عبارة سياسية معروفة تم توجيهها في فترة الربيع العربي للحكام قبل الإطاحة بهم بثورات شعبية، وهذه العبارة السلمية تعبر عن وصول الشعب إلى أن الحل في رحيل الحاكم بعد فشله في إدارة الدولة، فهل وصل شعب الهلال إلى قناعة بضرورة رحيل الكاردينال لذا تم إطلاق الهاشتاق المنتشر حاليا في مواقع التواصل (ارحل) مستندا على تواضع الفريق وفشله في تقديم نفسه بالصورة المطلوبة في المنافسات المحلية والقارية.
نحن شعب يعشق السياسة ويتنفسها مثل الهواء وهذا شيء إيجابي بكل تأكيد، ويعبر عن مستوى متقدم من الوعي، والسياسة في أحد تعريفاتها هي (صحن الفول والعيشة)، مع الفارق هنا الرياضة لاتعترف بالتدخل السياسي في أي شكل من أشكاله سواء كان تدخلا حكوميا لفرض رؤية سياسية حزبية محددة للسيطرة على مفاصل الرياضة أو محاولة فرض شكل من أشكال التغيير لاعلاقة له بالمنظومة الرياضية مثل شعار (ارحل) المتداول حاليا كما ذكرت في مواقع التواصل الإجتماعي، أذكر في فترة أزمة اللاعب هيثم مصطفي ظهرت أشكال مشابهة للتأثير على القرار في النادي بتنظيم مايسمى وقتها (الإعتصام داخل النادي)، وهو ماحدث بالفعل فقد ظلت مجموعة تقاطعت مصالحها في العمل ضد المجلس وإستغلت أزمة اللاعب مع الإدارة بقيادة البرير وقتها والمدرب الإيطالي الأصل الفرنسي الجنسية غارزيتو، فظنت وبعد الظن إثم أن هذه الخطوة ستسقط المجلس، واستوحت المجموعة (الإعتصام) من السياسة وكان الرائج وقتها أيضا الإعتصام الشهير بميدان التحرير في مصر.
ولكن المحاولة فشلت وتم شطب اللاعب وغادر النادي وغادر المعتصمين النادي، لأن المنظومة الرياضية لامكان للجمهور فيها غير المدرجات للتشجيع ومساندة اللاعبين، فالجمهور العاشق للنادي وهم ملايين، ليسوا من أتوا بمجلس الإدارة، من أتى بالمجلس أعضاء في جمعية عمومية هم فقط من يحق لهم محاسبة المجلس ( بعيدا عن تحفظنا حول تركيبتها)، ولاتستطيع أي قوة على وجه الارض غير الجمعية العمومية تغيير المجلس وهذا وفقا للقانون والنظام الأساسي الذي يحكم النادي.
إختيار المسميات والمواقف السياسية للتغيير في الرياضة لم ولن تنجح، لذا على المجموعة التي طرحت شعار (أرحل) للكاردينال عن نادي الهلال الإتجاه لإكتساب العضوية باعداد كبيرة وتستعد من الآن الدخول للإنتخابات لتغيير الوضع المتدهور في النادي الكبير، إن كان الهدف بالفعل التغيير وليس المرارات الشخصية، والتي في الغالب تلعب دورا في مثل هذه التحركات.
كنت قد تناولت في فترة أزمة اللاعب هيثم مصطفي الطريقة التي أدار بها مجلس الإدارة الإعتصام الذي تم داخل النادي، بأن المجلس تساهل مع المجموعة التي إحتلت النادي، لأن في يده قرار حاسم وصارم هو الإستعانة بالشرطة وأن ماتم شغب وفوضى وإعتداء على النادي. وهي خطوة قانونية لأن مكان الجمهور كما ذكرت في المنظومة الرياضية المدرجات لتشجيع الفريق فقط، ولايحق التدخل في القرارات الإدارية والفنية.
ماكتبته في تلك الفترة ينطبق على الوضع الحالي لاتستطيع مجموعة (ارحل) تغيير الوضع في النادي بهذه الكلمة وأي إتجاه لفعل آخر يحوله إلي شغب وفوضى يمكن حسمها بالقانون.. التغيير طريقه واضح أذهبوا إليه واتركونا من الشعارات السياسية.
