الخماسية والتهيئة النفسية

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* حقق المريخ فوزاً كان في أمس الحاجة إليه لإيقاف سلسلة النتائج السلبية والعودة لطريق الانتصارات من جديد، وذلك على حساب مريخ نيالا من خلال اللقاء الذي جمعهما عصر أمس بملعب كسلا.
* انتصار المريخ كان ضرورياً ومهماً للكثير من الاعتبارات، وآخرها في تقديري (حسابات المنافسة) لقناعتي المطلقة وثقتي الكاملة بأن تواجد المريخ بمرحلة (دوري النخبة) أمر مفروغ منه، لكن الزعيم كان يحتاج للفوز بشدة ليستعيد شيئاً من كبريائه وهيبته، وليبدأ رحلة العودة لفرض شخصيته، والظهور بالمظهر الذي يتناسب مع الأندية الكبيرة، لأن التعثر في ثلاث جولات محلية لم يكن مقبولاً من نادي بقيمة ومكانة المريخ، مهما كانت حسابات المنافسة، لأن الأحمر يبقى مطالباً بفرض هيبته وهيمنته على الأندية المحلية في أي زمان وأي مكان، مهما كانت أحوال النادي الكبير، لأنه يملك من مقومات التفوق ما لا تملكه تلك الأندية، حتى لو كان الواقع الآني للنادي سيئاً.
* أشرت في مقالات سابقة لأن إدارة المريخ تتحمل المسئولية كاملة لخروج المريخ من دوري الأبطال بعد الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها في إدارة عدة ملفات مهمة، لكنني ذكرت عدة مرات، لأن تلك الأخطاء لا تصلح كعذر ومبرر لعجز النادي الكبير عن التفوق على الأندية المحلية، في ظل الفارق الشاسع بينها والمريخ، سواء من ناحية تاريخ أو مكانة أو جماهيرية أو آلة إعلامية أو من ناحية الشخصية المستمدة من الاسم الكبير .. لذا كانت قناعتي أن المدير الفني السابق مازدا يتحمل نصيباً كبيراً في سوء مردود المريخ محلياً لأن كل مباراة يلعبها الفريق كانت تؤكد أن مازدا استسلم سريعاً ومبكراً للظروف السيئة، وعندما يكون مدرب الفريق (انهزامي) ويعجز عن التعامل مع المواقف الصعبة والمعقدة، ويفشل في عزل فريقه عن ما يدور حوله من صراعات أو على الأقل تهيئة لاعبيه نفسياً وذهنياً لتجاوز تلك المرحلة والظروف بأخف قدر من الأضرار، فإن النتيجة تكون كما حدث في الفترات الفائتة.
* عندما خسر المريخ أمام الأهلي الخرطوم كتبت مقالاً بعنوان (حتى لو انتصر المريخ) وأشرت من خلاله لأن المشكلة ليست في الهزيمة في حد ذاتها لأن المريخ كان بإمكانه الخروج فائزاً لو احتسب له الحكم يومها الهدف الصحيح لرمضان عجب، ولو استثمر اللاعب نفسه بعض الفرص السهلة التي وجدها، لكن المشكلة في الأداء السيئ وتكرار الأخطاء بالكربون وظهور نفس السلبيات منذ أول مباراة في الموسم أمام تاون شيب حتى آخر مباراة أدارها مازدا أمام الأهلي عطبرة مع افتقاد الفريق للروح.
* أمام الأهلي شندي في الجولة الفائتة كان بمقدور المريخ أن يخرج فائزاً لو استثمر أفضليته شبه المطلقة في شوط اللعب الأول وأول ربع ساعة من الحصة الثانية، وكان بالإمكان أن يخسر المريخ لو استثمر الضيف أفضليته في نصف الساعة الأخيرة واستفاد من جزء من الفرص التي حصل عليها بعد التراجع البدني للمريخ في الجزء الأخير، لكن بغض النظر عن النتيجة، فإن الملاحظة التي أتفق حولها كثيرون يومها أن أداء المريخ شهد تحسناً ملحوظاً عما كان عليه في الفترات السابقة من الموسم حيث قدم المريخ أفضل شوط له في الموسم الحالي من وجهة نظري خلال الحصة الأولى.
* بطبيعة الحال لا يمكن الحديث مباشرة عن بصمات الطاقم الفني الجديد، لأن أي طاقم تدريب يحتاج لوقت لتظهر بصماته في ما يتعلق بالجوانب التكتيكية والخططية، مع الإشارة لضعف أغلب المدربين الوطنيين في هذا الجانب وعدم وجود فوارق كبيرة بينهم، لكن المؤكد أن فرق العامل النفسي والذهني والمعنوي مع توفر عنصري الرغبة والطموح لدى أفراد الطاقم الفني الحالي مع حماسة الشباب لديهم بدأ ينعكس سريعاً على أداء الفريق الذي يحتاج في هذه الفترة لجهاز فني قريب من اللاعبين وحريص علي القيام بعمل كبير معهم في الجوانب النفسية والذهنية لاستخراج أفضل ما عندهم ورفع الروح المعنوية لعناصر الفرقة الحمراء.
* مباراة كسلا بالأمس أمام مريخ نيالا جاءت لتؤكد حقيقة العمل النفسي والذهني والمعنوي الكبير لليزر وهيدان مع اللاعبين، فعلي الرغم من تقديم شوط أول متوسط، إلا أن المريخ عاد وقدم مردوداً رائعاً ومميزاً خلال الحصة الثانية وكانت الميزة الأهم والملاحظة الأبرز هي ارتفاع نسبة التركيز وسط الفريق سواء في النواحي الدفاعية أو الهجومية لذا لم يتمكن مريخ البحير وعكس بقية الفرق من تهديد مرمي المريخ كثيراً بالمقابل تمكن الزعيم من استثمار أغلب الفرص التي سنحت له وحولها لأهداف، وهي مزايا كانت غائبة خلال الفترات الفائتة بسبب ضعف الجانب النفسي والذهني الذي ينعكس سلباً أو إيجاباً على تركيز اللاعبين وروح الأداء لديهم.