الواقع في سطور
اعتصام عثمان
” التعصب الرياضي ”
أن تكون مخلوقا يعني أن لديك مشاعر المحبة والكراهية وهذه هي الغريزة الموجودة في كل المخلوقات
الجميع لديه انحيازات في شتى المجالات وفي فروع هذه المجالات أيضا
الانحياز لشيء معين دون آخر يختلف كذلك من شخص لآخر فقد نجد “مُنحاز” هادئ وآخر متعصب
التعصب هذا ناتج عن الانحيازات أو الميل لشيء معين وتمييزه عن الأشياء الباقية والدفاع عنه بشكل هستيري
وللتعصب مداخل عديدة فهو يدخل في كل الجوانب والتي منها الجانب الرياضي فيسمى ب “التعصب الرياضي”
وهو يعني الانحياز لرياضة معينة أو نادي معين أو لاعب معين وتكثر هذه الحالة عند جماهير كرة القدم باعتبارها اللعبة الأم والأشهر من بين ألعاب كثير
فقد يكون التعصب لمنتخب دون سواه أو نادي معين في بلد معين
ويصل التعصب فيها الى حد الطعن في الطرف الآخر والتجاوز عليه بالسب والشتم والضرب والتعنيف والتقليل من شأن لاعبي او جماهير الطرف المقابل باستعمال عده وسائل
بدات ظاهره التعصب الرياضي بالانتشار بشكل كبير عند ظهور وانتشار “كرة القدم” فقد ازداد التعاطف العالي وتم اظهار مستويات عالية منه والاعتماد على مشاعر القلب والعمل بها دون اعطاء الفرصه لحكم العقل خصوصا في كرة القدم
وقد يحدث التعصب بين جماهير منتخب او ناديا معين اذ يكون المتعصبون مشجعين لنادي او منتخب واحد ولكن التعصب يكون لصالح لاعب معين
من اسباب هذه الظاهره هي عدم وجود روح وثقافه رياضيه واخلاقيه في ذات الوقت فالإنحدار الاخلاقي سبب مهم في التعصب في شتى مجالاته وليس فقط الرياضي
كما وان الانانيه في الاراء وعدم تقبل الرأي الآخر وعدم تقبل النقد من الطرف الآخر وغياب الواعظ الاسري والبيئي الذي يحث على نبذ التعصب وقبول الاراء الاخرى وكذلك الحاله النفسيه والعصبية وفرق السن “فقد نرى ان اكثر المتعصبين هم من فئه الشباب” نظرا لاختلاف التكامل العقلي
كل هذه وغيرها الكثير هي اسباب تؤدي الى الانحياز او التعصب المؤدي الى اضرار جسيمه منها تخريب المؤسسات والمنشئات العامه والمساس بكرامه وكيان وسمعة بعض البشر والتعرض لهم بالضرب والتعنيف الجسدي المؤدي الى اصابات خطيره واحيانا الموت
وبما انه “لكل داء دواء”
فيمكن علاج هذه الحاله من خلال نشر مبادئ روح الجماعة والثقافه الرياضيه والتحفيز على عدم الانحياز والتمسك بالاراء الفرديه ونشر فكره التقبل للاراء العامه والهزيمة ونشر القوانين الرادعة لكل مُتعصِب مُخَرِب باعتباره متجاوزا على حريات وحقوق الاخرين وبالتالي الحد من انتشار هذه الحالة عند الافراد قبل المجتمعات لان التعصب هو كالنواة الفاسدة داخل انسان اذا تٌركَ دون رادع سيؤدي الى فساد المجتمع ككل…
صورة من الماضي :
في الأيام الطيبة … و في الأزمنة الجميلة …كان الكابتن بشارة عبد النضيف .. يجتمع في داره في بيت المال .. كل لاعبي الفريقين ( هلال / مريخ ) بصورة راتبة .
و حتى في أيام المباريات بين الفريقين يتواجد اللاعبين في داره .. ليذهبوا سوياً إلى الملعب .. و يعودوا بعد المباراة لنفس الدار ..كانت روح أخوية خالية من التعصب المريض .
بعد ظهور ما يسمى بالصحافة الرياضية و التي لا تمت لادب الرياضة ( لا من قريب و لا من بعيد )… و بظهور الأرزقية من الطرفين …أمثال مزمل و خالد و الرشيد و ود الشريف و مين كدا يعقوب .
ظهرت الفتن و الحسد و كل صور التعصب المقيت …مما أفسد قصد كل التنافس الرياضي الجميل.
الحديث يطول … ولكن نكتفي بهذا .