“الاتحاد الرائد” تواصل استعراض اهم وابرز دروس مونديال قطر:الاحترافية في النقل التلفزيوني والتغطية الحية للاحداث يضع قنواتنا السودانية امام واقعها المخيف..!
تفشي الروح الرياضية وتقبل الهزيمة بكل اريحية من ابرز الدروس المجانية..!
جماهير اليابان ضربت مثلا حيا للتقدم والحضارة باقدامها على تنظيف المدرجات عقب نهاية المباريات..!
كورة سودانية – محمد كامل سعيد
تتواصل بنجاح هذه الايام مباريات مونديال بطولة كأس العالم للمنتخبات، والتي تقام هذا الشتاء بالعام 2022 لأول مرة في تاريخ الكرة على ملاعب دولة اسلامية عربية، وتحديدا في العاصمة القطرية الدوحة، التي ابدعت في التنظيم، واستحقت الاشادات الجماعية التي انهالت عليها من كل جانب، سواء من رؤساء الدول الاوروبية والعربية واللاتينية، أو من قادة الكرة في كل انحاء العالم.. صحيفة “كورة سودانية” تستعرض في المساحة التالية أهم الدروس والعبر، التي يجب على الدول النامية مثلنا في السودان، السعي بقوة لاجل الاستفادة من هذا الحدث الاستثنائي التاريخي الكبير، الذي يبهر عشاق “الساحرة المستديرة” في كل مكان، لا لشئ سوى لانه يقام مرة كل اربع سنوات.. فالى الحصيلة المثيرة في السطور التالية:
الروح الرياضية ابرز الدروس المجانية:
حفلت مباريات الدور الاول “المجموعات” في بطولة كأس العالم الحالية بقطر، بالعديد من المواقف الصعبة، خاصة بالنسبة للاعبي المنتخبات المختلفة، حيث تعددت تقلبات النتائج الخاصة بالمقابلات، وسط صخب جماهيري عجيب لا مصيل له في كل المسابقات.. وبالرغم من الانفعالات اللحظية التي تحدث من الجميع، لا شعوريا، الا اننا لمسنا تمددا كبيرا للروح الرياضية، سواء من جانب اللاعبين والمدربين، او الجماهير التي تنوعت سحناتها، وتقاطرت على عاصمة قطر الدوحة من كل انحاء العالم..!
التسامح بين المتنافسين هو الصفة الاساسية:
رغم مرارة الهزيمة، وتعددها وتكرارها في معظم المباريات، الا ان التسامح كان هو السمة الاساسية المميزة لتعامل جميع تلك الشرائح، حيث ظللنا نتابع حرص المدراء الفنيين لكل المنتخبات على مصافحة بعضهما البعض، في تجسيد عملي للطريقة المثالية، التي يجب ان تكون عليها الروح الرياضية بين المدربين، الذين يعتبرون هم الغدوة لجميع اللاعبين والجماهير.. وذات التسامح والتصالح مع النفس، وجدناه اساسا في تعامل لاعبي المنتخبات المختلفة، حيث تابعناهم يجسدون الروح الرياضية بنفس المستوى بعيد عن الانفعال والتوتر وتثبيت لحقيقة ان الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص ما هي الا تنافس شريف، لا يعرف الحقد، ولا البغض ولا الكراهية..!
جماهير اليابان المثل الحي للحضارة:
بالرغم من تعدد الجنسيات والسحنات التي وصلت دوحة قطر، من جميع انحاء المعمورة، الا ان ما كانت تقوم به جماهير اليابان، عقب نهاية كل لقاء لمنتخب “الساموراي”، استحقت عليه الاشادة والتقدير، حيث حرص كل تابع مباريات منتخب اليابان، من داخل الاستاد، على تنظيف المدرجات، وجمع القارورات الفارغة، وغيرها من المخلفات في اكياس سوداء كبيرة، ووضعها في مكان القمامة.. وحقيقة فقد كان لذلك التصرف الاثر النفسي الكبير في دواخل كل المتابعين خاصة وانه كشف امام الجميع “الاسلوب الحضاري”، والفهم المتقدم، الذي يتعامل به الشعب الياباني، والفهم الراقي للساحرة المستديرة التي سحرت المليارات من العشاق في كل انحاء المعمورة..!
معرض كبير لتنوع الثقافات المختلفة:
تحولت مدرجات استادات الدوحة، التي استقبلت مباريات كأس العالم الحالية بقطر الى مسرح كبير، تم فيه عرض الثقافات المختلفة، للشعوب المنتمية للمنتخبات المشاركة في المونديال، حيث امتزجت الحضارات، وتلاقحت من خلال الظهور والمشاهد الملحمية التي تابعناها لمشجعي المنتخبات الافريقية، وغيرها القادمة من امريكا الجنوبية، واوروبا، وامريكا الشمالية.. وكانت بحق صورة فلكورية عميقة، عكست الدور المحوري الكبير الذي يمكن ان تقوم به كرة القدم في تقريب عملي بين الشعوب من مختلف القارات..!
تغطية اعلامية مميزة ومواكبة غير عادية:
الحقيقة التي لا ينكرها الا مكابر، هي تلك المتعلقة بالتفاعل الخرافي للقنوات التي تولت تغطية الحدث الكروي التاريخي الكبير، وبالتحديد قنوات (بي ان سبورت)، التي قدمت نمازج عملية حية، لكيفية التغطية للاحداث، كبيرها وصغيرها.. حيث تابعنا كل كبيرة وصغيرة عن المنتخبات، وموقف كل مجموعة، مسنودة بالخلفيات التاريخية، الى جانب التحليل الذي استعانت فيه القنوات، باكبر واشهر نجوم الكرة العالمية والافريقية والعربية.. لقد قدمت قنوات (بي. ان سبورت) خدمة مثالية للمشاهد عاشق الكرة، مسنودة بالاحترافية في كل شئ كل شئ، ليخرج العمل رائعا وجميلا، حمل معه غزير الدروس، خاصة بالنسبة لقنواتنا السودانية، التي لا تزال تتخذ البدائية اسلوبا ونهجا ثابتا في تعاملها مع الاحداث الرياضية، عامة والكروية على وجه الخصوص..!
نهاية المجموعات.. وبداية النهاية:
بدات خلال الساعات القليلة الماضية الجولة الثالثة الحاسمة في مرحلة المجموعات التي تمثل الدور الاول للبطولة ومع مرور الايام القادمة ستتضح الصورة بالنسبة للمنتخبات التي ستنال شرف مواصلة المشوار بالبطولة لو تلك التي ستحزم حقائبها للرحيل بعد ان تودع السباق نهاية مرحلة المجموعات تعني أول ما تعني بداية النهاية للمونديال حيث تبدأ الاسبوع المقبل مرحلة دور ال 16 الذي سيقام بنظام خروج المهزوم مع الامنيات لكل المنتخبات بالتوفيق..!