صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تتعدد الدروس.. ولكن لن نفهم شيئا..!!

25

كرات عكسية
محمد كامل سعيد
تتعدد الدروس.. ولكن لن نفهم شيئا..!!

# *مدخل اول:*
# اسدل الستار على مونديال العرب بدوحة قطر، ونجح منتخب المغرب في تحقيق الإنجاز الكبير بالفوز باللقب، بعد ما تغلب على نظيره الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتربع على عرش البطولة بجدارة واستحقاق..
# بالمقابل فإن المنتخب الأردني استحق الإشادة وَالتقدير على المستوى المبهر الذي ظهر به طوال مراحل البطولة.. وكانن كل تلك الروعة نتاجا عمليا للعلم المدروس، حيث أن جميع لاعبي منتخب (النشامى) وصلوا للنجومية، وتخرجوا من الأكاديميات، بعد ما تعلموا واتقوا الابجديات والثواب، الخاصة بهذه الساحرة المستديرة، التي فرضت سطوتها على جل شعوب العالم..
# *مدخل مباشر:*
# الاثارة التي تجسدت على مدار الأشواط الاربعة للمباراة النهائية، لم تحدث بالصدفة، كما أنها تكن واحدة نتائج العشوائية، ولا الارتجال، ولا المؤامرات، ولا الحقد، ولا الكراهية.. بل كانت محصلة طبيعية للتخطيط، والعمل المدروس، والصبر، والإخلاص، والتفاني، والأيمان بالأهداف المراد الوصول إليها من جانب قادة الكرة في المغرب والاردن..!!
# سالت نفسي بدون مقدمات: هل يوجد داخل دوائر الاتحاد المغربي او الأردني او غيره من الاتحادات الوطنية – بالبلدان التي شاركت منتخبانها مؤخرا بالبطولة التربية – اي تناحر او كراهية، او تصفية للحسابات الشخصية، كما يحدث عندنا في السودان..؟!!
# َهل يدرك قادة الكرة في السودان، حقيقة ان العمل الاداري (تكليف) وليس (تشريف)، ولا علاقة له البتة باللهث خلف النثريات، وادمان تاجيج الخلافات، ولا يعرف الحقد والكراهية، او السعي للتكسب على حساب المنتخبات والأندية، وإهمال المنافسات، وتجاهل التطوير، من جانب من أدعوا انهم قادة التطوير..!!
# وهنا نسأل: هل توجد في بقية البلدان العربية، جماعة أطلقت على نفسها (التطوير)، وبعد ما جلست على كراسي القيادة، تحولت إلى جماعة مدمرة، لم نعرف لها اي شئ غير (الخراب) الذي شمل كل شئ.. المنافسات.. المنتخبات.. الأندية.. الاتحادات.. البنية التحتية، وغير ذلك من الثوابت الأساسية التي يفترض ان تكون هي الشغل الشاغل لاي إداري يجلس على مقعد القيادة..؟!!
# جماعة التدمير في السودان، لا يعرف لا رئيسها ولا أعضاء مجلس ادارتها غير الحقد وبث الكراهية، والاجتهاد لأجل تصفية الحسابات الشخصية، حتى ولو كانت الجهة التي تدفع الثمن من ذلك هي الكرة السودانية او المنتخبات الوطنية..!!
# مثلا مثلا فقد ظل (التدميريون) يتسلمون أموالا من الاتحاد الدولي لكرة القدم سنويا، مخصصة للتطوير.. لكننا للأسف لم نتابع اي تطوير.. وهنا، وإذا ما فكر احد، وشرع في طرح سؤال بديهي يتمثل في: اين ذهبت تلك الأموال طوال السنوات الماضية..؟! فإن صاحب ذلك السؤال سيتم تصنيفه ووضعه في قائمة الأعداء..!!
# لنترك اجواء اتحاد الكرة السوداء، ونتحول إلى ما تابعناه من (روح رياضية) تجسدت خلال لقاء النهائي، سواء داخل الملعب – من اللاعبين – اَو في المدرجات بين الجماهير والعشاق للمنتخببن، ذلك الإحساس المثالي جسد كل معاني الرياضة، وتحدث بصوت مسموع عن شرف المنافسة..
# وعلى الرغم من قساوة الموقف وصعوبته، الا إننا تابعنا نجوم الأردن وهم يتقبلون الخسارة – رغم مرارتها – بصدر رحب، ورح رياضية عالية، بلا اعتراض او بحث عن اسباب وهمية لتبرير الهزيمة..!!
# لقد جسد اللاعبون المعاني السامية للتنافس الكروي الشريف، وما يجب أن يكون عليه التعامل مع الكرة، وبكل الروح الرياضية، بمعزل عن الكراهية والحقد والتعامل بكل الأساليب والطرق الشاذة التي لا مكان لها في ساحات التنافس..!!
# انتهى العرس الكروي العربي نهاية سعيدة، وَحمل لنا معه الكثير من الدورس المجانية الخاصة الساحرة المستديرة، لكننا في السودان لا ولن نفهم منها شيئا..!!
# *تخريمة أولى:* ضحكت وانا اتابع الهلالاب وهم يمارسون الدهشة مع الهزيمة الأخيرة امام كيوفو.. الجميع اتفقوا على ان (الهزيمة الثانية) سببها الحارس.. كما أن الهزيمة الأولى سببها أيضا كان الحارس.. (انه تجسيد عملي لسياسة دفن الرؤوس في الرمال)..!!
# *تخريمة ثانية:* قالها البروف كمال شداد بالأمس، وها نحن نعاني اليوم من ما حذر منه قبل سنوات، خاصة فيما يتعلق بالحراس الاجانب الذين تسببوا في انهيار المنتخب الوطني..!!
# *تخريمة ثالثة:* اتابع بغرابة تلك الكرنفالات الحمراء، والاحتفالات بالانتصارات الوهمية.. اقول تلك الكلمات لأنني على يقين بأن الغد ح يحمل معه الكثير من المتغيرات..!!
# *همسة:* لا ولن نمل من تكرار جملتنا الثابتة المعتادة التي تقول: (بكرة نقعد جنب الحيطة.. ونسمع الزيطة)..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد