حققت نيجيريا بقيادة مدربها ستيفن كيشي انطلاقة قوية في مطلع العام عندما توجت بطلة لكأس الأمم الأفريقية CAF للمرة الثالثة في تاريخها لتنتزع بطاقة المشاركة في كأس القارات البرازيل 2013 FIFA. أدى التتويج إلى فرحة عامرة في مختلف أنحاء البلاد، وقد سارع قائد المنتخب السابق ياكوبو أيجبيني إلى الإشادة بزملائه في المنتخب على الرغم من عدم تواجده في النهائيات.
وقال مهاجم جوانجزهو أر أند أف لموقع FIFA.com “كان مشوار مثيراً لنيجيريا. يضم الفريق عناصر شابة لكنهم قدموا عروضاً رائعة. قام المدرب بعمل جيد من خلال بناء فريق قوي ومتماسك. إنه إنجاز جعل الشعب النيجيري بأسره سعيداً.”
أدى هذا النجاح بنظر مهاجم ميدلسبره وبلاكبيرن السابق، ليس فقط إلى رفع معنويات رجال المدرب كيشي بل إلى رفع التحدي قبل خوض غمار كأس القارات حيث أوقعت القرعة المنتخب النيجيري في مجموعة تضم أسبانيا وتاهيتي وأوروجواي.
وأضاف أيجبيني ثالث أفضل هداف في تاريخ المنتخب النيجيري برصيد 21 هدفاً في 57 مباراة دولية “من المتوقع أن يستمر الفريق في تقديم عروض جيدة في البرازيل في يونيو/حزيران. لكن بعد تتوجينا بكأس الأمم الأفريقية سنصبح هدفاً للمنتخبات المنافسة التي ستملك حافزاً إضافياً للتغلب علينا. ولأن الأمر يتعلق بمواجهة أبطال العالم فإن الضغط سيكون أكبر لكنه أمر جيد بالنسبة إلى لاعبينا الشبان لاكتساب الخبرة الدولية.”
مهاجمون متألقون
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود لنيجيريا في طريقها نحو اللقب. فقد افتتح المنتخب الطموح المشوار القاري بالتعادل مع بوركينا فاسو 1-1، ثم مع زامبيا بالنتيجة ذاتها، قبل أن يسجل فيكتور موزيس ركلتي جزاء في مرمى إثيوبيا ليضع فريقه في الدور ربع النهائي. ثم نجح النسور في تخطي كوت ديفوار المرشحة القوية لإحراز اللقب 2-1، قبل أن تسحق مالي 4-1 لتضرب موعداً جديداً مع بوركينا فاسو في النهائي وتتغلب عليها 1-0.
ويقول أيجبيني “تطورت الكرة الأفريقية بشكل متواصل في السنوات الأخيرة، وبالتالي لا وجود لمباريات سهلة طوال البطولة. كل منافس لعبنا ضده كان قوياً وفريقنا خالف جميع التوقعات ليحرز اللقب الأفريقي.”
وتألق جميع أفراد المنتخب النيجيري من دون استثناء، لكن ثنائي خط الهجوم برز بشكل لافت وكان السبب الرئيسي في إحراز نيجيريا اللقب القاري حيث أنهى مهاجم سبارتاك موسكو إيمانويل أمونيكي البطولة متصدراً ترتيب الهدافين برصيد 4 أهداف، في حين أضاف مهاجم تشيلسي البالغ من العمر 22 عاماً هدفين.
وأشاد أيجبيني بإيمينيكي وقال “إنه مهاجم جيد جداً. أدى بشكل رائع. لم يسبق لي أن لعبت إلى جانبه، لكنه لاعب يملك موهبة كبيرة. موزيس بدوره مدهش، واعتقد أن الثنائي الهجومي المكون من هذين اللاعبين سيكون من الأفضل خلال البطولة (البرازيل 2014).”
بدوره، لفت لاعب الوسط صنداي مباه الأنظار بفضل عروضه الرائعة. يملك اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً ويلعب في صفوف واري وولفز سمعة كبيرة خصوصا من ناحية تسجيل الأهداف الحاسمة، ولم يشذ عن القاعدة في البطولة الأفريقية لأنه سجل هدف الفوز في مرمى كوت ديفوار، بالإضافة إلى تسجيله الهدف الوحيد في المباراة النهائية ضد بوركينا فاسو.
وقال أيجبيني “يملك مباه القدرات للعب في أوروبا. اللعب في صفوف أحد أندية المقدمة في أوروبا يعزز من حظوظك في خوض مباريات على مستوى عال مثل بطولة كأس الأمم الأفريقية.”
عام حافل لنيجيريا
يبدو العالم الحالي حافلاً بالإستحقاقات للمنتخب النيجيري حيث يشارك في كأس القارات FIFA حيث يخوض قبلها مباشرة وبعدها مواجهتين حاسمتين ضد كينيا في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى البرازيل 2014. يتصدر المنتخب النيجيري مجموعته التي تضم أيضاً ناميبيا ومالاوي، برصيد 4 نقاط ولا شك بأن الفوز على كينيا سيضعه في موقع أكثر من جيد لبلوغ الدور النهائي من التصفيات حيث ستوزع المنتخبات العشرة على مجموعتين. لكن أييجبيني حذر منتخب بلاده من التراخي وقال “اظهرت كأس الأمم الأفريقية في يناير/كانون الثاني بانه لا يمكن الإستهانة بأي فريق في أفريقيا. ستكون كينيا مصممة على الفوز في مباراتيها ضدنا ويتعين علينا أن نكون حذرين. إذا نجحنا في تحقيق الفوز على كينيا في مباراتنا الأولى سيعطينا هذا الأمر دافعاً قوياً قبل كأس القارات.”
وعندما سئل ما إذا كان المنتخب النيجيري قادراً على تحقيق نتيجة افضل من بلوغه الدور نصف النهائي في كأس القارات 1995 في السعودية أعرب عن تفاؤله بذلك وختم قائلاً “سيتجه الفريق إلى البرازيل بعد تتويجه بطلاً لأفريقيا وبالتالي سيكون لاعبوه ملهمين لتحقيق عروض جيدة على المسرح العالمي. أنا واثق من قدرة فريقنا على ان يكون على قدر التطلعات. وأهم من ذلك كله، سنتأهل إلى كأس العالم المقبلة.”