الرومان على موعد مع التاريخ… ود مدني تستعيد مجدها اليوم

الرومان على موعد مع التاريخ… ود مدني تستعيد مجدها اليوم

في أجواء مفعمة بالحماس، ومع نسمات أعياد الاستقلال وتحرير مدني وعيد الشرطة، تحوّل مقر نادي الاتحاد مدني “الرومان” إلى خلية وطنية نابضة بالدعم والمؤازرة، بعدما شهد زيارة رسمية رفيعة المستوى من والي ولاية الجزيرة وأعضاء لجنة الأمن ومعتمد محلية مدني الكبرى ووزير الشباب والرياضة، قبل ساعات فقط من المواجهة المصيرية أمام فريق الناصر أم درمان في الدوري المؤهل للممتاز باستاد ود مدني.

والي الجزيرة الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير أكد خلال الزيارة أن حكومة الولاية ولجنة الأمن يقفان صفاً واحداً خلف الرومان، مشدداً على أن طموحهم لا يتوقف عند العودة للممتاز فحسب، بل رؤية الاتحاد مدني في المحافل الدولية. وقال الوالي للاعبين: “نحن سعداء وأنتم تقاتلون في الميدان بالتزامن مع أعياد الاستقلال وتحرير مدني وعيد الشرطة.. أنتم واجهة الجزيرة الرياضية، ونحن داعمون لكم وواقفون معكم، فقط نريد منكم بذل الجهد وإعلاء روح الانتصار”.

ومن جانبه، خاطب قائد الفرقة الأولى مشاه اللواء الركن عوض الكريم علي سعيد اللاعبين بلغة الانضباط والعزيمة، مطالباً إياهم بوضع هدف واحد نصب أعينهم هو تحقيق النصر وتقديم كرة راقية تليق بتاريخ الاتحاد. وأكد أن القادة العسكريين ملتفون حول الفريق ويثقون تماماً في قدرته على حسم المعركة داخل المستطيل الأخضر.

مدير شرطة ولاية الجزيرة اللواء شرطة عبد الإله علي أحمد شدد على أهمية الظهور بمظهر قوي وراقي يعكس تاريخ الرومان ومكانة النادي في وجدان أهل ود مدني والجزيرة عموماً، وقال للاعبين: “أنتم النصر وأنتم العزة، وأعيادنا سنختمها اليوم بانتصار الاتحاد… إنجازكم هو ختامنا الكبير وهدية العيد لأهل الولاية”.

وفي رسالة أمنية ذات بعد اجتماعي، أوضح مدير جهاز الأمن والمخابرات بالولاية العميد أمن مامون الزين عبد الله أن زيارة النادي كانت ضمن أولويات الجهاز منذ قدومه للولاية، لتقديم الدعم والإسناد للفريق. وأضاف: “في حرب الكرامة، عملنا ليس البندقية فقط، بل أيضاً زرع البسمة في وجوه الناس، وفرقة الرومان جديرة بذلك إن شاء الله… حافز هذه المباراة على جهاز الأمن والمخابرات، لأن انتصاركم جزء من كرامة هذه المدينة”.

أما وزير الشباب والرياضة بولاية الجزيرة طارق عبد الرحمن، فقد منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة عندما وصف الزيارة بأنها مختلفة عن كل الزيارات السابقة، قائلاً: “نأتيكم اليوم لنهنئكم مسبقاً بالانتصار… في مدني، الاتحاد حينما يريد تحقيق أهدافه يحققها. أنتم من ضمن صفوة أندية خارج الخرطوم توّجت بكأس السودان، وتاريخكم يشهد على قدرتكم وقت الشدة”. وأثنى الوزير على تميز اللاعبين وكفاءة الجهاز الفني وجهود الإدارة في تهيئة البيئة المثالية، داعياً إلى مزيد من الثقة والعزيمة لحسم بطاقة الصعود.

معتمد محلية مدني الكبرى عادل الخطيب وضع اللقاء في إطاره التاريخي للمدينة، مؤكداً أن ود مدني تستحق أن تسترد ريادتها في الرياضة وسائر المجالات، وأن عودة الاتحاد إلى موقعه الطبيعي في قمة الكرة السودانية باتت هدفاً مشتركاً لكل مؤسسات المحلية. وقال: “لا يوجد شيء صعب في ظل هذا الدفع الإداري الكبير، نحن في المحلية بمختلف أجهزتنا خلف الفريق بدعم غير محدود… ضعوا مدينة ود مدني نصب أعينكم، فاهتمام المدينة كلها ومواطنيها جميعاً خلف نادي الاتحاد اليوم”.

وفي ختام الزيارة، تحدث رئيس نادي الاتحاد عاطف خلف الله بروح مفعمة بالثقة، مؤكداً أن الفريق جاهز للنصر، والجمهور جاهز لحماية مكتسبات النادي وحماية الفريق من أي ظلم تحكيمي. وكشف عن حشود جماهيرية غير مسبوقة، حيث تستعد أكثر من 40 حافلة قادمة من مختلف مدن الولاية، تصحبها الموسيقى والطبول والإعلام و”الكيتة”، لتكون الامتداد لصوت اللاعبين في الميدان والجهاز الفني في الدكة. وقال: “نشكر السيد الوالي وأعضاء لجنة الأمن على هذه الزيارة الكريمة التي نعدّها نصف الانتصار، أما النصف الآخر فسيصنعه اللاعبون في الميدان بإذن الله”.

اليوم، لا يخوض الرومان مجرد مباراة في الدوري التأهيلي، بل معركة كرامة لمدينة عريقة تبحث عن استعادة ريادتها، وجماهير تهتف باسم الاتحاد مدني بكل ما تملك من عشق وولاء. كل الطرق في الجزيرة تؤدي إلى استاد ود مدني، وكل القلوب مُعلّقة بهدف واحد: أن يكتب الرومان فصلاً جديداً من المجد، ويجعلوا من هذه الليلة عنواناً لعودة لا تشبه إلا الاتحاد مدني.