* أجمل ما في الفترات الصعبة التي يمر بها المريخ، وأفضل ما في أوقات الشدة التي يتعرض لها، أنها تكشف عن معدن أنصاره ومحبيه، وتؤكد أن النادي الكبير ومهما عانى، ومهما مر بمواقف صعبة ومعقدة، فإنه لن يضام، ومكانته لن تتراجع، لأنه ببساطة ناد غني بجماهيره ومحبيه.
* صحيح أن الإشفاق الزائد والقلق النابع من مقدار الحب ربما يؤدي لنشر أجواء سلبية خصوصاً في ظل وجود من يبحث دوماً عن الحل السهل و(المؤقت) عندما يتعلق الأمر بمعاناة النادي من مشاكل مالية وهو (على المجلس أن يرحل) دون أن يتوقف من يفكر في هذا الحل في تبعاته والتي ربما بل والمؤكد أن أضرارها تفوق بمراحل بعيدة المكاسب التي يمكن أن تتحقق منه، ويكفي أن اللجوء لهذا الحل يرسخ لتكاسل جماهير النادي المليونية وقطاعاته المختلفة عن أداء دورها ويرسخ للاتكالية بحيث ينتظر ملايين الناس فرداً واحداً ليتولي مسئولية الصرف على النادي وهو وضع خاطئ للغاية وأضراره كبيرة وخطيرة وهو الوضع الذي يهدد النادي فعلاً بمستقبل مظلم وليس وجود مجلس يعاني مالياً، لأن الصحيح هو أن الأندية ملك لـ(جماهيرها) وأن تلك الجماهير ينبغي أن تسهم بفعالية مع المجالس في توفير إيرادات معتبرة للخزينة، سواء عبر (العضوية) التي تعتبر من أهم موارد الأندية الكبيرة أو بالأصح (الأندية الجماهيرية)، أو عبر (شباك التذاكر)، أو عبر مبادرات الدعم المختلفة التي تعتبر ضرورية ومهمة ومطلوبة في بلد مثل السودان على وجه التحديد يعاني من وضع اقتصادي صعب للحد البعيد وبالتالي يبقي الحال مشاركة الجماهير المليونية سواء الموجودة داخل السودان أو المنتشرة في بلدان العالم المختلفة خارجه في الدعم.
* صحيح أن بعض الناس وربما لا يكونوا قلة يتفرغون في أوقات المعاناة والشدة لـ(لعن الظلام)، وانتقاد الأوضاع، ونشر القلق والتوتر والمخاوف دون تقديم أي حلول وعندما يفكرون في الحل يتجهون مباشرة للحل الأسهل الذي يرسخ كما أشرت للإتكالية والتكاسل وهو (استقالة المجلس)، غير أن هنالك نماذج رائعة تضرب وأمثلة تستحق أن تحتذي، في العشق الإيجابي والنهج الإيجابي الذي يقوم على مبدأ (أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة).
* تلك النماذج تدرك أن ما تفعله وما تقوم به هو واجبها ودورها تجاه الكيان وليس مساعدة منها لمجلس إدارة بعينه وهو دليل إدراك أن المجالس والأشخاص عموماً زائلون سواء كانوا إداريون أو لاعبون أو مدربون أو إعلاميون ويبقي الكيان هو الباقي والمستمر والذي ينبغي أن يعمل الجميع دوماً علي رفعته من خلال حرص كل قطاع على أداء دوره بأفضل طريقة ممكنة.
* على مستوي مواقع التواصل الاجتماعي، يقدم قروب (رجال حول الزعيم) في الفيسبوك ومجموعته في (الواتساب) نموذجاً رائعاً للعشق كما يجب أن يكون، وللعمل المنظم والمرتب والأفكار الخلاقة والمبادرات الرائعة كما نحلم تماماً، ونموذجاً للدور الإيجابي الذي ينبغي أن يلعبه كل تجمع مريخي من أجل خدمة ورفعة ناديه ومساعدة الكيان على التطور والتقدم وتحقيق أهدافه، ومبادرات (رجال حول الزعيم) لا يتسع المجال لذكرها وكثير من الزملاء سبقني لذلك، وتشمل الدعم المعنوي والمادي والعيني والمجتمعي والخيري.
* وعبر (الواتساب) هنالك العديد من القروبات التي تقوم بأدوار رائعة ومهمة وكبيرة، وربما لا تتسع المساحة لذكر كل القروبات لكنني أضرب مثلاً بقروب (صفوة بلادي) الذي تكفل أمس الأول بتنظيم حفل رائع على شرف استقبال اللاعبين الجديد وهي واحدة من مبادرات لا تحصي من رجال هذا القروب ظلت حاضرة ومتواصلة منذ سنوات وشملت أيضاً كل الأصعدة وكل أشكال الدعم سواء المعنوي أو المادي أو العيني أو الخيري مع قدر عال من النظام والدقة والقدرة على التخطيط.
* وعلى مستوي الأفراد، وفي الوقت الذي أختفي فيه الكثير من أقطاب (الشو والشوفونية والدعم من أجل الأفراد)، استحق القطب حافظ عوض قدر كبير من الإشادة وهو يبادر بدعم التسجيلات ويبادر بالتكفل بعلاج اللاعبين المصابين وهو واحد من عدد ليس بالقليل من رجال المريخ ومحبيه الذي لا يتأخرون عن خدمة ومساعدة ناديهم في أي زمان وأي مكان دون أن ينتظر مقابلاً لدعمه ودون أن يحركه سوي حبه للكيان وإدراكه لواجبه ودوره تجاه ناديه.
* تلك النماذج في عشقها، وإيجابيتها، والأدوار التي تلعبها، تقدم صورة لمجتمع المريخ كما يجب أن يكون، وتقدم نموذجا ينبغي أن يسود في الكوكب الأحمر في كل الحقب وكل الأزمان وهو أمر إن حدث فإن الخوف والقلق على حاضر ومستقبل الكيان سيتلاشي للأبد وسيتحول المريخ إلى قوة ضاربة كما يتمني محبيه وهي أمنية لن تتحقق ما لم يحذو الكل حذو تلك النماذج في تقديم ما يفيد النادي الكبير وما يخدم مصالح الكيان دون وقوف عند محطة الأشخاص لأن الجميع زائلون ويبقي المريخ.
* التغيير الحقيقي الذي يحتاجه المريخ، ليس تغيير مجلس بمجلس أو مدرب بمدرب أو لاعب بلاعب، وإنما تغيير سلوكنا تجاه نادينا، ودورنا تجاه الكيان، وتغيير في مواقفنا في الأوقات الصعبة، وفي إدراكنا لواجبنا، وفي دعمنا للكيان في كل زمان دون وقوف عند محطة الأفراد.
* مريخابي .. خليك ايجابي
