من أسوار الملاعب
حسين جلال
العشوائية والفوضى التكتيكية تقودان الهلال لأول خسارة
تسببت الأخطاء الفنية وسوء القراءة التكتيكية من المدرب الروماني ريجي كامب في تكبد الهلال أول خسارة له في الدوري الرواندي، بعد السقوط أمام روتسيرو بهدفين مقابل هدف. وجاءت الخسارة نتيجة مباشرة لسوء الاختيارات وتأخر التغييرات، إضافة إلى النقص العددي الذي استفاد منه الفريق المنافس بصورة واضحة، عقب طرد المهاجم البورندي جون كلود بالبطاقة الحمراء خلال الشوط الأول.
ويبدو أن الإشادة الزائدة ببعض اللاعبين، وما رافقها من حديث عن “الشحنات الموجبة” التي يُفترض أن ترفع من معنويات الفريق وتساعد على تطوره، انقلبت إلى شحنات سالبة أضرت بالفرقة الزرقاء بشكل كبير، بسبب الانفعالات غير المبررة من اللاعب جون كلود، والتي كلفت الهلال إيقافه ثلاث مباريات في المنافسات الإفريقية، إضافة إلى مباراة في الدوري الرواندي.
وعند الحديث عن الفوضى الفنية للجهاز الفني، لا يمكن إغفال سوء الاختيارات على مستوى العناصر التي لا تمتلك الجاهزية الفنية والبدنية المطلوبة، مثل إشراك علي أبو عشرين العائد من غياب طويل عن المباريات التنافسية على حساب المدني، والإصرار على الدفع بفارس عبد الله صاحب المردود البدني الضعيف، والذي يُعد أحد أسباب هدف الترجيح للفريق المنافس، بدلاً من الاعتماد على الكونغولي لوزولو.
ورغم الخلل الفني الواضح والنقص العددي، أجرى ريجي كامب تبديلاً أثار حيرة المتابعين للشأن الهلالي، عندما أخرج المدافع مازن سيمبو وأقحم علي كبة، وهو لاعب بعيد عن أجواء اللعب التنافسي. هذا التغيير الخاطئ منح المنافس مساحات واسعة خلف المدافعين، خاصة مع سوء تمركز الضيوف وتقدم فارس عبد الله، الذي لا يجيد الأدوار الدفاعية ولا حتى الإضافة الهجومية، لتتلقى شباك الهلال هدفاً قاتلاً في الدقائق الأخيرة.
بدلاً من اللعب بتوازن والحفاظ على نتيجة التعادل في ظل النقص العددي، غامر المدرب الروماني بصورة غير محسوبة، عندما لعب بأربعة مهاجمين دفعة واحدة: صنداي، فلومو، أكبري، ومازن فضل. وزاد الأمر سوءاً إصراره على تأخير التغييرات، خاصة في وسط الميدان، مع استمرار أحمد سالم وكيند كول دون فاعلية حقيقية في البناء وصناعة اللعب في عمق الوسط.
وانتظر ريجي حتى الربع ساعة الأخيرة للدفع بماديكي صاحب هدف التعادل، وفلومو الذي يمتلك لمسات أفضل وقدرة أعلى على الاحتفاظ بالكرة، وهو تأخير أفقد الهلال فرصة استعادة التوازن في وقت مبكر.
خلاصة القول، إن العشوائية الفنية، والمجاملات على حساب الكفاءة، إلى جانب النقص العددي وسوء إدارة المباراة، كانت الأسباب المباشرة وراء الخسارة الأولى للهلال في الدوري الرواندي.


