لا يستحق مقعد التحليل.

**كلمة حرة أخيرة**
احترمونا… أو دعونا نمضي إلى من يدرك قيمة العرق السوداني إذا سال فوق العشب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.