صَابنّها
محمد عبد الماجد
العار والكارثة والكوارع!!
مِمّا لا شَك فيه أنّ الهزيمة تُظهر العُيوب، وأنّ الانتصار في مباريات كرة القدم لا يعني أنك وصلت لدرجة الكمال أو اقتربت منها، ولكن الانتصار يخفي كل العُيوب. والكل يغني لليلاه عندما يحدث الانتصار.
عندما يخسر الفريق يعني ذلك تلقائياً انتقادك للتشكيلة ولاختيارات المدرب، ويعني كذلك أَنّ هنالك أخطاءً للمدرب في التبديلات والتغييرات التي قام بها.
المدرب تطير عيشتو هو والعدس!!
العدس ذنبو شنو في البرد دا؟!
الخسارة تعني أنّ اللاعبين لم يقوموا بما كان يجب أن يقوموا به.
كل هذه الأخطاء يُمكن أن تحدث وينتصر الفريق ويسكت عنها الجميع، ولا من شاف ولا من دري!!
في مباريات كرة القدم، تتعدّد الخسائر والسبب دائماً واحدٌ وهو المدرب، عكس الموت الذي تتعدّد أسبابه والموت واحد.
تقنية الفيديو (الفأر) خفّفت الانتقادات على الحكام، وكانت سبباً في أن يتحوّل الهجوم كله نحو (المدرب)، لأنّ الحكم حمى نفسه بـ(الفأر).
الأخطاء جزءٌ أساسيٌّ في كرة القدم، وهي إذا كنت عندما تقع فيها تخسر فهي عندما تقع من منافسك تنتصر، لذلك علينا أن نفهم أنّ غياب الأخطاء لا يعني فقط غياب الهزائم، غياب الأخطاء يعني كذلك غياب الانتصارات.
دي ما عاوزة ليها درس عصر، ولا عاوزة واسطة أو (إيقاد)!!
الإيقاد تطير عيشتو.
يقولوا ليكم الكلام ألف مرة.
زي الباسطة بالسمنة.
هسع علاقة الباسطة بالسمنة بالكلام دا شنو؟
في مباريات كرة القدم يلعب (التوفيق) دوراً كبيراً في النتائج، يُمكن أن تُقدِّم مباراة سيئة وتنتصر، ويُمكن أن تُقدِّم مباراة كبيرة وتخسر.
علينا أن نفهم ذلك.
في أهداف تُسجّل من العدم، ليس لأنّ مُحرزها لاعبٌ خطيرٌ أو كبيرٌ، وإنما تُسجّل فقط لأنّ التوفيق كان حاضراً، لأنّ نفس اللاعب الذي سجّل من فرصة مستحيلة ومن العدم، يُمكن أن يهدر من أسهل فرصة ومن سانحة أكيدة، وقد يحدث ذلك في نفس المباراة.
كم من مهاجم أضاع الكرة والمرمى خال!! وكم من مهاجم سجّل من خُرم الإبرة!! اللاعب في أحيان كثيرة يكون في غير يومه، أيِّ لاعب يمر بهذه الظروف.
هنالك عوامل خارجية قد تتدخّل وتُحدِّد سير المباراة ونتيجتها، وهي عوامل خارج طوع المدرب وخارج طوع اللاعبين.
المدرب لا يستطيع أن يُسيطر على الحالة النفسية للاعب، واللاعب نفسه لا يستطيع أن يُسيطر على حالته النفسية، ويُمكن أن يُسيطر على حالات وحالات لا، لأنّ هنالك حالات أقوى من اللاعبين لا يمكن السّيطرة عليها.
البيئة والمجتمع لهما تأثيرٌ في عقلية اللاعب.
لاعب احترف كرة القدم وعمره 29 سنة، كيف تطلب منه أن يتعامل مع الكرة بعقلية لاعب احترف الكرة منذ أن كان سنه سبع سنوات؟!
التحكيم يلعب هو الآخر دوراً كبيراً في النتائج وما خفي كان أعظم، لأنّ بعض المباريات تُحسم خارج الملعب، على الأقل هذا كان بالنسبة للبطولات التي تحقّقت في الماضي!!
هنالك عوامل مناخية وعوامل طبيعية وغير طبيعية لا يُمكن التغلب عليها.
لهذا، فتحميل المدرب أو اللاعبين وحدهم وزر الخسارة أمرٌ فيه ظلمٌ عليهم.
لا أدري لماذا يعفي الإعلام والجماهير أنفسهم من الخسائر؟ وهم أحد الأسباب التي قد تكون مُباشرةً أو غير مُباشرة في الهزيمة، ومثلما يكون للإعلام والجمهور دورٌ في الانتصار، يبقى من الطبيعي أن يكون لهم دورٌ في الخسارة!!
عاوزين تشيلوها (موزة) في الانتصارات فقط.
أحياناً الإعلام والجمهور يشحن الفريق بصورة سلبية، وأحياناً يستخف بالمنافس أو يعطيه حجماً أكبر مما يستحق، وكل هذه الأشياء يمكن أن تكون سبباً في الخسارة.
حتى استفزاز الخصم الشديد من قِبل الإعلام والجمهور قد يؤدي إلى نتائج عَكسيّة.
الإعلام والجمهور أحياناً يكونان خصماً على لاعبيه.
لهذا يجب أن ننظر إلى الخسارة نظرة شاملة بدلاً من أن نقطع المدرب وننتقد بعض اللاعبين ونُحمِّلهم المسؤولية، ونبدو نحن أبرياء ونظهر في ثوب الملائكة.
الإعلام والجمهور المصري قدّما بعد تعادل المنتخب المصري أمام نظيره الموزمبيقي، نموذجاً لسُوء إدارة الأزمة بعد الخسارة، أكتب عن ذلك، لأننا في السودان نتأثّر إعلامياً وجماهيرياً بما يحدث في شمال الوادي، أرجو أن لا ننقل السلبيات من الشمال إلى الجنوب.
اللاعب المصري قد يبدو أكثر تحمُّلاً للضغوط من اللاعب السوداني، لذلك تأثير النقد والهجوم عندنا يمكن أن يكون أكبر، لكن هذا لا يعفي الإعلام المصري والجمهور أيضاً من العشوائية التي يتحدّثون بها عندما يخسروا.
عندما يخسر المنتخب المصري أو أي نادٍ مصري، افتح الفضائيات المصرية وتابع المواقع واللايفات، (بيت بكاء) أو كما يقول الشاعر السوداني إبراهيم العبادي في أولى أغنيات الحقيبة (أبكي واصوح وانوح)، كلهم يظهرون لكم في ثوب الملائكة، كلهم يقطعون في المدرب واللاعبين.
بعد الهزيمة أسمعهم يتحدّثون عن العار وعن الكارثة والفضيحة والمصيبة، وهذه أشياء لا وجودَ لها في الرياضة.
أهم قيم الرياضة وأنبل أهدافها، تتمثّل في قبول الهزيمة ومن هنا جاءت الروح الرياضية.
أسوأ حلقة في الرياضة المصرية هي الإعلام، وأخشى أن يكون ما ينطبق على الإعلام المصري، ينطبق على الإعلام السوداني ولا أبرئ نفسي، لأنّنا جُزءٌ من هذا الإعلام ومن سلبياته.
غير مقبول أن يَظهر كل اللاعبين السابقين في (لايفات) لتحليل المباراة وانتقاد المدرب واللاعبين، يحدث ذلك من لاعبين تاريخهم خالٍ من الإنجازات، وملئ بالانكسارات والخيبات والإخفاقات.
أي إعلامي مصري أصبح يخرج على الناس في (لايف) مباشر من على صفحته الخاصة، وهذا ما نُقل إلينا في السودان، لأنّ أي صحفي أصبح يخرج على الناس في لايف.
وكل اللايفات لا جديدَ فيها، كلهم اتفقوا على انتقاد المدرب، وعلى سُـوء اختيار التشكيلة وعدم التوفيق في التغييرات.
نحن نسمع نفس الكلام من لايفات متعددة وأناس مُختلفين.
حتى الجماهير، أصبح لكل مشجع منبر وصفحة يحلل فيها بدون معرفة أو مهنية أو علم أو مصلحة عامة!!
نفس هذه الأصوات عندما يتحقّق انتصار، يتصدّرون الموقف وينزلون غزلاً في المدرب وعبقريته وجسارة اللاعبين وتضحيتهم.
عندما تعادل المنتخب النيجيري في كان 2024م امام منتخب غينيا الإستوائية 1/1، قالوا إنّ المنتخب النيجيري خارج قائمة المرشحين بعد أن كانوا يرشِّحونه للقب وهو بقيادة فيكتور أوسيمين مهاجم نابولي الإيطالي أفضل لاعب أفريقي.
الإعلام المصري كان يتحدث عن مباراة منتخبهم أمام موزمبيق بأنها مباراة سهلة ومضمونة للمنتخب المصري، وإنّ أي تشكيلة للمنتخب المصري قادرة على الفوز على المنتخب الموزمبيفي الذي فاز عليه المنتخب المصري من قبل في ثلاثة نهائيات 0/2 وفي المرّات الثلاث التي فاز فيها المنتخب المصري على موزمبيق بهذه النتيجة، حقّق المنتخب المصري اللقب. عندما تعادل المنتخب المصري أمام موزمبيق نسوا كلامهم السابق، وقالوا إنّ المدرب لم يحترم موزمبيق، وإنّ التشكيلة التي خاض بها المدرب المباراة غريبة، وهم الذين كانوا يقولون: أيِّ تشكيلة يلعب بها المنتخب المصري قادرة على تحقيق الانتصار على المنتخب الموزمبيقي!!
محمد صلاح لم يسلم من ألسنتهم.
الغريبة أنّ المنتخب الموزمبيقي الذي فشل في عدم التسجيل في مرمى المنتخب المصري في ثلاثة نهائيات، وفي 270 دقيقة نجح في تسجيل هدفين في مرمى الشناوي في ثلاث دقائق!!
هكذا هي كرة القدم، ما فيها ثوابت ولا عندها قاعدة!!
الإعلام المصري أعطته نتائج البطولة دروساً، نتمنى أن يستوعبوها، الجميع يخسر، الكبير يُمكن أن يفقد.
هذه نتائج عادية يُمكن أن تحدث في مباريات كرة القدم.
منتخب غانا خسر من منتخب الرأس الأخضر 2/1.
الكاميرون تعادلت مع غينيا 1/1، رغم أَنّ غينيا كانت تلعب بعشرة لاعبين طوال الشوط الثاني.
الجزائر تعادلت مع أنغولا 1/1، والمباريات القادمة حُبلَى بالمفاجآت، يُمكن أن تحدث نتائج أكثر غرابةً من تلك النتائج، يُمكن أن تخرج منتخبات كبيرة من مرحلة المجموعات، ويُمكن لمنتخب يتأهْـل من خلال بطاقة أفضل الثوالث أن يُحقِّق البطولة!!
لا تحكم على بطولة مجمعة من خلال مباراة واحدة، أبقى على انتقاداتك حتى نهاية البطولة.
لا تستعجلوا بالحكم على المنتخبات والحكم على اللاعبين.
…
متاريس
أتحدّثت عن العار وعن الكارثة وين الكوارع؟!
هسع الكوارع علاقتها شنو بالموضوع؟
تحليلاتهم زي الكوارع.
إنتو يا ناس إلا يجيبوا ليكم الكوارع بالشطة والليمون.
انطلاقة إعداد الهلال تأخّرت.
كان من المفترض أن يبدأ الإعداد يوم 10 يناير.
نخشى بعد انطلاقة الإعداد أن يتأخّر انضمام بعض اللاعبين.
طبعاً حكاية تأخُّر انضمام لاعب للبعثة بسبب استخراج جواز سفر جديد، عندنا ثابتة!!
أعين الهلال كانت قد رصدت اللاعب السنغالي لامين كامارا (من مواليد 1 يناير 2004)، الذي يتألّق مع منتخب بلاده الآن في كان 2024 بساحل العاج.
وكان العليقي مُعجباً بهذا اللاعب وبذل جهداً كبيراً لانضمامه للهلال، لكن اللاعب كان طموحه اللعب في فرنسا.
مثل هذا اللاعب كان يجب أن يُغريه الهلال بمبلغ كبير، أكبر من المبلغ الذي سوف يكسبه من الانتقال لفرنسا.. وإن كانت نظرة اللاعب لم تكن في الماديات وحدها.
عندما تنافسك دولة أوروبية على لاعب، من الصعب أن تفوز به.
هذا اللاعب كان سوف يكون استثماراً حقيقيّاً للهلال.
المُهم أنّ النظرة الفنية للهلال أصبحت ممتازة.
اللاعب لامين جارجو كان بإمكانيات كبيرة وهو صغيرٌ في السن، وكان يُمكن للهلال الاستفادة منه بصورة أكبر.
لا بُدّ من القول إنّ ظروف الحرب أفسدت على الهلال مشروعه.
مع ذلك، في الهلال أسماءٌ الآن يُمكن أن تحدث طفرةً كبيرةً في الهلال، يجب عدم التفريط فيها.
في معسكر أبها، نخشى أن لا يجد الهلال أندية كبيرة يتبارى معها وتُشكِّل إضافةً فنيةً جيدة له.
إنت مالك الليلة عاوز تقفلها معانا؟
اخيرا المريخ لقى ليه رئيس.
امسكوا قوي .. في الحرب دي ما بتلقوا ليكم رئيس بالساهل.
سوف نعود ونكتب عن الراحل أحمد يوسف عربي مذيع قناة النيل الأزرق، الذي قُتل في العباسية بعد أن تتضح الصورة وتظهر الحقائق كاملةً.
نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأحمد يوسف عربي.
أحمد كان كتلة من الأدب ، يمشي في الأرض.
لا للحرب.
….
ترس أخير: عندنا مُحاولة أخيرة مع الصّـبر.