صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الرياضة والمريخ.. لم يعودا متنفسين..!!

986

زووم

الرياضة والمريخ.. لم يعودا متنفسين..!!
* في حقبة من الزمن الجميل، كنا نقصد دور الرياضة هرباً من ضغوطات الحياة، وأحياناً نبحث عن الترويح في ملاعب الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، وفيما بعد أصبحنا نقصد بعض الأندية مساءً لأنها كانت المجال الأخصب للتواصل والتعارف، وفي ميادين كرة القدم تعرفنا على الآلاف من البشر الذين شكلوا القاعدة الإجتماعية المتينة لعلاقاتنا ومنحتنا طاقة إيجابية لمجابهة الحياة بتقلباتها الرعناء، وفي المريخ تحديداً كانت مساحات الود رحيبة، والناس يجتمعون حول محبوب واحد يتفقون عليه ويختلفون في تفاصيل صغيرة فيه، والخلافات لا تصل حد القطيعة والشطط، ولم يكن هنالك مساحة للعنف اللفظي لأن الإحساس بأجواء الأسرة يمنع أي كائن من الإساءة للغير أو الخروج عن المألوف… وكل الناس مابين أخ وعمل وأب وقدوة ومثال..!!
* كنا نلقى راحتنا في سوح المريخ وعلاقاته، وفيه جالسنا العظماء من المنتمين إليه وكلاً منهم كان موسوعة في مجال عمله، ومرجع إجتماعي وثقافي ينثر الدرر، وكنا عندما نريد أن نتحدث ونناقش في السياسة نجد أن المريخ يضم بين ظهرانيه أقطاب سياسيين مؤثرين في أحزابهم، وإذا أردنا سياحة إقتصادية نقصد أهرامات في المجال، وكذا الحال عن السياسة الخارجية والدبلوماسية والفن والحقيبة وغيرها من شتى مجالات الحياة.
* كان المريخ واحة وارفة الظلال ومترامية الخضرة.. الناس فيه إيجابيين لدرجة أنهم يتمنون ظهور مشكلة حتى يسهموا في حلها.. وكنا نقصد نادي المريخ بذات الإحساس الذي كنا نقصد به جامعاتنا… والغاية منهما هو التعلم والتفقه في الحياة..!!
* هنالك متغيرات مزعجة وتطورات حدثت في الوسط الرياضي عامة والمريخ بصفة أخص، وبناءً على ذلك لم تعد الرياضة هي ذلك المتنفس الذي نبحث فيه عن الترويح، ولم يعد نادي المريخ هو ذات المكان الذي كنا نعبيء فيه رئاتنا بالأوكسجين والهواء النقي.. ولم يعد الناس هم الناس وكأني بالهدف الذي كان يجمع الناس سابقاً قد تغير، وبدلاً أن كان هو المتنفس أصبح مصدراً للكدر والهم والإزعاج.. بكم العنف التعبيري واللفظي والشطط الذي يملأ مجتمعات المريخ… وبدلاً أن كانت طاقات المريخاب توجه نحو مصلحة الكيان، أصبحت تسخر لسقاية شجرة الكراهية وإثارة الفتن والصراعات.. بل تخلى الناس عن كل ما يتعلق بتطوير ناديهم وركضوا خلف تصفية الحسابات وإدأرة المصالح البينية وتبادل شحنات العواطف.. لذلك سكنت الأزمات نادي المريخ ولم تبارحه.. وكلما حاول الناس معالجة أزمة ولدوا منها ازمة أكبر منها..!!
حواشي
* أصبحت طاقات المريخاب مسخرة للتعبير بعنف واندفاع ولا تصب إلا في مواعين الكراهية، ومامن بذرة كراهية تبذر في أرضه إلاوتجد الآلاف ممن يسقونها تطوعاً حتى تكبر وتغطي الجميع..!!
* في السابق كان نادي المريخ مكاناً لتفجير الطاقات الخلاقة.. وفيه لا ينحاز الناس للشلليات على حساب الحقيقة، ولايقدس الأفراد على حساب الكيان…!!
* ونحن كصحفيين كان التجرد وعدم الإنحياز لغير الحق والحقيقة ميزة نتباهى بها في حضرة من نعشف.. قبل أن تتحول لنقطة ضعف يجلب للكاتب الشتائم..!!
* يحتفي الناس بالواجبات العادية ويضخموها ويحولوها لإنجازات تلهي الناس عن الأخطاء الواجبة التصحيح..!!
* نريد من مجالس الإدارات ان تعمل على إعادة الهيبة للمكان، والحرص على خلق أجواء من المحبة والإحترام.. يقاتل فيها الجميع من اجل هدف واحد..!!
* نطالبهم بالجلوس أولاً لنعرف ماذا تعني عبارة (هتك النسيج الإجتماعي).. فالبعض (يلوكونها) ولا يعرفون كيف كان هذا النسيج وكيف تحول مجتمع المريخ إلا أشلاء لا يكاد يتفق على مبدأ..!!
* كل المريخاب ساهموا في تمزيق هذا النسيج.. وحولوا مجتمع المريخ الكبير المترابط إلى مجرد شلليات تطوف حول أفراد وأسماء..!!

قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. ابوعبدالله الخضرابي يقول

    * ونحن كصحفيين كان التجرد وعدم الإنحياز لغير الحق والحقيقة ميزة نتباهى بها في حضرة من نعشف.. قبل أن تتحول لنقطة ضعف يجلب للكاتب الشتائم..!!

    بالله قيس الكلام ده ب مزمز ودبوس ومستر ون لق سمعه هل هم يشملهم انهم صحفيين

  2. الفا يقول

    يا سلام عليك أخي الرائع،كلامك جميل،نتمنى فعلاً من كل الأندية السودانية وشتى المسؤوليين الرياضيين والجماهير أنت ترجع لعقلها وروعتها بالتشجيع الجميل والبعد عن التعصب والكراهية.شكرا لك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد