صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الإنتقال للمرحلة التالية..!

51

زووم
أبو عاقلة أماسا
الإنتقال للمرحلة التالية..!
* العالم من حولنا مشحون بالأزمات والمشاكل من كل صنف ولون، فيها الأزمات الإقتصادية والصحية والدبلوماسية والرياضية والإجتماعية وليس جديداً ولا بدعة أن نستخدم اللفظ لوصف ما يحدث داخل نادي المريخ وبين مكونات مجتمعه العريض.. وقد استفحلت الأزمة الإدارية واستوطنت بشكل مثير لليأس والقنوط.
* الفشل الذريع الذي يستحقه مجتمع المريخ بكافة ألوان طيفه يكمن في أنه يفشل في الإنتقال من مرحلة الحديث عن المشكلة لمرحلة أخرى فيها الحلول، وقد ظل الإعلام والمنتديات وكافة قطاعات المجتمع المريخي في حالة جدال متواصل حول النظام الأساسي والجمعية العمومية، وكل طرف (يركب رأس) ويتكلس في موقفه ولا يقبل حتى النقاش مع غيره، وكل يريد أن يمحو الطرف الآخر (بالإستيكة)، أو يعدمه رمياً بالرصاص.
* شخصياً عشت في مجتمعات رياضية مختلفة ما يتجاوز الأربعين عاماً منذ أن كنا في براعم كرة القدم والناشئين وحتى لحظة كتابة هذه الأسطر من هذا المقال وقد قضيت عمراً داخل مجتمعات المريخ وسنوات لا تقل عن ال28 سنة، ولم أر بعيني أو أعايش بإحساسي ومشاعري مثل هذه الأجواء المشحونة بالعداء، ولم أر في حياتي هذا التدافع على العنف اللفظي والحماس في إغتيال الآخر ووحشية تشابه ما يتعامل به المريخاب مع بعضهم، ولا أعرف إذا لم يكن الشاعر النطاس الراقي عمر محمود خالد قد كتب تلك الأبيات المثالية: (نحن في المريخ إخوة.. نعشق النجم ونهوى.. واختلاف الرأي فينا.. يجعل المريخ أقوى..).. لا أعرف كيف كان مجتمع المريخ سيكون لو أنه لم يلهب المشاعر والوجدانيات بهذا الشعر الجميل.
* لنتفق على أن مجلس المريخ الآن دون الطموحات، وأن الفرق بينه وبين طموحات المريخاب مابين المشرق والمغرب.. ماذا فعلنا لكي نتجاوز تلك الرؤية ونضمن للمريخ مستقبل أفضل؟
لم يفكر أحدهم أبعد من أرنبة الأنف، وغير مولانا أزهري ونادر مالك لم أسمع في (سوق المريخ) من يتحدث عن مستقبل النادي.. ورغم الإتفاق الواضح حول للمشكلة، ولكن المقاصل منصوبة في كل مكان.. والجميع يتحدث عن الإقصاء بأسلوب أو بآخر.
* بهذا المستوى الصراعي المعقد لن نعد نحلم بمستقبل زاهر لهذا النادي، ولا يمكننا فعل ذلك طالما أن الغالبية ترى أنها أحق وأولى من الأخرى.. والطلوب الآن ولكي نتجاوز هذه المحنة يجب أن نقدم تنازلات غير مشروطة ومبنية على الرغبة في تجاوز مربع الأزمات.. وغير ذلك ستمر السنوات دون أن نحقق تقدماً يذكر.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد