صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الكرة السودانية هل من عودة قوية

132

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

الكرة السودانية هل من عودة قوية

– تحتل كرة القدم في السودان جزءاً مهماً من اهتمامات الشعب السوداني ومن الثقافة الوطنية لكنها توقفت في محطة اجترار الذكريات مثل نحنا الذين أسسنا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ونحنا الذين فزنا بكأس الأمم الأفريقية عام 1970 ونحنا عام 1989 أحرزنا الكأس المسمى مانديلا والأجر على الله ونحنا الذين وصلنا لنهائي بطولة الأندية الأفريقية عامي 1987 و1992 ونحنا الشافو جرو ونحنا الساس ونحنا الراس، لكن هل يمكن أن نبني المستقبل على أمجاد الماضي ..؟ أم أن هذه الذكريات أصبحت عبئاً يثقل خطواتنا نحو التقدم ..؟
– إحدى أكبر العقبات التي تواجه الكرة السودانية هي الإدارة غير المستقرة وغير المنظمة في الأندية والاتحاد العام.
– تعتمد الأندية الكبرى مثل الهلال والمريخ على رؤساء الأندية الذين قد يكون لديهم المال ولكن تنقصهم الخبرة الفنية أو الرؤية الواضحة للتطوير ويفتقدون المعرفة الكروية فقد صعدت بهم أموالهم إلى قيادة أندية القمة ولولا الهلال والمريخ لما عرفهم أحد وقد استفادوا من هذه المكانة الإجتماعية أيما فائدة.
– سطوة الأثرياء ورجال المال على الأندية الكبرى جعلت من تحقيق إنجازات ملموسة أمراً صعباً حيث يتحكمون في مصير الأندية بعيداً عن أصحاب الشأن الكروي ويتخبطون في القرارات مع عدم درايتهم بالشأن الرياضي ودخولهم هذا المجال للشهرة والشو وفتح الأبواب المغلقة لتسيير أعمالهم التجارية فهؤلاء لهم مكانة رؤساء الجمهورية فهم يتحكمون في اندية لها جماهيرية أكثر من جماهير جميع الأحزاب السياسية السودانية.
– من المشكلات الأساسية الافتقار إلى برامج تدريبية متطورة وشاملة للفئات العمرية المختلفة حيث يتم التركيز على الفريق الأول دون الاهتمام بجذور اللعبة وكم من موهبة شابة تم إهمالها وطواها النسيان بسبب الإعتماد على اللعب الجاهز الذي بلغ من العمر عتيا.
– تفتقر كرة القدم السودانية إلى ثقافة الفوز بالبطولات حيث يتمتع اللاعب السوداني بموهبة طبيعية ولكن تنقصه العقلية الإحترافية والقدرة على التكيف مع ضغط المباريات الكبيرة وإهمال تطوير ذاته.
– يجب أن يبدأ الإصلاح من القمة من خلال وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد تشمل تطوير البنية التحتية وتحسين المنظومة الإدارية وضمان استمرارية البرامج التدريبية.
– ينبغي للأندية السودانية التركيز على تطوير المواهب الشابة من خلال تأسيس أكاديميات كروية تعتمد على أفضل الممارسات العالمية فبدون الاكاديميات سوف تظل الكرة السودانية في حالة ثبات وممات.
– يجب تعزيز ثقافة الفوز بالبطولات بين اللاعبين والجماهير على حد سواء من خلال إعداد اللاعبين نفسياً لمواجهة التحديات الكبيرة وتعليمهم كيفية إدارة الضغوط فاللاعب السوداني يفتقر إلى ثقافة البطولات ويهاب المباريات الكبيرة ويعاني من عقدة الكرة الأفروعربية.
– بمستواهما الحالي قد يبدو الطريق صعباً أمام الهلال والمريخ لتحقيق حلم وعشم الجماهير بالفوز ببطولة الأندية الأفريقية فهذا الحلم بعيد المنال إلا أن الأمل لا يزال قائماً إذا ما تم تحسين إدارة الناديين وتوفير بيئة ملائمة لتطوير اللاعبين بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الأندية الأفريقية الأخرى التي حققت نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة.
– الكرة السودانية بحاجة إلى وقفة جادة من الاتحاد العام السوداني لكرة القدم الذي يهتم قادته بالبزنس أكثر من أي شيء آخر لذا يجب على الاتحاد العام أن يلعب دوراً ريادياً في إعادة هيكلة اللعبة في البلاد وتنظيمها من خلال وضع قوانين صارمة وتفعيل دوره في تطوير المدربين واللاعبين مع أن ظلال الحرب القت بظلالها السالبة على اللعبة ولكن الكرة السودانية كسيحة حتى ما قبل الحرب سنوات.
– الكرة السودانية تعيش كبوة قد تطول إذا لم يتم تدارك الأسباب الحقيقية للإخفاقات والسلبيات والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون لدى الهلال والمريخ بقيادة السوباط والنمير القدرة على تحقيق ما عجز عنه من سبقوهم ..؟ أم ستظل الكرة السودانية تعيش على ذكريات الماضي ..؟ علينا أن ننتظر لنرى لكن الأكيد أن الطريق نحو القمة وتحقيق البطولات يتطلب جهوداً جماعية وإرادة حقيقية للتغيير.
– على الرغم من الإخفاقات التي واجهت الفرق السودانية في المحافل الدولية خلال السنوات الماضية إلا أنه من الممكن تحقيق بعض التقدم وتحقيق النجاح في البطولات القادمة إذا تم إعطاء الخبز لخبازه مع التركيز على تطوير الأداء والتحسين المستمر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد