الدلنج تشهد تطورات خطيرة:الحلو يعرض حياة أكثر من مائتي ألف مواطن لخطر الموت جوعاً
أبوعاقله أماسا
* تفيد المعلومات من مصادرها أن الجنجويد قد حاصروا مدينة الدلنج من كافة الإتجاهات حتى نهار أمس، وذلك بالتواطؤ والتنسيق التام مع حركة عبدالعزيز الحلو، والتي مكنتهم من التمركز في مناطق حساسة لم يصلها الجيش السوداني منذ أن فقد مواقعه في حامية سلارا في أعقاب تمرد ٢٠١١/٦/٦ وذلك في ضيافة تامة من الحركة الشعبية، وبعد أن تمركزت في مناطق لا تفصلها من قلب المدينة سوى عشر كيلومترات فقط، غرباً في منطقة (الفراقل والحجيرات) و(أبوصيبة) في الجنوب الغربي في ريفي سلارا، وفي الشمال الغربي من (الكدر) وشمالاً من (الفرشاية) و (والسنجكاية) وشرقاً من منطقة (التكمة)، وبذلك تكون مدينة الدلنج قد أصبحت على مقربة من معارك حاسمة وطاحنة، ولكن أدق ونقول أنها على مقربة من مصير قد يكون أسوأ مما حدث بالفاشر.
– ساذج من يظن أن هدف الحنجويد سيكون إسقاط اللواء (٥٤)، وضم المدينة لمناطق نفوذ حكومة تأسيس، بل أن التدوين الذي استهدف مستشفى المدينة صباح أمس وكان ضحيته مدنيين من نساء وأطفال، مهد تماماً لعمل عدواني سيكون نتيجته تطهير عرقي جديد على غرار ما شهدته مدينة الفاشر، والدلنج لمن لايعرفها كانت مدينة للتعايش النموذجي بين القبائل قبل اندلاع الحرب الحالية، ومنذ ذلك الوقت أخذت الأحداث منحى قبلي واتجهت نحو حرب بين النوبة الذين يشكلون الأغلبية في الجيش بعد إنضمام بعض أبناء الحوازمة للمليشيا وعودة جزء من أبناء النوبة من صفوف الحركة الشعبية لحماية المدينة عندما كانت هدفاً في بداية الحرب، وقبل التحالف الأخير بين الحركة الشعبية والجنجويد والحوازمة والمسيرية الذين يمثلون قوام قوات الجنجويد..
– التناقضات والتقاطعات سيدة الموقف على الأرض، إذ أن ما حدث من تحالف سياسي بين الحركة الشعبية بقيادة الحلو وقيادت تأسيس لم يكون له أثر على الأرض.. فسيكون المستهدف هو إنسان مدينة الدلنج وليس الجيش الموجود فيها.. خاصة في النواحي الشمالية والشرقية حيث ستشهد المدينة هجمات أقرب للإنتقامية من الحوازمة بزي الدعم السريع..!
– القراءات هناك معقدة للغاية والأوضاع متأزمة بحسب إتصالاتنا مع مقيمين بالمدينة، بعد أكثر من عامين أو يزيدان من الحصار ونقص الغذاء والدواء والكساء، ولكن المسرح إنحصر تماماً بين ما يجري على المستوى السياسي من تحالف (تأسيس) حيث أن الحلو وحركته جزء منه، وما يجري على الأرض حيث تتخذ الأوضاع أشكالاً وألواناً تتحكم فيه وتميزه القبائل، ويحكمه إنعدام الثقة بين المكونات المحلية.. فما يجري في الدلنج ربما يكون وصفه بالفتنة القبلية أقرب منه إلى حرب بين الجيش والمتمردين.
– كل المؤشرات تدل على أن الدلنج تسير على درب مأساة الفاشر وأن شيئاً ما يخطط وإنفجار يمهد له على نار هادئة..!
– ويظل الأمل في أن تنشط جبهة متحرك الصياد وبعض المتحركات المساندة لإستدراك الموقف وتوفير الإسناد لقوات اللواء ٥٤ المتواجدة في الدلنج، وإنقاذ أكثر من مائتي ألف مواطن ظلوا محاصرين داخل المدينة في ظروف مأساوية..!
– موسم الخريف تسبب في إنفراج مؤقت في الظروف المعيشية داخل مدينة الدلنج حيث اعتاد المواطنون على زراعة المساحات الملحقة بمنازلهم (الجبراكات) وجزء من المساحات المحيطة بالمدينة، ولكن الإنتاج لم يكون ليزيد عن حاجة الأسرة ولفترة محدودة..!


