مذاق الحـــــروف..
عماد الدين عمر الحسن
في حديثه للتلفزيون القومي تحدث السيد والي الخرطوم عن مجهودات ولايته الرامية الي تخفيف أعباء المعيشة عن كاهل المواطنين ومحاولاتها المستمرة لتوفير السلع الاستهلاكية المهمة للمواطن باسعار معقولةوفي متناول يده ، وقد وضح من حديث الوالي وبعض أعضاء حكومتهأنهم يعولون علي منافذ البيع المخفض التي أنشأتها الولاية لهذا الغرض . ولكن الملاحظ أنه لايوجد أي تناسب بين عدد هذه المنافذ وبين عدد الاحياء بولاية الخرطوم ناهيك عن عدد السكان بها، فهي بالتالي لن تستطيع المساهمة بشكل فاعل في تخفيف الضغط علي الناس إلّا بنسب ضئيلة قد لا تصل الي العشرة بالمائة .
ونقطة اخري لا تقل أهمية عن سابقتها وهي أن الفرق في السعر بين السلع التي تباع عبرهذه المنافذ وسعرها بالمحال التجارية العامة ليس كبير ، وقد لايفلح هذا الفرق في تغطية مصروفات انتقال المواطن الي المنفذ ثم العودة منه مع ما يحمله من سلع .
وعلي ذكر المحال التجارية والاسعار بها فالملاحظ أن – أن هناك تباينا واضحا في أسعار السلع من متجر لاخر للدرجة التي تجعلك تشعر أن كل صاحب متجر يسعر بما يناسبه دون مراعاة لقوانين ، ولكن الاغرب من ذلك أن هذا التباين يوجد بنفس القدر وربما اكثر حتي في أسواق الدواء ، فلو جربت – عزيزي القارئ – أن تسأل عن نفس الدواء في عدد من الصيدليات فستجد أن للدواء الواحد أكثر من ثلاثة أسعار علي أقل تقدير ، والاكثر صبرا من المرضي – أو الزبائن – سيستطيع أن يشتري ما يحتاج من الدواء بالسعر الاقل بعد أن يعقد المقارنات بين هذه الصيدلية وتلك .
وخلاف مسألة التباين في الاسعار هذه هذه فهناك ملاحظة اخري تتعلق بالتناسب من ناحية ، وبالزمن من ناحية اخري ، فالاسعار بالمحال تزيد بنسب اكبر من تلك التي يتسبب بها رفع الدعم ، – فالخبز مثلا – زاد سعره بمعدل نصف جنيه فقط للقطعة الواحدة ، غير أن غالبية محال بيع الاطعمة الجاهزة وضعوا زيادات بلغت خمسة جنيهات في المتوسط علي ما يبيعون ، وهو فرق يذهب بالضرورة لجيب التاجر ويضع عبئا اضافيا علي المستهلك .
أما من حيث الزمن فالملاحظ أن الزيادات تطبق بسرعة خيالية بالمحلات التجارية ، فلو أنك اشتريت سلعة معينة في الصباح ستجد ثمنها قد زاد في نفس اليوم مساءا اذا عدت لنفس المحل ، لكنك تستطيع أن تقنع التاجر علي أية حال بعدم زيادة سعرالسلعة مما يعرضه بسبب أنه اشتراها بالسعر القديم وعليه أن يبيعها بالتالي بسعرها القديم ، لانه سيرد عليك بكل من فوره بأنه لن يستطيع شراء نفس السلعة من تاجر الجملة أو المورد اذا نفذت سلعته وذهب ليعوضها ، وقد يكون محقا في ذلك فالاسعار تتقافز بشكل غريب لا منطقية فيه حتي عليه كمشتري .
بعض الحلول قد تكون بالمتابعة واحكام الرقابة كما تفضل السيد الوالي ، وهي حلول قد تساهم علي الاقل في توحيد أسعار السلع ، ولكن لا نعتقد أنها ستساعد علي خفض الاسعار ، فتحديد الاثمان عملية اقتصادية مركبة تعتمد علي العديد من العناصر خلاف الرقابة .
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app