البتسواني.. وموضة الزلفاني..!!
كرات عكسية
محمد كامل سعيد
# غبت عن الكتابة في اليوميين الماضيين لاسباب خارجة عن ارادتي، وغصبا عني لم اتمكن من التعليق على الفوز الباهر والكبير والمستحق الذي حققه رفاق رمضان عجب على الجيش السوري بثلاثية في لبنان برسم ذهاب الدور الاول للبطولة العربية.. ولعل تلك النتيجة وضعت احمر السودان على مشارف الدور الثاني بالمسابقة العربية التي وصلت جوائزها الى ارقام خرافية وقياسية لم تحدث في التاريخ..
# فاز المريخ، ولخصت اللحظات القليلة التي اعقبت نهاية اللقاء، والمتمثلة في عناق لاعبي الفريقين، اسمى معاني التنافس الشريف، والطريقة المثالية التي يجب ان يكون عليها السباق في ميادين الرياضة عموما وبكل المناشط سواء الفردية او الجماعية.. ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا يتمثل في: (هل كنا سنرى مثل المشهد الاخير للقاء الجيش السوري وضيفه المريخ والذي تابعناه الاربعاء لو ان تلك المقابلة اقيمت بملعب الفريق الاحمر بام درمان وانتهت بخسارة اصحاب الارض)..؟!!
# لنترك الاجابة على السؤال اعلاه، ونتحول الى اللقاء الذي تفاجانا فيه بالمستوى المتواضع والمتراجع لفريق الجيش خاصة واننا كنا قد رسمنا في مخيلتنا صورة رائعة لفريق يلعب الكرة بالشكل المثالي، وظننا انه يملك بين صفوفه مجموعة (رهيبة) من اللاعبين المتميزين.. ولكن عمليا حمل اللقاء معه تاكيدات على تواضع وتراجع مستوى الجيش وبشكل مخجل..!!
# الحقيقة ان مستوى الجيش الضعيف هو الذي اتاح الفرصة لرفاق العجب ليفرضوا سيطرتهم على الملعب طولا وعرضا، ويحولوا تاخرهم بهدف الى فوز باهر كان بالامكان ان يصل الى رقم قياسي كبير.. بمعنى ان كل ما تردد عن شطارة المدرب التونسي يامن الزلفاني ما هو الا محض افتراء او (حسن تعليل) على الطريقة السودانية التي يعرفها الجميع وبحفظون تفاصيلها المؤسفة عن ظهر قلب..!
# استغربت، وتعجبت، واندهشت، وكدت اشك في نفسي، وانا اتابع من يروجون للوهم المتعلق بان اللاعب السوداني صار يستوعب (فجاة كده) توجيهات المدرب، ويهضمها ما بين ليلة وضحاها، ويلتزم بما يطلب منه منذ بداية اللقاء وحتى نهايته.. هكذا وبدون اي مقدمات او تمهيدات، ودون ان نضع اي اعتبار لتواضع قدرات وامكانيات الفريق المنافس..!!
# السواد الاعظم من اامشجعين والزملاء (شالتهم الهاشمية) واقتنعوا ان هذا التحول حدث فجاة وبطريقة انطباعية عاطفية عنوانها الاول التعصب ولا شئ سواه الى جانب النظرة السطحية للاشياء.. ومن وجهة نظري المتواضعة اعتقد ان المدرب التونسي المغمور لم يجد حتى الان الفريق المنافس القوي الذي يكشف لنا مقدراته التدريبية على حقيقتها ووضعية اللاعب السوداني..!!
# مصيبتنا في السودان اننا نخترع فكرة الكذبة ونصدقها، ونقوم بنشرها بالسرعة المطلوبة.. وما ان تمر الايام حتى تتكشف الحقيقة، والتي دائما ما تسير في اتجاه عكسي لذلك الذي رسمناه، واستعنا فيه بخيالنا، وعاطفتنا.. وعليه كان من الطبيعي ان يتحول مدرب مثل التونسي الزلفاني الى (موضة) يتحدث عنها الجميع باسلوب المدح ولا شئ سواه..!!
# الزلفاني قد يكون مدرب مجتهد، يسعى لاستثمار فرصة قيادته لفريق كبير مثل المريخ، لتقديم نفسه لاندية بلاده بدليل انه وافق راتب اقل من ذلك الذي يتحصل عليه احد المحترفين في اشارة عميقة حملت معها الكثير المثير من الدلائل، وبدرجة كان من الممكن ان تقلل حالة الانبهار الحالية التي زحمت المكان بطريقة خرافية..!!
# ان معرفتنا والمامنا بوضعية اللاعب السوداني، تجبرنا على البحث عن اسباب اخرى لتالق افراد تشكيلة المريخ الاربعاء امام الجيش.. واظن ان تواضع السوري هو الذي ساعد المريخ على الظهور بذلك الشكل الذي اوهم الناس بان الزلقاني مدرب عبقري واسطورة من اساطير التدريب جاء لانقاذ اللاعب المريخي ومساعدته على تجاوز كل السلبيات والتراجع والتواضع وتحويل الهزائم الى انتصارات والانكسارات الى افراح..!!
# لقد نسي السواد الاعظم من مريخاب اخر الزمان، بما في ذلك المطبلاتية ومن خلفهم افراد الكورال والصفاقة ان مجموعة اللاعبين الذين وصفهم (الموضة الزلفاني) بالعباقرة هم انفسهم الذين مارسوا السقوط وبغرابة شديدة في تمهيدي الابطال قبل شهور امام تاون شيب البتسواني الذي سقط امام اهلي مصر ذهابا وايابا قبل ايام معدودة في مرحلة مجموعات دوري ابطال افريقيا..!!
# يامن الزلفاني لم بصدق ما حدث في لقاء لبنان، وتابعنا تصريحاته تملا كل المواقع والصحف، وبطريقة غريبة ومزعجة.. والمضحك انه تحدث بكل (قوة عين) مؤكد (المقدرات التكتيكية الخرافية للاعب السوداني ومشيدا بعقليته والتزامه التام بالتوجيهات الفنية، وتطبيقه لها بصورة حرفية ولاكثر من تسعين دقيقة متواصلة).. تصوروا..؟!
# والناس عندنا ما صدقوا.. وهاك يا مدح، وتصديق، وتوزيع للتعصب من جانب تجار الكلمة الذين لا يمكن ان يفوتوا مثل فرصة فوز المريخ واقترابه من العبور الى الدور الثاني ببطولة العرب هذه، واستغلالهم للموقف في زيادة ارباحهم المالية، ومضاعفة اللمعة الكاذبة المتعلقة بانهم الاكثر عشقا، وهياما، وارتباطا بالاحمر.. مع انهم هم الاخطر عليه..!!
# تخريمة اولى: ضحكت وانا اتابع رئيس لجنة تسيير المريخ، التي عينها الوزير، وهو يوزع التصريحات لاجهزة الاعلام، وبطريقة غريبة وقياسية ومزعجة اكدت انه لم يتجاوز حتى الان مرحلة الانبهار بالمنصب.. (طيب يا حبيب لو انت بتحب الرئاسة للدرجة دي ما كان تقنع اوكتاي ده وتترشحوا مع بعض لقيادة مجلس الادارة وعن طريق الجمعية العمومية.. مش كان كده احسن)..؟!!
# تخريمة ثانية: مشكلتنا في السودان تتمثل في اننا نميل الى الانطباع فقط قبل اصدار احكامنا خاصة على المدربين او المحترفين الاجانب.. ومن هنا تبدا رحلة الاقالات والاستغناءات، ويغادر عشرات بل مئات المحترفين الاجانب دون ان نتاكد من امكانياتهم.. نحن والله العظيم شعب لا يمل الفشل في ميادين كرة القدم، ونملك مقدرة خرافية في اصدار الاحكام، وبسرعة يحسدنا عليها كل عشاق كرة القدم في جميع انحاء العالم..!!
# تخريمة ثالثة: عدت بحمد الله وتوفيقه الى السودان بعد غياب ثلاثة اشهر ونصف كنت خلالها في رحلة الى القاهرة.. ولا املك هنا غير التقدم بجزيل الشكر لكل الاعزاء الذين حرصوا على السؤال عني، والتواصل معي، والاطمئنان على اثناء تواجدي في العاصمة المصرية.. وحتى بعد وصولي، بسلامة الله، الى الخرطوم فجر امس الاول الخميس لم تتوقف الاتصالات والرسائل فشكرا بحجم ارتباطنا بهذا الوطن الجميل.. وباذن الله سنتناول في قادم الايام بالتفاصيل ابرز محطات تلك الرحلة الرائعة.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app