هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الغنا والكورة نبض سوداني لا ينكسر
ـ سودانا ده بلد عجيب وجميل .. الزول فيه ممكن يصحى من النوم أول سؤال ليهو: الهلال أمبارح غالب كم ..؟
وقبل ما يمشي الشغل يشغل أغنية لمصطفى سيد أحمد ولا الحوت لأنو في السودان الكورة والغنا ما بس تسلية وتقضية فراغ .. ديل حياتنا .. ديل الوجدان الجمعنا من زمن طويل.
الهلال والمريخ في الكورة زي وردي وود الأمين في الغنا.. تنافس فيهو نغمة ومحبة ناس بيحبوا الإبداع سواء كان في الميدان ولا على المسرح..
من زمن جكسا وكمال عبد الوهاب لحدي الغربال وعجب ومن عثمان حسين وعبد العزيز داؤود لحدي طه سليمان وعاطف السماني .. ومن زمن عشة الفلاتية لحدي عشة الجبلية الكورة بتلمنا في الاستاد والغنا بيجمعنا في الأعراس والحفلات والمناسبات.. الزغاريد والتصفيق والدلوكة شغالة هنا وهناك. وتسمع هتاف التحكيم فاشل في المباريات والليلة بليل نمشي شارع النيل في الحفلات
تلقى انصاف مدني وحنان بلوبلو بيغنوا بعد انتصارات الهلال أو المريخ.. والدنيا تقوم وما تقعد والناس تتونس بهدف الغربال وبعدين يسرحوا مع غنية وردي: يا شعباً لهبك ثوريتك..
واحد يغني: أهلاً بيهو الهلال هلا والتاني يرد: نجمة نجمة الليل نعدّو..
وكلو تمام لحدي ما دخلت نغمة نشاز.. التعصب في الكورة والغيرة في الفن..
بقينا بدل ما نغني سوا ونشجع سوا بقينا ننتشاتم في القروبات ونتهاجم في البرامج ونتلاسن في الفضائيات..
مشجعين بيقللوا من لاعبي الغير وفنانين بيقلبوا المايك نيران بدلاً عن الألحان.
والحرب ياها الجات فوق دا كله .. كسّرت الاستادات وسكّتت المسارح..
ضربت حتى الحناجر والملاعب بقت خالية إلا من ذكريات..
ما عاد في حفلة بي زغرودة ولا في ماتش بي اهزوجة..
القلوب اتحجرت والأنفس طمت.. وكل زول بقى شايل وجعو ساي وزادات الآهات وغابات الضحكات و(الضحاكات).
لكن نحنا لازم نرجّع الروح دي..
نخلي الكورة تفرحنا من تاني ونخلي الغنا يحنّن قلوبنا..
الزول البرا الملعب يغني والبيغني يشجع..
لأنو الاتنين ديل ماشيين في نيل واحد نيل اسمو السودان.
الهلال فاز ..؟ نغني.
المريخ أبدع ..؟ نرقص.
الحوت غنا ..؟ ندمّع.
وردي قال: في حضرة جلالك يطيب الجلوس .. نقعد ونحس إنو نحن شعب بيحب الحياة رغم الألم.
الفن والكُورة هما مرايتنا..
خليهم يجمعونا بدل ما يفرقونا ..
خلي الفنان يغني للهلال والمريخ والمشجع يرقص على أنغام (والله نحنا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة) و(حتماً نعود) و(مافي حتى رسالة).
في النهاية كلنا بنغني لبلد واحد اسمو السودان
بلد كفر ووتر.. ولحن وهدف.. وقلب ما زال بنبض رغم الجراح.
وبكرة يا سودانا تكبر تبقى أعلى وتبقى أنضر
قد يعجبك أيضا