عاد نجم برشلونة ليونيل ميسي إلى مستواه المعهود في الفترة الأخيرة، بعد أن أمضى موسما لا يحسد عليه الفترة الماضية، وبالتزامن مع عودته طفت إلى السطح مشاكل جديدة.. آخرها كان المخدرات.
ميسي لو أردنا تشبيهه بالتاجر لاستطعنا أن نقول أنه يضيف أسهما جديدة إلى جعبته في كل مباراة يخوضها، ويوجه بذلك تهديدات حادة اللهجة لكل خصومه، لكنه أيضا يتعرض لهجوم من تجار آخرين قد يكون مذنبا فيها أو أن الحق يصب في جانبه.
آخر التطورات على هذا الصعيد كانت التحقيقات التي افتتحتها وكالة مكافحة المخدرات الأميركية DEA، حول احتمال تورط ميسي في قيام منظمة خيرية بالتغطية عن طريق مباريات خيرية على نشاطها الحقيقي في تهريب وتجارة غسيل الأموال.
وقبل ذلك عانى ميسي من ضغوطات إعلامية كبيرة بسبب تهم التهرب الضريبي، علما أنه لم يثبت عليه أي شيء حتى الآن، ونفى تماما صلته بذلك.
هنا ووسط هذه الاتهامات وجب رسم الصورة الأخرى للأرجنتيني، ليس دفاعا عنه، ولكن لموازنة كفتي الحقيقة في ميزان كرة القدم..
البرغوث آن ،”لا بولغا” بالإسبانية، لاعب كرة قدم متكامل، يرسم البسمة دوما على وجوه أصحابه، فهو ليس فقط واحد من أفضل المهاجمين في العالم، إن لم يكن الأفضل، بل أيضا واحد من لاعبي خط الوسط المبدعين والأكثر فعالية.
سجل ميسي 38 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم، ومرر 19 تمريرة حاسمة حتى الآن.. إنه مثل آلة تهديفية معجونة بعبقرية خط الوسط التي يملكها تشافي أو إنيستا.
يستخدم الأرجنتيني دقته الفائقة وكأنه يملك أشعة سينية لفهم اللعبة بشكل متقن، وخلق مساحات جيدة لإيصال الكرة لزملائه وصناعة فرص لا تفوت .
نيمار ولويس سواريز في خط هجوم البلوغرانا لا يملكان فقط مهاجما مخضرما بجانبهم.. لديهم أيضا لاعب موهوب في الوسط يساعدهم على إظهار قدراتهم بشكل ممتاز.
وبصرف النظر عن ما يمكن أن يقوم به ميسي في منطقة الجزاء، وقدرته على الحفاظ على الكرة عندما يكون تحت الضغط الشديد.. فإن ميسي يعيش في مملكة بناها بنفسه في ثلث أرض الملعب الهجومي..
وحتى عندما يكون بعيدا عن الهدف لأكثر من 40 مترا، يحافظ ليونيل على خطورته التي من الممكن أن تخلق الأهداف في أي لحظة، من تمريرات مضبوطة بالميلميتر، لزملائه الذين سيبقى على عاتقهم إكمال المهمة.
إذا ميسي الآن بين كفتين قد تميل إحداهما على الأخرى في أي لحظة كانت، وتمحي من ذاكرة الحاضر كل ما كان في جعبة الماضي، ولعله في حرب تستعر نيرانها من جهة وتعلو فيها جدارن قلاعه من جهة أخرى.