صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الذكرى الثامنة لنجم لم يغادر القلوب

473

راي حر

صلاح الاحمدى

الذكرى الثامنة لنجم لم يغادر القلوب

وصفه احد كبار اهل الفن بانه مريض بالفن .فكان ادق وصف لعبقريته فى الغناء …انه النجم الراحل محمود عبد العزيز الذى رحل عنا بجسده لكنه يظل فى قلوبنا دائما باعماله الفنية التى تنسى .
محمود عبد العزيز رحلة كفاح ومشوار من النجاح لم يكتمل مشواره ورصيد فنى يجعله فنانا لا يغادرالقلوب ابدا
الا ان سنوات تالق محمود عبد العزيز الحقيقية فى الغناء جاءت مع ظهور جيل فنى شبابى اقتنعوا تماما بنجومية الفتى النحيف حتى احتضنه فنان كبير حتى قدم احلى الروائع من الغناء السودانى ليتربع على عرش الاغنية الشبابية دون منازع له فى الساحة حتى اصبح معبود الجماهير بعد ان وصل الى قمة النضوج .
المؤكد ان مشوار محمود عبد العزيز الفنى يحتاج الى صفحات وصفات ولكن هناك اغنيات لم تسقط عن ذاكرتنا لهيب الشوق –خوف الوجع-عدت سنة- بفرح بيها –ولكن هناك ما لا يمكن ان نغفله مثل لهيب الشوق – الفات زمان – ساب البلد.
ولم يكن وصف المريض بالفن فيه اى مبالغة فيما يتعلق بمحمود عبد العزيز الذى عرف كيف يبدع ادائه الفنى مها كانت صعوبته فهو يبهرك عندما يشدو لكل مناطق السودان وهو يجسد معانى الفن الاصيل لكبار المطربين .
انه كان كيف يعرف ان يجذب اذن المستمع الى ما يقدمه لكبار المطربيين من اغنيات بث فيها الروح الشبابية لتطفح فى السطح مرة اخرى وتملك مساحات كبيرة عند الشباب حتى خالها البعض انها من اغنياته لتجويده لها فى الاداء بكل الاحاسيس التى تقودك الى انطباع يعنى الاستماع له فى شعور كبير عبر الزمن والمكان .
وهذه عبقريته التى سبقته وجعلت منه مطربا صغيرا فى سنه ولكن كبير باعماله الفنية التى وجدت اذن صاغية عند اهم شريحة فى الوسط الفنى هى شريحة الشباب
.نافذة
سعادة محمود عبد العزيز دائما لم تكن كاملة ليس فى الغناء فقط الذى لم يمهله المرض ان يكمل احلامه فيه وانما فى حياته الخاصة
رحلة الالم التى عاشها المطرب الاسمر الموهوب كانت هى الاطول والاقسى عليه .وكانت بداية معاناة محمود عبد العزيز مع المرض عند وسع انتشار الغنية الشبابية وخروج الاعمال الخاصة به ولكن كان المطرب الموهوب كان على موعد مع المرض الاقسى والاكثر خطرا والبداية عند ما كان يشعر بالام فى الصدر على فترات متقاطعة ومع مرور الوقت اصبح هذا الالم يلازمه كثيرا وكان يصيبه فى ضيق فى التنفس وكان التشخيص الاول ماء فى الرئة .لكن سرعان ما اكتشف الاطباء ان محمود عبد العزيز مصاب بالسرطان .
وبرغم المرض اللعين كان محمود عبد العزيز يملك روح المقاوم ولم يستسلم بسهولة بل استطاع وهو فى عز ازمته الصحية ان يصدح بالاغنيات الجميلة مقدما كل ماعنده فى اخر ايامه
لقد عاش محمود عبد العزيز مع المرض اللعين رحلة ملئية بالعذاب حتى سمع خبر موته اكثر من مرة ليكتشف الجميع بانها شائعة تتعجل فقط بخبر رحيله .
نافذة اخيرة
التعاطف الجماهيري الغير مسبوق اكده مع المطرب الموهوب مشهد الوداع الحزين للمطرب الاسمر عندما خرج الالوف الي جنازته ليلقوا النظرة الاخيرة علي تابوته وليهتفوا باسمه كما يحلوا لهم من تسمياته كل منهم بطريقته ويحملوا يافطات تؤكد انه سيظل باقيا فى قلوبهم فى كل ذكرى له .محمود عبد العزيزمطرب لا يغادر القلوب
فى الامثال الشعبية يقولون الكتكوت الفصيح من البيضة يصيح وهكذا كان محمود عبد العزيز فصيحا بليغا مضيئا فى شخصه وسلوكه كان فاعل خير له كثير من المساعدات التى عبرت عن ميلاد مطرب يحمل فى جوانبه كل هموم اهل الفرح حتى يجد مناخا جيدا ليصدح فيه وليطرب الحاضرون .له كثير من القصص التى كان فيها كريما لا يبخل ابدا على محتاج ولا زميل ولا صديق نسال الله عز وجل ان يجعل كل اعمال الخير التى لم نقدر على حصرها فى ميزان حسناته .
(- عصام محمد نور- جمال فرفور) والجيل الذى صعد الى جانبهم حدثنى: احدهم كنا نجلس جميعا وانا طفل صغير انظر حولى يستوقفنى ذلك الفتى الاسمر النحيل الذى يشبه سلك الكهربى .شعر ناعم طويل شديد السواد على سجيته وليس بفعل فاعل عينان تلمعان وسط سمرة وجهه وكانهما نجمان يسطعان فى ليل بهيم اذا نظرت فى عينيه تجد نفسك وقد سبحت فى بحر متلاطم المشاعر والاحاسيس ولكن الحزن كان السمة الاغلب التى تمكنت من الاستيلاء على انسان العين لدى محمود عبد العزيز
واتفقنا جميعا بان هذا الولد هو نجم الزمن القادم وانه يملك موهبة فريدة من نوعها وداخله اهات غنائية ولو اتيحت لها الفرصة لانطلقت دون فرامل ليبلغ اقصى مدى ممكن الوصول اليه .واكتشفت ايضا ان محمود عبدالعزيزهذا الموهب يعانى الكسوف والخجل فهو لا يحضر مجالس المشاهيروليس له اصدقاءفى الوسط الصحفى ويحفظ المسافات بينه وبين زملائه من المطربين الذين حققوا الانتشار والذيوع ولانه يعلم قدر موهبته فهو لا يستطيع ان يهينها بالتسكع على مكاتب الانتاج او منافقة احد كبار الشعراء او المنتجين او الملحنين فاصبح فى انتظار الفرصة تاتيه ساعية على قدميها له ليفجر طاقات كامنة بدواخله الحانا وشعرا لتخرج من عبر حنجرته الذهبية عبيقا فواح طاف كل بيتا حتى
عم المدن والحضر.
بالطبع لم يكن هذا السلوك مناسبا لكى يمهد الطريق امام محمود عبد العزيز لبلوغ مناه ..ولكنه كان اشبه بمن يسد الهواء عن نفسه بنفسه ومع ذلك لعبة الموهبة دورها الخالد فى حياته
على مدار المشوارالفنى لمحمود عبد العزيز وجدناه لا يعمل الا مع الاسماء اللامعة سواء كانوا شعراء او ملحنين الذين ينتمون الى اجيال مختلفة ليكون طابعه الفنى التنوع والتنقل فى دروب موهبته بكل الضروب الفنية التى يخرج منها لحنا يدغدغ المشاعر والاحاسيس مدح لرسوله الكريم واجاد وابدع غنى للاطفال فكان واحدا منهم تميز ت اغنياتها بالعاطفية المبعدة وتلونت فى كلماتها ما بين الشوق والحنين واللهيب والفرح والخوف والوجع .
كان تلقائى جدا ويشتغل
بقلبه وليس بعقله لذلك لكن يكره اعادة مقطع فى بروفته .
الف رحمة ونور عليك يامحمود عبد العزيز فقد كنت كبلسم لمن حولك .
خاتمة
لم اكن فى يوم من الايام اتمنى ان اكتب السطور فبكل مشاعر الحزن والالم والحسرة .
الحسرة على صدي
ولكن تأتي الذكرى الخامسة له ليبصم قلمي من خلال أحرف تجمل الكلمات وهي حزينة رحم الله محمود عبدالعزيز رحمة واسعة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد