صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأحـد مِـن أول لحظَة جَـذبتني فنُـونُـو

56

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

الأحـد مِـن أول لحظَة جَـذبتني فنُـونُـو

لو سألت ليك مجموعة من الناس قاعدين في فسحة، أو في قوز رملة، أو تحت شجرة أو عمود، عن مكان مُعيّن، كل واحد بيديك وصف مختلف، رغم إنهم بوصفوا ليك مكان واحد.
مرات بصل لقناعة إنك لو أحضرت ليك (20) سياسياً كبيراً وقلت ليهم أربعة في خمسة بي كم؟ كل واحد بيديك إجابة مختلفة، وكل واحد بحاول يقنعك أنّ إجابته هي الصحيحة، حتى لو كانت إجاباتهم كلها خالية من الرقم (20).
لمن تركب في حافلة، عندما تريد أن تنزل دُق للسوّاق في المحطة التي تسبق المحطة التي تريد النزول فيها ـ حاول أن تقنعه أنّك نازل في المحطة التي تسبق محطتك، عشان السوّاق ينزِّلك في محطتك بالضبط، لأنّ كل السوّاقين بحبوا أن يفوِّتوك محطتك وينزلوك بعدها.
يا ربي أمريكا بكون عندها دور في الموضوع؟ أمريكا دي ما في حاجة بعيدة عليها.
لمن تمشي عزاء بتلقى والد المرحوم قاعد في حتة، وابن المرحوم قاعد في حتة، وشقيق المرحوم قاعد في حتة، تقعد تفتش فيهم واحد واحد، ليه أهل المرحوم ما يقعدوا في حتة واحدة؟ ـ حتى في العزاء مختلفين ومتفرقين وكل واحد قاعد براهو.
كل هذه الأشياء والمواقف التي جاء ذكرها تؤكد أن أهم صفة فينا هي أننا (خلافيون)، والاختلاف هنا ليس في النوع أو في الفكرة أو في البصمة، الاختلاف الذي أقصده هو اختلاف في الرأي، وعادةً يكون اختلافاً من أجل الجدل.
جادلني حتى أراك، أو أشتمني كي أسمعك.
في ناس كتيرة في حياتنا بَيظلوا مختفين أو ساكتين، ما بتسمع منهم كلمة، أول ما يحصل إخفاق أو خلل بظهروا.
إنت لمن تلاقي ليك زول ليك مدة منه، بقول ليك مالك ضعفت كدا؟ أو مالك كبرت كد؟ أو مالك صلّعت كدا؟ ما بتمرق منه سالم ـ رغم أنّ هذه الأشياء كلها يمكن أن تجتمع فيه.
نحن لو عاوزين ما نفشل ـ مفروض على الأقل ندعم النجاح.
ما تكون (سلبي) مع النجاح ـ (وإيجابي) مع الفشل.
ما تبقى دائماً بتفتش عن الحاجات الناقصة، وين الملح؟ تلقى الملح تسأل من الشطة، تلقى الشطة تسأل من الليمونة، تلقى الليمونة عاوزة البصلة، في ناس بشوفوا الصينية ناقصة شنو؟ عشان يسألوا عنها.
أكتر حاجة لا يحتاجها من يعمل هو أن تقعد تنظِّر ليه.
أكتر حاجة معيقة للناس البتعمل (التنظير)، وعادةً من ينظِّر لا يعمل، يحاول أن يرضي نفسه بقيامه بدور (المنظِّر الإلكتروني).
في السودان في حاجات كتيرة غلط، ما بتقدر تصلحها براك، ما بتقدر تحاربها وحدك، لذلك أدعم الحاجة الصاح.
بتتغلب على الغلط بالصاح ـ لن تتغلّب على الغلط بمحاربته ـ أعمل إنت بس الصاح.. سيبك من غلط الآخرين، خاصةً إذا كان إصلاحك لا يتجاوز التنظير.
مالي شكلي كدا ـ قعدت أنظِّر!! الواحد يقول ليك ما تنظِّر، ويقعد ينظِّر ليك.
أنا لا أخشى من الانتقادات ولا حتى من الإحباطات التي وُجِّهت للهلال بعد التعادل أمام مقديشو سيتي، ومحاولات البعض وصف التجربة بالفشل، اعتبر أنّ الموضوع طبيعي وأنّ القدح الذي يمكن أن يتعرض له الهلال مفيدٌ، وذلك لأننا أسرفنا في المدح ـ ما يحدث الآن يخلق نوعاً من التوازن ـ والأمر عندي يشبه كومة السكري، عندما تحدث لمريض السكر فإنّ أول إجراء عند حدوثها أن تبحث إنّ كانت الكومة بسبب نقص في السكر أم بسبب ارتفاع في نسبة السكر؟ وفي الحالتين تتعامل مع المريض بإحدى الطريقتين، في الحالة الأولى بجلكوز سكر وفي الحالة الثانية بجلكوز ملح، والهلال الآن في حاجة إلى جلكوز ملح (قدح)، وذلك لارتفاع سكر (المدح) ـ لذا لا تخشوا على الهلال ولا تحسبوا أن خصوم الهلال قادرون ضربه بذلك، شريطة أن لا نترك الناقدين يحققوا أجندتهم، ومآربهم يجب الرد عليهم لتأكيد أنّ انتقاداتهم تقف على أرض هشة.
الفريق القوي يجب أن تكون لديه مناعة ذاتية ضد النقد ـ يجب أن لا يهتز عند الخسارة ـ يجب أن لا تُؤثِّـر عليه الانتقادات ـ في كثير من الأحيان تبقى الإحباطات جُزءاً أصيلاً من حياتنا ـ عليك أن تنجح في ظل هذه التراكمات من الإحباط ـ مع ذلك مهمٌ أن يكون هنالك من يُوقد الشموع في خضم أولئك الذين لا يحسنون غير أن يلعنوا الظلام.
عندما تلعن الظلام، أنت بتلك اللعنات لا تطرد الظلام.. الظلام يطرده النور لا اللعنات.. تطرده الشموع.
تعلّم ألّا تتنازل عن حلمك بسهولة، لا تتخلّى عنه من أول مطب، تمسّك بطموحاتك في كل الظروف ـ في الأدب والفنون، نظرية بتقول الواقعية ما بتوصلك لهدفك ـ الحُلم والخيال والأمل هي التي تقودك لهدفك، بالحُلم تصل لهدفك ـ وليس بالواقع ـ الواقع مظلمٌ ـ نحنُ في هذه الدنيا العريضة لا نملك غير آمالنا العريضة.. النظرية دي نظريتي بَـراي، تختلفوا تتّفقوا، ما فارقة معاي ـ واقعنا يمكن أن يكون مُؤلماً ومُحزناً ومُحبِطاً، لكننا قادرون على أن نعيش أحلى حياة بأحلامنا (أعلِّلُ النفس بالآمَـالِ أرقُبُها. ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ)، الناس القاعدين ينظِّروا ويحبطوا في الناس، يا ريت ينظِّروا في الفرح والأمل.
في الدراما يقال يمكن أن تلقى ليك ألف ممثل يجعلك تبكي في (التراجيديا)، لكن في (الكوميديا) صعب تلقى ليك ممثل واحد يجعلك تضحك.
في مصر، هنالك آلاف النجوم أبدعوا في التراجيديا، لكن يبقى عادل إمام هو الممثل الأول في مصر، الآن وسابقاً ولاحقاً سوف يظل عادل إمام هو الأول وعبقرية إمام تأتي من أنه قادرٌ على أن يخرج الضحكة من الوجعة.
نحنُ في ظل هذه الحرب، قادرون أن نفرح ونضحك ونعيش حياتنا بكل التفاصيل التي كنا نعيشها قبل الحرب ـ هذا هو الانتصار الحقيقي أن لا تتنازل عن عاداتك وتقاليدك وأحلامك في كل الظروف، وقبل ذلك لا تتخلّى عن أخلاقك حتى لو كان ثمن العيش هو أن تتخلّى عن أخلاقك.
مارس حياتك بكل التفاصيل ـ في التفاصيل تسكن الروعة ـ وليس كما يُقال الشيطان يكمن في التفاصيل.
أفذلك ليكم الحكاية، عشان أثبت ليكم أهمية التفاصيل، وليس كما نروِّج نحن وندعو دائماً أن لا نقف عند الحاجات الصغيرة، يقال عبارة “الشيطان يكمن في التفاصيل” هي قول مأثور شائع تطورها يرجع إلى المهندس المعماري الألماني الأمريكي لودفيغ ميس عندما أشار إلى أن الإبداع والجمال والكمال في العمل الفني أو في أي مشروع يكمن في التفاصيل الصغيرة، وليس الشيطان.
لو عملت ليك بيت وصرفت فيه دم قلبك ـ لكي يظهر جمال هذا البيت، لا بد من أن تبدع في التفاصيل الصغيرة، عمليات التشطيب والرتوش ودهانات الجدران والزهور واللوحات والعصافير ـ هذه هي التفاصيل الصغيرة، ما تعملها كلها أسمنت وسيخ وطوب ـ اللمسات الجمالية في التفاصيل الصغيرة.
المرضى والفاشلون والمكتئبون، هم ليسوا الأشخاص الذين يعيشون في أزمات وفي واقع صعب، وإنّما هم الأشخاص الذين لا يحلمون.
الحُلم لا عاوز منك جاز ولا عاوز منك إسبير عربية ولا علّاقة مفاتيح ولا رصيد أو اشتراك في خدمة الإنترنت ـ الحلم ما عاوز منك غير إنك تكون متفائل وتنظر للحياة على أنها جميلة وحلوة، حتى لو كانت حياتك ما فيها حاجة حلوة أو جميلة.
يا ربي الليلة عاوز تقول شنو؟ من الجرجرة دي.
أقول ليكم.
مباراة الهلال أمام مقديشو سيتي، أعطتني مؤشرات إيجابية، واحسب أنّ النتيجة التي انتهت عليها المباراة أخفت تلك الإيجابيات، لأننا لا نقف عند التفاصيل.
استطاع أن أجزم أنّ الهلال في الموسم الجديد سوف يكون قوة رهيبة، وهذا بإذن الله وتوفيقه، نسأل أن يكون التوفيق حليف الهلال.
أظن الناس كلها اتفقت على موهبة إيمانويل فلمو، حتى أجبرت موهبته، المريخ أن يقولوا عنه (قاصر)، وهو مهاجمٌ سوف يكون له شأنٌ كبيرٌ إن شاء الله، فلمو يمتلك مواصفات لا أعرف كيف استطاع أن يجمعها في شخصه.. المهم لن نتحدث عنه في هذا الوقت، سوف نترك الأيّام تؤكد حدس الذين أتوا به للهلال.
اللاعب الذي توقفت عنده هو المهاجم النيجيري صنداي، ولا أعرف كيف حكم عليه البعض بالفشل من خلال ربع ساعة بعد رحلة طيران استمرت أكثر من 18 ساعة؟ مع ذلك، ومع كل هذه المعطيات ومن خلال لمسة استطيع أن أقول إنّ الهلال كسب مهاجماً سوبراَ حقاً ـ نحن بنقول رأينا الآن ـ بعدين صنداي دا لمن يكسر الدنيا ما تستلموا الموضوع.
الذي أعجب منه وهو أمرٌ يؤكد اختلاف المعايير عند الناس هو أنّ البعض حكم على الأحد بسبب فرصتين أضاعهما كان يمكن أن يسجِّل منهما هدفين ـ الحمد لله ما سجّل، عشان الناس كانوا ح يبطلوا شغلهم يوم الأحد ويقعدوا يتحدثوا عن يوم الأحد من الأحد للأحد ـ ونحن ذاتنا ما كنا بنقصر وكان الأمر يمكن أن يضع عليه المزيد من الصغوط.
اعود وأقول إنّ ما أعجب منه هو أن الفرصتين اللتين أضاعهما صنداي هما عندي تأكيدٌ على أنّ الهلال كسب مهاجماً كبيراً، وليس كما روّج البعض بسبب إضاعتهما لعدم خطورته، هاتان الفرصتان التي أضاعهما صنداي غاب عنه فقط التوفيق، خاصةً في الكرة الأولى التي استلمها وموّه للمدافع بجسمه وفتح الطريق أمام المرمى ولعب الكرة بصورة ذكية، مرت جوار القائم.
الكرة الثانية حاول أن يلعبها من لمسة واحدة، لكن الكرة لم تتوجّه إلى حيث يريد وهذا أمرٌ طبيعيٌّ للاعب يشارك لأوّل مرة مع فريق انضم إليه قبل 24 ساعة من المباراة وبعد 18 ساعة سفر.
أستطيع أن أقول بثقة إنّ الهلال حل أزمة المهاجم السوبر بصورة جذرية ـ تاني أفريقيا من عصراً بدري بتنوم.
اللاعب الآخر الذي قدم مُستوىً مبشراً هو الليبيري كول ـ لاعب نحلة، بتلقاه في أي حتة في الملعب، كذلك أعتقد أنه إضافة حقيقية وناجعة للضربات الثابتة.
أما البوركيني كابوري فهو أقل ما يُمكن أن يُقال عنه إنه بيلعب كورة ممتعة.
ما تقولوا لي كيف حكمت على هذه الأسماء من خلال مباراة نشاهدها على النت، وليس من ملعب المباراة، بل وليس حتى من تلفزيون ـ أقول ليكم كلامكم دا قولوه للناس التي حكمت عليهم بالفشل.. لذلك نقل مباريات الهلال ليس في صالحه، ولو النقل في يد الهلال كان يفترض أن لا تنقل مبارياته، حتى لا نصدر انطباعات سلبية قبل اكتمال مرحلة الإعداد.
رجاءً، والهلال في مرحلة إعداد أن تحتفظوا بالآراء السلبية، ليست هنالك غرامات على من لا يعلن عن آرائه السلبية، ولن تُسحب رخصتك، وليست هنالك جوائز سوف تُمنح لأصحاب الآراء السلبية عندما تتحقّق آراؤهم.
اصبروا يا جماعة، ما تكونوا واقفين على الواحدة.
الموسم طويلٌ ومعظم تجارب المحترفين لا تحقق النجاح من الوهلة الأولى، بل ولا تظهر حتى في الموسم الأول ـ الغالبية تظهر في الموسم التالي ـ لكن على ثقة أنّ الأسماء التي ضمها الهلال أخيراً سوف تظهر إن شاء الله من أول موسم لها.
الأحد مهاجم خطير، وخطير جداً، وقد زادت قناعتي به من خلال ربع ساعة شارك فيها مع الهلال ولم ينل رضاء الكثيرين. إذا كنت مقتنعاً به قبل المباراة 90% فإنني بعد المباراة مقتنع به 100%.
والأيامُ بيننا، نصيحة لاتحاد زنجبار أن يجهز شبكة إضافية لكل مرمى في استاد (أمان)، لأنهم سوف يضطرون على تغيير شبكة المرمى بعد كل شوط يلعب عليها الهلال.. وممكن يغيروا القوائم والعراضة أيضاً.
بصراحة من أول لحظة اقتنعت بـ(الأحد)، لكن نحن ناس غلاط، تقول ليهم (الأحد) يقولوا ليك (الأربعاء).

متاريس
هل تصدِّق أن صحيفة الرد كاسل عشية مباراة المنتخب السوداني أمام السنغال خصّصـت ست صفحات كاملة لمشاركة إيمانويل مع الهلال.
هسع عليكم الله (القاصر) منو؟
المريخ سجّل حوالي 12 أو 13 لاعباً، بينهم 7 أجانب تقريباً، والرد كاسل في عدد واحد نشرت ثلاث صور للاعب الهلال القادم إيمانويل.
إيمانويل في المريخ شُـهرته أكبر من كل أجانب المريخ.
إنتوا روفا أصلو ما غلطان عليكم!!!
المنتخب خسر أمام السنغال ـ السودان افتقد الغربال وود المصطفى في أهم الجولات.
لكن ما قصّروا.
إذا فشل السودان في صدارة مجموعته، عليه أن يُقاتل من أجل المركز الثاني.
فرصة السودان مازالت كبيرة.
قاتلوا لآخر لحظة، سوف يتحقّق حُلمكم.
في مباريات كرة القدم لا أحب أن يُحمّل للاعب واحد الخطأ حتى لو حدث ذلك بصورة فجّـة.
وفي النهاية أي هدف يكون من خطأ.. مرات الخطأ ما بكون واضح.

ترس أخير: المريخَــاب بقـوا مُركِّــزين في سيكافا أكتر منّنا، أعتقد لو المريخ كان مُشَـارك في سيكافا ما كان تركـيزهم سـوف يكون لهذا الحَــد!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد