صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الراسمالية الهلالية

54

افياء

ايمن كبوش

الراسمالية الهلالية

لم يفتر الحديث المكرور عن الرأسمالية الوطنية وإرتباطها الحديث بنادي الهلال.. حيث يأتي الحديث بذلك الغبن الذي يصور الرأسمالية كرجس من عمل الشيطان، أو كأن رجال الأعمال الذين عرفوا الطريق إلى الرياضة وتسنموا العمل الإداري في نادي السودانيين أجمعين، قد سرقوا اللعبة واستحوزوا على الرحيق والبرتقالة.في ظني أن هذا تصنيف بغيض ينبغي أن يكون مرفوضا.. ولكنها الحكاية الأزلية بين من يملك ومن لا يملك، إلى أن يعود ذلك الوفاء الراسخ لكل الذين قدموا وبذلوا واجتهدوا بعد أن جاءوا بكل طيب خاطر لخدمة ناديهم الذي، بقدرما يعطي من شهرة وصيت وسطوة، الا انه يأخذ منك راحة البال التي لا تشتري بالمال، ستفتقد الراحة في أن تكون مثل غيرك من الناس الذين يخلفون رجلا على الآخرى ولا يملكون شيئا لناديهم غير التنظير، لا يعرفون فضيلة إدخال أيديهم في جيوبهم للدعم أو نيل العضوية.. ولكنهم بارعون جدا في ركوب موجة “حشاش بدقنو” الذي يريد أن يرى الهلال في عليائه أفضل من الأهلي المصري.كيف يصبح الهلال افضل من الأهلي المصري يا سيدي وكلنا ننتظر أن يبلغ البنيان يوما تمامه لكي نبدأ الهدم ونستدعي المعاول، اسألوا أولئك الذين حصلوا على عضوية نادي الهلال عندما كانت بخمسة جنيهات.. أين هم وكم عددهم.. هل سددوا اشتراكاتهم جميعا من حر مالهم ام دفعها لهم فلان وفلان وعلان.. وما فلان هذا وعلان هذا الا من أولئك المترشحين لرئاسة المجالس المختلفة، هم ذاتهم الرأسمالية المرفوضة التي نريد مالها خفافا ولا نريد حكمها كفاحا.. وهذا لن يتأتى لنا الا بوجود مشروع حقيقي يتجاوز حدود النادي الذي يحفل بكرة القدم ولا يحفل بالأسرة، وما كرة القدم الا نشاط شعبي وجماهيري لا يؤمن بالصفوية ولا بالتصنيفات الضيقة ولكن ان أردتم ذلك فعليكم بنادي التنس والنادي الألماني حيث العضوية المليونية التي لا يعرف طريقها المعدمون من غمار الناس وبسطاءهم.اتركوا رؤوس الاموال في حالها.. واشرعوا عمليا في بناء ذلك السور العالي من طوب العضوية ومونة السواعد الفتية.. بعدها اسألوا عن “أندية النادي الأهلي” لأن للأهلي الحلم والأمنية أكثر من ناد على مستوى الجمهورية يؤمه أصحاب البلاتين والذهب والفضة باشتراكات كبيرة من أجل الانتخاب وتبادل السمر والانخاب.. بينما يتوزع أهل الصفقة والرقيص وألحان الخميس على المدرجات ليقوموا مقام عامة الناس.. لا فيهم من يسأل في محمود الخطيب ولا في المهندس محمود طاهر، ولكن يهمهم أن يكون الفريق في عافيته والبطولات في الدولاب.. أما نحن في سودان ملايين المنظراتية فلنا رأي في صاحب اي جيب كبير.. نمدحه عند الطلب والولف ونلعنه عندما يغلق البلف.. ضعف الطالب والمطلوب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد