مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
موضوع في غاية الأهمية والحساسية علي السواء تعرضت له هذه الاصدارة الكريمة في عددها ليوم أمس خلال تقرير مفصل أورد أرقاما مهولة عن عدد حالات الطلاق عبر المحاكم خلال العام الماضي والتي بلغت – في الخرطوم وحدها أكثر من عشرة الاف حاله ، وهو رقم مخيف بكل المقاييس خاصة وأن عددا مماثلا من الحالات يحتمل أنها قد وقعت خارج نطاق المحاكم والتقرير .
الحقيقة أن انتشار الطلاق خلال السنوات الاخيرة أصبح ظاهرة مزعجة للحد البعيد ، خاصة وأن نسبة عالية من المطلقات تمثلت في صغيرات السن من دون الثلاثين عاما ، ونعتقد أن أهم أسباب الطلاق في هذه الشريحة تعود الي قلة تجربة الفتيات وعدم وجود الوعي الكافي بينهن وعدم القدرة علي تحمل مسؤليات الزواج ، حيث تنحصر اهتمامات بعض الفتيات في هذه المرحلة من العمر في التفاصيل الشكلية الصغيرة من الزواج مثل اختيار الفستان وحجز الصالة وتحديد الفنان وما الي ذلك ، وهن يعتقدن أن الزواج ينتهي عند هذه المراحل . وعلي ذلك يكون أول سبب لطلاق الصغيرات هو زواج الصغيرات ، وهو سبب يقتصر فقط علي بنات هذا الجيل ، إذ أن الاصل والعرف في المجتمع السوداني كان يعتبر الفتاه مؤهلة للزواج قبل بلوغ العشرين ومن تتأخر عن الزواج حتي الثلاثين هي الاستثناء ..
الظروف الاقتصادية بدورها أثرت الي حد كبير في اختلاف معايير الاختيار للزواج ، حيث اصبح البعض يركز علي معيار المقدرة المالية دون التدقيق في عوامل اخري في غاية الأهمية مثل الاخلاق والأصل والتناسب بين الاسر .وهذا التركيز علي الجانب المادي كثيرا ما يؤدي الي غياب التوافق بين الزوجين ، وخاصة اذا كان الفارق في السن كبيرا بينهما ، مما يؤدي تلقائيا الي غياب التوافق الفكري والاختلاف والتباين في الاهتمامات وترتيب الأولويات ، حيث يفتقد الزوج بعد مدة قليلة من الزواج ما كان يتوقعه من زوجته الصغيرة من اهتمام بمنزلها وبضروريات بيت الزوجية الجديد ، بينما تفتقد هي ما كانت تتوقعه من رومانسية زوجها وحنيته ورقي تعامله .
كذلك تبقي الاسباب الاقتصادية سببا مؤثرا يقود للطلاق في بعض الاحيان ، وذلك علي وجهين – الاول بحدوث الكثير من الخلافات بين الزوجين لاسباب تتعلق بالمال وتوفير الاحتياجات – لتتطور المشاكل وتصل الي حد الطلاق ، والثاني بهجرة عدد من الرجال لهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية ثم الغياب لسنوات عديدة ليضع ذلك الزوجة تحت وطأة عدد من الضغوط ويدفعها في خاتمة المطاف الي طلب الطلاق لدفع الضرر .
عموما ، مهما تعددت الأسباب واختلفت ، ومهما تباينت الاراء ، تبقي ظاهرة انتشار الطلاق الي هذه الدرجة وهذه الارقام ظاهرة مزعجة للحد البعيد ، وقد تخلف الكثير من الاثار السالبة و تفرز ظواهرا كثيرة غير حميده في المجتمع ، فحوجة أي امرأة للرجل هي حوجه فطريه لا تنتهي بانتهاء حياتها الزوجية معه – فما بالك اذا كانت هذه المرأه في عنفوان شبابها ونضوجها ثم فقدت هذا الرجل وهذه الحوجة .
كما أن هناك نقطة اخري ربما تفوق كل ما سبق من حيث الأهمية ، وهي أن بعض هذه الزيجات الفاشلة ينتج عنها أطفال لاذنب لهم بأي حال فيما كان من فشل والديهما في الاستمرار معا ، وقد يظهر جيل كامل من هؤلاء الاطفال الذين لم ينشأوا في جو اسري معافي ولم ينعموا بتربية سليمة بين احضان والديهما ، وهي عوامل الله وحده القادر علي أن يحفظهم أسوياء جراء فقدها والله المستعان …
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app