صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأمر نسبي..والحياد مقبول..

218

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

الأمر نسبي..والحياد مقبول..

 

لا للحرب ، ليست جريمة تستحق العقاب ، وهي لا تعني الانحياز لطرف ضد الاخر بقدر ما تعني الجنوح الي السلم للحفاظ علي الارواح ، وكما سمح ( البلابسة ) لانفسهم بالوقوف خلف الجيش ، وكما اختار فريق اخر الوقوف مع الدعم السريع فهناك فئة ثالثة اختارت الحياد – وهو موقف لا يجب أن ينكره عليهم أحد بحجة انه لا توسط بين الحق والباطل – لان الامر نسبي ، فليس الحق كاملا مع الجيش ولا الدعم السريع علي الباطل بالكلية .
حتي وقت قريب كان يخبرنا قادة الجيش بأن الدعم السريع خرج من رحم القوات المسلحة وانه جزء لا يتجزا منها ، ثم كان أن حدث بينهم هذا الخلاف ووقعت الحرب ، ولكن..كما هو معلوم ان الخلاف لا يغير طبيعة الاشياء ومن غير المعقول ان تسلب الدعم السريع سودانيته ودينه لمجرد انه اختلف معك .
في أحيان كثيرة لا نستطيع ان نميز بين الطرفين في الفيديوهات التي تنشر ، فكلاهما يرفع علم السودان علي متحركاته ، وكلاهما يهتف ( الله اكبر ) اذا حقق بعض الانتصار وكلاهما يحسب انه علي الحق ويصف الطرف الاخر بالباطل وعلي ذلك فالحياد مقبول .
قد يسمي البعض ان ما حدث تمردا وليس خلاف ، ولكن ..الا يعتبر خروج الجيش نفسه وانقلابه علي حكومة حمدوك من قبل تمرد ؟ فلو استحق الدعم السريع العقاب علي تمرده فقد استحقه كذلك قادة الجيش علي تمردهم الاول .
هذه الحرب اللعينة هي صراع علي السلطة بكل المقاييس ولا علاقة للوطنية بالامر ولا للدين ، فالطرفان علي دين واحد ومن وطن واحد ، والوطنية نفسها امر نسبي ، فكل طرف يري مصلحة الوطن بطريقة تختلف عن رؤية الطرف الاخر ويدعي انه يعمل من اجلها .اذن ، فالامر نسبي ، ولو كان هناك ما يستحق الانكار فهو السلوك الذي يقوم به بعض منسوبي الدعم السريع من الفوضي والسرقات والاعتداء علي المواطنين وممتلكاتهم وهي أخطاء جسيمه وغير مقبولة .
ولكن ..بالمقابل فهناك أخطاء ايضا تحدث من جانب الجيش تتمثل في هدم بيوت المواطنين بالقصف الجوي ، كما انه يقاتل مع الجيش قوات مالك عقار وقد ثبت بالادله حدوث تجاوزات منها واعتداءات علي المواطنين لا تقل عن تجاوزات الدعم السريع ، كما أن الجيش حدثت منه اخطاء وتجاوزات سابقة ، وما مجزرة فض الاعتصام ببعيدة . اذن فالامر نسبي والحياد مقبول…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد