صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خسارة غير مستحقة أمام العراق

0

من أسوار الملاعب

حسين جلال

خسارة غير مستحقة أمام العراق

تلقّى منتخبنا الوطني خسارة غير مستحقة أمام العراق بهدفين دون رد، جاءت في الدقائق القاتلة نتيجة التبديلات غير المنطقية التي أجراها مدرب المنتخب، الغاني كواسي أبياه. فقد أدّت عملية سحب لاعبي الوسط عمار طيفور وعبد الرؤوف، والدفع بالجزولي وياسر مزمل، إلى تغيير إستراتيجية اللعب من 4-4-2 إلى 4-2-3-1، وهو ما انعكس سلباً على توازن الفريق في اللحظات الحاسمة.

على مدار ثمانين دقيقة، قدّم لاعبو منتخبنا أداءً بطولياً وانضباطاً تكتيكياً عالياً، بفضل رباعي الوسط: عمار طيفور، بوغبا، صلاح عادل، وعبد الرؤوف، إضافة إلى رباعي الدفاع المكوّن من: إرتق وكرشوم في العمق، وياسر عوض في الجهة اليمنى، وطبنجة في الجهة اليسرى، بينما قاد الهجوم كلٌّ من الغربال وجون مانو. امتاز الفريق بالتمركز الجيد في الخطوط الخلفية، والضغط، وتضييق المساحات على حامل الكرة، في وقت ظهر فيه المنتخب العراقي متراجعاً داخل منطقته معتمداً على التمريرات القصيرة للخروج من مناطقه.

ورغم نجاح منتخبنا في تطبيق أسلوب الضغط وقفل المساحات، إلا أنّ الفريق عانى من فقدان التمرير في وسط الميدان من جانب بوغبا وعمار طيفور، إلى جانب ضعف البناء من الخلف؛ إذ اعتمدت معظم التمريرات على الكرات الطويلة نحو محمد عبدالرحمن وجون مانو، لكنها غالباً كانت مفقودة بسبب تفوّق لاعبي العراق في الكرات الهوائية.

كما لم يستثمر الغربال وجون مانو الفرص المتاحة داخل المنطقة العراقية، نتيجة البطء في اتخاذ القرار وسوء التمركز داخل المناطق الإستراتيجية، إضافة إلى الشفقة والتسرع، وتأخر التحوّل الهجومي من الوسط إلى المقدمة.

في آخر عشر دقائق، لعب الهبوط اللياقي وقلة التركيز دوراً محورياً في الانهيار، خاصة لدى لاعبي المحور صلاح عادل وبوغبا. وفي الدقيقة 80، منح ياسر جوباك المنتخب العراقي الهدف الأول بعد تمريرة خاطئة وصلت للمهاجم ميمي وهو على بعد خطوات من مرمى أبو جا. أما الهدف الثاني فجاء نتيجة شرود ذهني وإجهاد بدني واضح بعد مجهود كبير استمر أكثر من ثمانين دقيقة.

تفاصيل صغيرة أطاحت بآمال الجماهير، التي ارتفع سقف طموحاتها لتحقيق الفوز على العراق. لكن الأخطاء التكتيكية للمدرب كانت حاضرة بوضوح، سواء في اختياراته للعناصر أو في تغيير أسلوب اللعب بين ثلاثة لاعبين في الوسط أحياناً وأربعة لاعبين أحياناً أخرى، ما ترك الغربال ومانو معزولين في المقدمة. كما ظهر ضعف الجهة اليسرى مع عدم قيام طبنجة بأدواره الدفاعية والهجومية بالشكل المطلوب، إضافة إلى تأثير غياب أبو عاقلة، الذي حاول عمار طيفور تعويضه.

كما لم ينجح جون مانو في استثمار طوله في تحويل التمريرات الهوائية إلى فرص تهديفية حقيقية، لينتهي اللقاء على نحو غير سعيد لجماهير منتخبنا في “دوحة العرب”، رغم الحضور الأنيق والدعم الكبير. ويبقى الأمل قائماً في التعويض أمام البحرين لتجميل صورة المنتخب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد