كلمة
عماد الدين عمر الحسن
من الطرائف الكثيرة التي يتم تداولها بين كثير من الشعوب العربية والتي تتهم السودانيين بالكسل – أن صاحب محلات أثاث أراد أن يقوم بعرض بضاعته بالمحل فاستعان بأحد عماله من السودانيين لعمل دعاية عن الراحة التي يوفرها سريرا وثيرا عليه الوسائد المريحة ، فطلب من عامله السوداني أن يأتي كل يوم لينام علي السرير طوال فترة العرض ليري الزبائن النوم العميق الذي يوفره السرير ، لكن العامل السوداني اعترض بحجة أنه يريد يوما للراحة .
ومعروف جدا أن هذا الانطباع عنّا يتوفر بكثرةعند كل الاخوه العرب تقريبا ، فنحن قوم نحب كثرة الكلام والتطويل في النقاش والتنظير حول كل شئ ، وفوق كل هذا نتميز بالكسل فلا نفعـل أكثر الذي نقـوله في توافـق منطـقـي وصريح مع مثــلنا الشعبـي الذي يـقـول أن ( السواي ما حداس )فبما أننا نتحدث كثيرا فلا داعي لأن نعمل قليلا ، بل قد لا نجد وقتا لنعمل فيه .
ورغم أنني كنت من أشد المجاهدين في سبيل إثبات عدم صحة تلك الاعتقادات أبّان تواجدي في بعض بلاد الخليج أنشد الرزق ، لكنني سلمت تماما بعد ذلك وأيقنت أنهم لم يتحدثوا من فراغ بل من تجاربهم دون شك ومواقف مكررة حدثت لهم مع بعضنا جعلت هذه الاعتقادات ترسخ عندهم بشكل لا يقبل محاولة إثبات عكسه .
قد تكون المبالغة وارده في الطرفة التي افتتحنا بها المقال ، فما ذكر يأتي علي سبيل النكتة فقط ،ولكن اذا أردت أن تري ممارسات قريبة من ذلك فاذهب الي بعض محلات عرض الملابس مثلا في السوق العربي في ساعات القيلولة واطلب من البائع الذي ستجده في الغالب ممددا قدميه علي كرسي اخر خلاف الذي يسترخي عليه ويضع كوبا من الشاي تحته مجاورا ل ( كيس التمباك ) علي الارض، وقد تتدلي شفتاه من تأثير حمل بعض محتويات الكيس المذكور– اطلب منه معرفة ثمن أي سلعة من التي يعرضها ثم انتظر ردة فعله التي ستأتيك بعد طول انتظار لينظر اليك من مقعده ثم يخبرك علي مضض دون أن يكلف نفسه بالقيام من مكانه أو بذل أي جهد ليريك أنواعا اخري من السلع .
ثم كرر نفس تصرفك هذا مع أي بائع مصري اذا مكنتك الأيام من زيارة قاهرة المعز أو صادفت منهم من يعملون في هذا المجال في السودان ، ثم انتظر ردة فعله . عفوا..هل قلت انتظر ..واقع الامر أنه لن ينتظرك حتي تسأل وسيقوم من فوره من مقعده وهو يضع كل محتويات المحل بين يديك عارضا الخامات ، والألوان ، والأسعار ، ويحدثك بالتفصيل عن كل ما يعرفه وما لا يعرفه من مميزات هذه البضاعة ، فاذا أخبرته انك لا تريد الشراء الان سيعاجلك بقول ( ما يجراش حاجه يا بيه اتفرج بس ) ، وسيعاملك بشكل يجعلك تستحي أن تخرج من المحل دون أن تشتري ما تحتاجه ، بل قد تشتري أيضا ما لا تحتاجه . وأذكر جيدا موقفا حدث لاحد الاصدقاء وفي حضوري حين صادفنا أحد الاخوة المصريين من الباعة المتجولين في واحد من شوارع الخرطوم – وهو يعرض علينا منتجا يقول أنه يقضي علي الفئران تماما بالمنزل وعدّد لنا من فوائده ما لم نكن متأكدينتماما من صحته ، غير أن صديقي اشتري منه كميةتكفي لقتل قبيلة كاملة من الفئران ، فقلت له بعد ذهاب البائع المصري يبدو أنك تعاني كثيرا من الفئران في منزلك ، غير أنه فاجأني برد لم أكن أتوقعه علي الاطلاق حين قال لي :
( والله العظيم فار واحد في بيتنا مافي ، لكن كلام المصري ده عجبني )…
عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
3,699 حملو التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
13230 حملو التطبيق
على متجر mobogenie
http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
5000+ حملوا التطبيق