الخرطوم – كورة سودانية
رغم الاحترازات والتحذيرات الصحية بشأن إنتشار فايروس كورونا ، الآلاف من الحشود يحضرون تشيع والصلاة على الإمام الحبيب الصادق المهدي بحضور أنصاره وقيادات حزب الأمة و قيادات الحكومة الانتقالية و رجال السياسة والسلك الدبلوماسي ، وذلك في موكب مهيب بكى فيه الرجال و حضرت النساء في يوم حزين في تاريخ السودان ، بعد وصول جثمانه صباح اليوم الجمعة من دولة الإمارات العربية المتحدة حيث لاقته المنية هناك وذلك بعد إصابته بفايروس كورونا في نهاية أكتوبر الماضي ، وغاب عدد من أفراد أسرته عن التشييع منهم إبنته مريم الصادق المهدي بسبب وجودها في العزل الصحي جراء إصابتها بفايروس كورونا ، والتي جاءها ايضا خبر وفاة شريف خاطر والد زوجها دكتور عادل شريف .
– وتمت موارته الثرى داخل قبة الامام المهدي بأمدرمان بجوار قبر الامام الهادي المهدي طيب الله ثراه.
وكان آخر ماكتبه المهدي قبل وفاته، والتي اعتبرها البعض كأنه نعي لنفسه الآتي:
( أُصبت بداء كورونا منذ 27 أكتوبر 2020م، فاجعة مؤلمة وضعتني في ثياب أيوب (إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين) . من ظن أنه لا يخطئ فقد أمن مكر الله. وأنا منذ دهر أردد في صلاتي: اللهم إنك تتودد إلي بنعمك وأتبغض إليك بالمعاصي، ولكن الثقة بك حملتني على الجراءة عليك فعد بفضلك وإحسانك علي إنك انت التواب الرحيم.
إن ألم المرض خير فترة لمراجعة الحسابات الفردية والأخلاقية والاجتماعية، ومن تمر به الآلام دون مراجعات تفوته ثمرات العظات.
في كل مناحي الحياة فإن الألم خير واعظ لصاحبه. النقد الذاتي من أهم أدوات الإصلاح، والرضا عن الذات يقفل باب النفس اللوامة.
نعم المرض مؤلم ولكن بالإضافة لتدابير العلاج، وهي مطلوبة، فالله قد خلق الداء والدواء، ومن امتنع عن الأخذ بالأسباب فقد جفا سنن الكون.
ولكن أمرين هما بلسم الحياة: الإيمان بالله بما في سورة الجن (فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ) …
والثاني حب الناس:
إن نفساً لم يشرق الحب فيها… هي نفس لم تدر ما معناها
صحيح بعضنا أحس نحوي في المرض بالشماتة ولكن والله ما غمرني من محبة لا يجارى، وقديماً قيل: ألسنة الخلق أقلام الحق.
5 نوفمبر 2020م) .