صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأجانب والطموحات (2-3)

24

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* البعض يربط الطموح سيما (القاري) بالتعاقد مع (الأجانب) دون وضع أدنى اعتبار للظروف الاقتصادية، ودون وضع أدنى اعتبار لمقومات في غاية الأهمية على رأسها (الاستقرار الإداري والفني والمالي) و(حسن التخطيط) .. شخصياً لست ضد التعاقد مع الأجانب بصورة مطلقة ولا أنكر الفائدة الفنية التي يقدمها من ينجح منهم للفريق التي ترفع جودته أكثر.. لكن عندما أتوقف مع تجربة المريخ مع الأجانب وأقلب صفحاتها بصورة شاملة لبحث (أثارها الإيجابية والسلبية) على النادي تجدني من أنصار عدم التعاقد مع أي لاعب أجنبي في (الفترة الحالية على أقل تقدير).
* خلال العامين الماضيين 2016 و2017 ضمت صفوف المريخ من الأجانب (جمال سالم.. كريم الحسن.. كوفي.. أوكرا.. تراوري.. باسكال.. كونلي.. عاشور.. أوجو.. كلتشي.. تالا.. مارسيال.. مامادو).. عدد (13 لاعباً) بالتمام والكمال خلال عامين ومحصلة الفريق قارياً (الخروج من دور الـ16 للأبطال ثم دور الترضية في الكونفدرالية 2016 ثم الخروج من دور الـ16 في الأبطال والذي أصبح بالنظام الجديد (المجموعات) في العام الحالي مع التأمين على حقيقة أنه كان يمكن أن يتقدم ويبلغ ربع النهائي لولا أزمة التجميد).. وعربياً بلغ المريخ النهائيات وخرج من الدور الأول.. أما محلياً، ففشل الفريق خلال العامين في الفوز ببطولة (الدوري)، كما فشل لعامين متتاليتين في بلوغ نهائي (الكأس) مع الإشارة لأن هنالك ثلاثة أجهزة فنية أجنبية تولت مقاليد الأمور خلال العامين، وهم (لوك ايمال ومعاونوه، انتوني هاي ومعاونوه، غارزيتو ومعاونوه).
* على كل من يرى أن الطموح يرتبط بالأجانب أن يحسب كم المبالغ التي دفعها المريخ للأسماء التي ذكرتها في المساحة أعلاه (13 لاعب أجنبي وثلاث أجهزة فنية) من (مقدمات عقود إلى رواتب إلي مخالصات) ويقارن مجموع ما صرف بالمحصلة التي حققها النادي التي تعتبر من ضمن الأسوأ في تاريخه محلياً إلى جانب المحصلة المتوسطة قارياً ويضيف إلي المقارنة ما ترتب علي تلك الصفقات من (ديون) تؤثر على المسيرة حاضراً ومستقبلاً.
* شخصياً، أعتقد أن فوز نادي سوداني بلقب قاري في المستقبل القريب أمر مستبعد جدا إن لم يكن مستحيلاً للكثير من الاعتبارات، وهي نقطة أعتقد أن جل إن لم يكن الكل يتفق حولها، وفي تقديري، الطموح القاري الذي يتحدث عنه البعض لا يتجاوز محطة (الوصول لمراحل متقدمة)، ومن خلال إطلاعي على بعض الأراء عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وجدت أن هنالك فئة ترى أن التعاقد مع الأجانب بمثابة (استثمار ناجح) لأنهم يساعدون الفريق على بلوغ (مراحل متقدمة) قارياً وبالتالي الحصول على (عائدات مالية كبيرة من جوائز الكاف).
* مبدئياً، لا أعتقد أن هنالك خلافاً حول أن مفهوم (الاستثمار الناجح) هو الذي يكون العائد منه (أكبر من حجم المنصرفات) أو على أقل تقدير يسهم العائد في تغطية المنصرفات حتى لو لم تكن هنالك (أرباح)، وعلى أسوأ الفروض يغطي العائد جزءاً كبيراً من المنصرفات ويخلف (ديوناً بسيطة) تكون مقبولة من الجميع مقابل (الانجازات) التي يحققها فريق الكرة.
* وللوقوف عند وجهة النظر تلك، نجد أن المريخ وفي العام الحالي مثلاً الذي حقق من خلاله عائداً تجاوز (750) ألف دولار من البطولتين الإفريقية والعربية، تجاوزت خسائره (ديونه) الـ(300 ألف دولار) للأجانب الذين تواجدوا الموسم الحالي فقط من جهاز فني (غارزيتو وانطونيو) واللاعبين (باسكال وجمال سالم وكونلي ومامادو وكلتشي وعاشور) دون أن نتطرق للديون الأخري سواء متأخرات لاعبين وطنيين على غرار (راجي وعلاء مثلاً) أو ديون مؤسسات مثل شركات ليموزين أو فنادق أو ديون الموظفين، ما يعني أن خسائر المريخ كانت كبيرة وضخمة دون أن يحقق النادي (انجاز قاري) مع (فشل ذريع) على الصعيد المحلي ولو جمعنا معها ديون العام السابق، تصل ديون عامين فقط لمبالغ ضخمة دون إنجازات تذكر ما يعني أنك ومهما بلغ حجم تعاقداتك مع الأجانب فـ(لا تضمن تحقيق فريق الكرة للنجاح) في وقت تعتبر في (الخسائر المالية والديون أمراً مضموناً ومؤكداً).
* التعاقد مع الأجانب لا يعني (تحقيق الطموحات) لأن النجاح في كرة القدم يحتاج إلى (استقرار) إداري باستمرار مجلس لثلاث سنوات كاملة على أقل تقدير، وفني باستمرار مدرب لعامين أو ثلاثة كاملة على أقل تقدير، واستقرار فيما يتعلق باللاعبين.. والغريب أن الاندفاع غير المحسوب وراء تعاقدات الأجانب يعتبر السبب الأول والرئيسي وراء هدم الإستقرار الذي يبدأ من نقطة (الاستقرار الاداري).. إذ تنحت لجنة التسيير الأخيرة ولم تطرح نفسها في الجمعية العمومية بسبب (المعاناة المالية) وعدم القدرة على مجابهة أوجه الصرف بعد أن خلفت وراءها ديوناً ليست يسيرة، وقبلها فعلت لجنة ونسي الأمر نفسه وأبتعدت تماماً بسبب عدم القدرة على الصرف، وقبلها أستقال المجلس المنتخب بقيادة الوالي في أكتوبر 2015 بسبب عدم القدرة على مجابهة الصرف العالي، وقبلها حدث الأمر نفسه في خواتيم موسم 2012 (نصف نهائي الكونفدرالية) رغم العائد المالي الذي دخل للخزينة ومع ذلك كانت متأخرات وارغو وحده في ذلك تبلغ (360 ألف دولار).. وتلك الإضاءات تؤكد أن الإدارات نفسها التي ترفع معدلات الصرف تفشل في الاستمرارية في مجابهته لفترة طويلة وتبتعد وبالتالي ينهد أول بند مطلوب لتحقيق الطموحات وهو (الاستقرار الإداري) والذي ينهد معه عادة الاستقرار الفني.
* خلال عام 2016 واجه المريخ مشاكل بالجملة فيما يتعلق بتوقف اللاعبين مراراً وتكراراً سيما الأجانب ونفس الأمر بالنسبة للجهاز الفني بسبب مشكلة الروتب والحوافز.. وفي العام الحالي أيضاً حدث الأمر نفسه حيث تأخر جمال سالم ببلاده عدة مرات بسبب ربط عودته بالحصول على مستحقاته، وتوقف الأجانب أكثر من مرة وهددوا بالتوقف تماماً في معسكر تونس وفعلوا الأمر نفسه قبل بداية البطولة العربية وكذا الأمر بالنسبة للطاقم الفني خصوصاً أنطونيو الذي لم يتحلي بذات القدرة علي الصبر على الوضع المالي التي توافرت لوالده، وفي نهاية المطاف كانت المعاناة المالية من أسباب قبول الطاقم الفني عرض الاتحاد، وكانت سبباً في إصرار تالا ومارسيال على فسخ تعاقداتهما، وكانت سبباً في بقاء كونلي لأشهر طويلة ببلاده، مع الإشارة للتوقف الطويل لعلاء يوسف وراجي من الوطنيين، ما يعني أن الاستقرار في محيط الكرة نفسه لا يتوفر بسهولة وتحدث مشاكل بالجملة والسبب الرئيسي فيها كلفة الأجانب التي تأخذ النسبة الأكبر في المنصرفات والمعاناة المالية كون أن راتب لاعبين فقط أجانب لو كان (12 ألف دولار) فإنها تساوي بسعر الصرف الحالي (300 مليون) وهو ما يفوق مجموع رواتب (30 لاعباً محلياً).
* السؤال الأهم حالياً هو هل يظهر المجلس الحالي أي أستفادة من دروس الماضي؟ وهو السؤال الذي أحاول الإجابة عليه في زاوية الغد بإذن الله.

 

 

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

 لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,699 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

13230 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

5000+ حملوا التطبيق

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد