صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أول طائرة تحلق في سماء الخرطوم..

231

في الهدف

أبوبكر عابدين 

أول طائرة تحلق في سماء الخرطوم..


قد لايعلم البعض إن السودان سبق دولا كبرى في المنطقة في وجود طيران على أرضه ، وقد كبر على تركيا أن يسبقها على الشرق حتى السودان في ذلك المجال !!
* هل تصدقون إن سماء الخرطوم شهدت في عام ١٩١٢م تحليق أول طائرة ونزلت في الفضاء الرملي في قلب الخرطوم والذي يسمى الآن( الخرطوم١) والذي شيدت عليه تلك العمارات الضخمة .
* كانت طائرة فرنسية يقودها مسيو( بوب) ثم أعقبتها مباشرة طائرة أخرى إنجليزية بر مائية يقودها مستر( مكنين) .
* الأشقاء المصريون المطلعون منهم حينها كانوا يكتبون في صحفهم عن وجود مركبات فضائية هوائية تسابق الريح حقيقة لا من نسج الخيال وإن كانت من محيرات العقول التي تثير الدهشة والإستغراب.
* نعم شهد الشاعر المصري أحمد شوقي في ١٩٠٨م سباق الطيران الدولي بواحات عين شمس بالقرب من القاهرة حينها( قلب القاهرة الآن) وإشترك فيها ١٢ طيارا أوروبيا ، وكتب قصيدة عصماء منها( حين ضاق البر والبحر بهم أسرجو الريح وساموها اللجاما)
* نعم شهد السودان حينها معجزة القرن العشرين الأولى وماكان يعلم بأن التنافس الغربي والإستعداد بل والإستفزاز لإثارة حرب عالمية كبرى .
*،كبر على تركية العثمانية أن يسبقها على الشرق حتى السودان والذي كان لوقت قريب أحد مستعمراتها وكانت صاحبة النفوذ والسلطان على كل العالم الإسلامي ، ولاسيما وإن الطيارين الفرنسي والانجليزي من دول ليست على صفاء معها.
* أرسلت تركيا بعضا من طائراتها عن طريق الأناضول الى سوريا وفلسطين ثم مصر بقيادة الطيارين (محمد فتحي بك وسليم صادق بك) من ضباط الجيش العثماني على طائرة واحدة فقطعا جبال آسيا الصغرى حتى وصلا سوريا فتم إستقبالهم أروع إستقبال ،ثم طارا إلى فلسطين فالقدس ويافا ، ثم توجها إلى مصر والتي إستعد إستعدادا فاق المعقول وحضرت كلمات الأدباء وقصائد الشعراء ولكن قدر الله أن تتحطم الطائرة بمجرد مغادرتها فلسطين ويفقد الطيارين حياتهما وإنقلب الفرح في مصر إلى مأتم .
* أما الطائرة الأخرى والتي تحركت على إثرها وكان يقودها(نوري بك ورفيقه إسماعيل بك) فأصابها عطل فغرقت في البحر وغرق نوري ونجا إسماعيل! وفاضت الصحافة المصرية بالدموع والأدب نثرا ونظما بعدما كانت قد أعدت نفسها بإنتاج يكون فتحا في باب الأدب الإستقبالي لذلك الحدث الكبير ولكن..
* أول مطار رسمي للسودان كان في الثلاثينيات وحتى مطلع الأربعينيات كان موقعه مكان مدرسة المؤتمر الثانوية حاليا ، وكانت الطائرات برمائية وكانت تنطلق في مياه النيل هبوطا وطيرانا ، وسمي ذلك الحي في ذلك الزمان بحي( الطيارات) وبعدها إنتقل لوادي سيدنا ثم المطار الحالي في قلب الخرطوم.
* كانت الخطوط الجوية السوداني( سودانير) رائدة في مجال الطيران العربي والأفريقي ولها سمعة طيبة كناقل وطني محترم إلى أن جاء عهد ( الطاعون) عهد حكومة الأخوان المسلمين فراحت ضحية جهلهم وطمعهم وفسادهم فأوردوها الهلاك بكل أسف .فياترى هل نطمع في عودتها وبكامل عافيتها في القريب العاجل.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد