عرضت شبكة CNN الإخبارية تقريراً عن الحياة السرية للزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، والتدابير التى تبناها لضمان عدم انكشاف أمره فى مخبئه بمدينة “أبوت أباد” الباكستانية، فضلاً عن تفاصيل الحياة العائلية لبن لادن كرب للعائلة، وإخفاق السلطات الباكستانية فى منع دخوله البلاد بجانب منع الغارة التى نفذتها عناصر من “سيلز” نخبة القوات الأمريكية، لقتل بن لادن فى مايو 2011.
وقال التقرير، إن زراعة الخضراوات كانت واحدة من وسائل التسلية التى سمح بن لادن بها لستة من الأطفال من أبنائه وأحفاده، خلال تواجدهم طيلة ست أعوام بين أسوار مجمعه فى أبوت أباد، فهم ممنوعون من مشاهدة التلفاز أو تصفح الشبكة العنكبوتية “الإنترنت”، لعدم وجود توصيلات إنترنت أو طبق لاقط يتيح له الترفيه بمشاهدة القنوات الفضائية، وذلك لحرص بن لادن فى إخفاء أثره وعدم تتبعه بواسطة الأقمار الصناعية، وكان مهووساً بهذا الشأن حتى أنه كان يرتدى قبعة رعاة البقر الأمريكيين لإخفاء ملامح وجه حتى لا ترصده تلك الأقمار السابحة فى الفضاء أثناء قضائه بعض الوقت فى ساحة المنزل، وهو يراقب الخضروات التى كان يزرعها الأطفال ويكافئ صاحب أفضل المنتجات الزراعية، بحسب بيتر بيرجن، المحلل الأمنى لـCNN فى معرض تعقيبه على التقرير.
وقال التقرير، إن بن لادن فر إلى باكستان بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة، وتنقل فى أنحائها قبل أن يستقر فى “أبوت أباد” عام 2005، وخلال تلك الفترة وضعت واحدة من زوجاته أربع مرات، الأمر الذى توجب نقلها إلى مستشفيات، وبما أنه كان من الواضح بأنها غريبة عن المنطقة ولا تتحدث سوى العربية، وليس الأوردو، لغة الباكستانيين، فما كان من العائلة التى خشيت افتضاح أمرها، سوى الإدعاء بأن الزوجة صماء وبكماء.
ومن أبرز النقاط الأخرى الواردة فى التقرير إنه يحمل أسماء دبلوماسيين مرموقين وقضاه محاكم عليا وضباط كبار من الجيش والشرطة، وأن بن لادن اضطر لحلاقة ذقنه الشهيرة لتفادى كشف هويته، أثناء تنقله فى مناطق وادى سوات، وفى منطقة القبائل النائية تلك سبق وأن أوقف رجال الشرطة سائق بن لادن، إلا أنه سوى الأمر سريعا قبل أن تلقى تلك العناصر الأمنية نظرة فاحصة على الراكب حليق الذقن الذى كان داخل السيارة.
وعند استقراره فى “أبوت أباد” تعرفت زوجة أحد مساعديه عليه، فما كان إلا أن طلب منها عدم البوح بالسر وحظر عليها وعلى أخريات مشاهدة التلفاز، كما اشتبهت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سى آى إيه” فى وجوده فى “أبوت أباد” وجندت طبيبا باكستانيا، عبر برنامج تطعيم وقائى، ضمن محاولاتها تحديد مكان أبنائه عن طريق “الحمض الريبي.”
وأشار تقرير الشبكة الأمريكية إلى فشل الحكومة الباكستانية فى منع تصفية بن لادن رغم وجود القوات الخاصة الأمريكية لمدة ثلاث ساعات بالحدود الباكستانية، حيث تمكنت من الغارة على مجمعة وقتله وإلقاء جثته فى البحر لاحقاً، وتعرض واضعو التقرير بالانتقاد العنيف للسلطات الباكستانية، على كافة المستويات، لفشلها فى وقف العملية الأمريكية، ووصفها بـ”عدم الكفاءة، والصلف، وعدم المسؤولية، وربما أسوأ على مستويات مختلفة داخل وخارج الحكومة”، وتعتبر الحكومة الباكستانية عملية اغتيال بن لادن انتهاكا لسيادتها.