فوق الأشياء
عمر بشاشة
أحمد وحاج أحمد ..النجاح في ” الشماتة والمكاواه” !!
هزيمة مذلة تلقاها مايعرف بقمة الكرة السودانية الهلال أو المريخ أو العكس لايفرق ، فكلاهما “حمام ميت ” أو “جنازة بحر” ، هذا ما أكده الثنائي عملياً عقب نهاية مباريات الجولة الخامسة من مسابقة دوري أبطال أفريقيا .
حيث تلقى الأحمر هزيمة قاسية من ضيفه الأهلي المصري على ملعبه “الإفتراضي” بثلاثية حارقة مقابل هدف وحيد ،قابلها أنصار الهلال ومشجعيه بشماتة واضحة وبفرحة عارمة وهستيرية أكثر من مشجعى النادي الأهلي ، الخسارة كانت كافية جداً لوقف أحلام “ظلوط” التى بناها إعلام “التخدير” لعشاق الأحمر الوهاج في أن الفريق قادر على المضى قدماً في هذه المسابقة الأعرق بهكذا وضعية إدارية وفنية بالغة السوء .
الثلاثية قذفت بالفرقة الحمراء خارج أسوار المسابقة الأفريقية وقضت على آمالها نهائياً هذا العام في التنافس الأفريقي ، وأرجعته الى قواعده غير سالم بعد أن مكثالفريق حوالي الـ“99 يوما” في معسكر طويل وغير مسبوق في تاريخ الأندية السودانية خارج البلاد ، ولكنه كان معسكرا لهدر أموال الزعيم فقط لاغير والدليل المحصلة النهائية بهذا الخروج المذل .
ثمن الخروج المؤلم كان إقالة “متأخرة” للمدرب الانجليزي لي كلارك ومساعده “السمسار” المعد البدني إسلام جمالوالتى أفرزت ردود أفعال متباينة بين مؤيد و رافض للقرار،ولكنه من وجهة نظري قرار شجاع حيث لايحتاج التنافس المحلي لمدرب أجنبي يستلم راتبه بالدولار “الحاااار” يمكن أن يهدر مزيد من أموال النادي في ظل ظروف إفتصادية بالغة السوء يعلمها الجميع ، وهو قرار نحسب أنه جيد رغم أنه أتي متاخرا ولكن أن تاتي متاخراً خيراً من أن لاتأتي .
المدرب أثبت بيان بالعمل بأنه لايملك مايقدمه للفريق سوي “الثرثرة” والتصريحات “الخنفشارية” وقد فصّلنا كثيرا في هذه المساحة عن القدرات المتواضعة لهذا “الممرن” وخلو سيرته الذاتية من أي إنجازات ، أو تدريبه لنادي كبير في القارة الأفريقيه سوى أنه زيّن سجله التدريبي بإدارته الفنية للمريخ في شرف لايدانيه شرف ، وهو عين ماكان يطمح به وكيله المصري ويجعل ذلك معبرا له للدوري المصري وتسويقه لانديتها الغنية أو غيرها من الأندية في دوريات مختلفة، ولكن يبدو أن الإقالة جاءت سريعة عكس مايريد الانجليزي ومعده البدني ، فالسيناريو المرسوم كان يمضي وفق مايشتهي الثنائي ولكن هيهات ! .
على الطرف الآخر منى الهلال “الزبون” بهزيمة رباعيةالدفع “فورجي” أكثر إيلاماً لعشاق الموج الأزرق رغم أن منافسه لعب بـ “10” لاعبين معظم أطوار المواجهة وبنفس القدر وجدت الخسارة قدراً هائلاً من السخرية والفرح من مشجعي المريخ مما يؤكد وقوفنا في محطة وحيدة وهي “السخرية من الطرفين “ و”الشماتة” التي لن تقدمنا “شيراً ” للأمام إذا خرجت من نطاق الدعابة الخفيفة والمناكفات المحببه بين الطرفين في إطار التنافس الشريف ، الهزيمةالقاسية وضعت الفريق على أعتاب الخروج من الباب الكبير “عملياً “ حيث يبقى ذلك الأمر مسألة وقت لاغير ، ولكن على الورق الفرصة مواتية بشرط فوز الفريق على الأهلي المصري بملعبه وهو شرط صعب تحقيقه بالنظر للعناصر الموجودة في الفريق الأزرق وضعفها البائن “فريق راقد مستشفى “ ولأن زمن المعجزات قد ولى .
الرباعية الحارقة أكدت أن “غمة” الكرة السودانية مازالت بعيدة جدا على المنافسة وتطلعات الجماهير السودانيةالعريضة العاشقة و المغلوبة على أمرها في نفس الوقت ، فالهلال لم يكن حاضراً في ارضية الملعب بل كان اللاعبونعبارة عن “خيال مآته” ، حارس مرمى متواضع القدرات “شعيرية ” جديد في هذا المركز الحساس في الملاعب السودانية والذي يبدو أننا نعاني من ندرة المواهب في هذه الخانة تحديداً.
الدفاع الهلالي كان فاتح على “البحري” لاتغطية سليمة ولا تمركز صحيح وضعف شديد في الرجوع للمنطقة الخلفية في حال الهجمة المرتدة وخصوصاً المحترف الايفواري محمد واتارا أحد أسوأ لاعبي الفريق في المباراة ، كذلك تواضع لاعبو وسط الملعب وخصوصاً والي الدين خضر الملقب إعتباطاً بـ “بوغبا“ ، قبل تبديله المبكر والذي هو في حقيقة الأمر بعيد تماما عنه” اي بوغبا الأصلي” ولكن أظن أن الأمر متعلق بحلاقة الشعر “المايعة” إياها .
أما الهجوم الأزق فكان الحسنة الوحيدة نسبياً في الفريق وخصوصاً الثنائي عيد مقدم وياسر مزمل بعد دخوله حيث شكلا خطورة دائمة على دفاعات الفريق الخصم ولكنها خطورة سلبية حيث لم يستفد محمد عبدالرحمن من ترجمة هذه الفرص الى أهداف ولم يحسن التعامل مع أكثر من تمريرة منهما ، حيث ظهر اللاعب بمستوى متواضع وغريب ووضع أكثر من علامة إستفهام حوله بمايقدمه من مستويات جعلته يحرز هدفاً وحيداً في المسابقة الأفريقيه بشباك المريخ يمكن أن يسجله “أعمي“ ، في حين سجل زميله ياسر مزمل خمسة أهداف حتي الآن جعلته من هدافي المسابقة رغم مشاركته في معظم المباريات كبديل وليس أساسي ، بل وحتى ضربة الجزاء التي أحتسبها الحكم “سلفقة ساكت” أضاعها اللاعب بصورة غريبة .
نتائج الثنائي في مسابقة دوري أبطال أفريقيا وخصوصادوري المجموعات في العام الماضي والحالي جاءت مخيبة للآمال ، حيث لم يفز أي من الفريقين سوى على بعضهما البعض ، أي لم ينتصر أي منهما على فريق مما يؤكد بجلاء ضعف مستوى الفريقين وأنهما يلعبان فقط على اعمدة الكتاب وعلى صفحات الصحف والمواقع الالكترونية أكثر من المستطيل الأخضر ، وهذا الأمر يبنغي الانتباه له من مسؤولي الفريقين وعلى جماهير الناديين أن يتركوا ” المكاواة ” وأن يعملوا بجد لرفعة الناديين وإختيار المحترفين الذين يصعنون الفارق بعيداً عن “السماسرة” الذين يتحلقون حول إدارة الناديين ، فجلب محترف واحد بقيمة مادية عالية وفي إمكانه صنع الفارق أفضل من عشرات المحترفين“العطالى” المتواجدين بكشف الغريمين.
نحن بعيدون تماماً عن ماحولنا من دول في كرة القدم حيث ذهب الجميع بعيداً في هذا المجا ل بينما لانزال نحن “محلك سر” وأسرى للماضي.
عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء ، والكرة السودانية تردت في هاوية الضياع والنسيان، ويبدو أنه لا فكاك ولا خروج منها إلا بعد سنوات طوال من العمل بمنهجية تواكب كرة العصر الحديث وتخطط للمستقبل بطريقة علمية بعيداً عن الفوضى والقرارات العشوائية والعنترية والتي كانت سببا رئيسياً في تخلفنا ، وبعد أن كانت حادية الركب تقود الكرة الافريقية، أصبحت الآن في مؤخرة الدول .
آخر الأشياء :
أحمد وحاج أحمد سواء في “الهم والغم ” حيث لاجديد يذكر بل قديم يعاد من الخيبات والنكسات ،“ لاتعايرنا وأعايرك الهم طايلنا وطايلك ” و “ابوسن يضحك على ابوسنينتين ” ، “ريما ستعود لعاداتها القديمة ” في الركض المحلى والتنافس في ملاعبنا الجرداء “اسطبلات الخيل” و”المكاواه” بين الأنصار في لاشئ ، في سودان جريح يئنصباح مساء من الألم ، ولقمة العيش أضحت من المستحيلات وأصبح الحديث عن كرة القدم نوع من الترف رغم أنها الملاذ الأخير في وطن يحكمه “الجنجويد“.
تحليل ممتاز تسلم ايدك استاذ رغما من تشجيعي الهلال
لكن افضل عمود لواقع كرتنا السودانية
برافو عليك
هلالابي
مقال موفق تشكر عليه لخص واقعنا الكروى المزرى باحترافية ومهنية وشجاعة واعتراف بدور الاعلام الغير راشد والسالب فى ماوصلنا اليه من واقع مرير بالنفخ والتطبيل وتغبيش الحقائق و الغتغته والدسديس وقلب الابيص اسود وعدم القيام بالواجب المهنى والاخلاقى فى كشف السلبيات والتبصير بالمآلات وايجاد الحلول فسر على هذا النهج تربت يداك لتضئ شمعة فى آخر النفق .