مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
البطل محمد صديق ..هل تم تسليمه..؟
لم ينس الكيزان للبطل محمد صديق عليه رحمة الله موقفه المشرف وانحيازه لصف الثورة في ديسمبر المجيد والذي اعتبروه بفهمهم المريض خيانة للجيش . لم يشف غليلهم انهم احالوه للمعاش في سن مبكرة وهو وفي بداية الطريق . لم يغفروا له انه اصبح أيقونة للثورة ومحبوبا من كل الشعب السوداني ، لم يستطع قادة الجيش ومن دبروا مسرحية فصله من القوات المسلحة ان يتجاوزوا عن انه صفعهم علي وجوههم عندما قرر حمل السلاح والقتال الي جانب الجيش رغم كل مافعلوه به . هم لايستطيعوا ان يفهموا ان هناك من يستطيع التفرقة بين المصلحة الخاصة وحب الوطن .
حسب افادات بعض الناجين من متحرك تحرير المصفاه ، انهم ظلوا يطلبون الامداد بالذخيرة لمدة تجاوزت العشرة ايام ، تواصلوا مع القيادات بقاعدة وادي سيدنا فلم يجدوا استجابة ، ثم تواصلو مع قيادتهم بشندي وايضا لم يجدو استجابة فظلوا عاجزين بلا سلاح .
ليس هذا وحسب ، بل ، ان القوة التي هاجمتهم من الدعم السريع كانت علي علم تام بان المتحرك غير مسلح .
كل الملابسات تشير الي ان الشهيد محمد صديق قد تم تسليمه تماما كما ود مدني . فهؤلاء لا عهد لهم ولا أمان .
عندما قتلوا الزبير محمد صالح وقفوا علي
قبره ينشدون الاناشيد ويتغنون بماثره وبطولاته ، وعندما صفوا ابراهيم شمس الدين حكوا عنه الاساطير ، وعندما حاولو اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك كانوا اول من أصدر قرار الشجب والادانة . لاتصدقوهم..فانهم كاذبون …