. فبعد هذه الثورة العظيمة والتضحيات الجسيمة والأرواح العزيزة التي فقدناها توقعت أن نتجاوز كل أخطاء الماضي ونكف عن المغالطات ونُغلب مصلحة الوطن لنبدأ رحلة تعميره.
. لكن المؤسف والمحزن لحد البكاء أننا لا نزال أسرى لمحطات الجدل العقيم والمغالطات والإذعان للعواطف والكثير من سلبيات لا نجرؤ على الإعتراف بها حتى نتمكن من تجاوزها.
. نترك الأهم ونمضي وقتاً ثميناً حول كل ما هو عديم جدوى.
. نكثر من الحديث عن المتآمرين على ونعرفهم بسيماهم، لكن بدلاً من وضع حد لتآمرهم نقدم لهم العون ليل نهار دون قصد.
. صحيح أن بعض الساسة (الأوغاد) أدخلوا ثورتنا في عنق الزجاجة.
. ولا شك في أن أذيال نظام الكيزان وبعض المستفيدين منه لا يريدون لنا أن نستقر.
. لكن ماذا عنا نحن!
. هل حقاً نحرص على حماية ثورتنا وبلوغ غاياتها!!
. أشك في ذلك كثيراً.
. فسلاحنا الأول لحماية هذه الثورة المفخرة هو الوعي، إلا أننا لا نعكس هذا الوعي إلا عبر ألسنتنا.
. وإلا فقولوا لي ما الذي يدعونا لترويج كل خبر كاذب يريدون من ورائه خلق البلبلة!!
. وما الذي يدفعنا لتحقيق أعداف المتآمرين!!
. يتناولون خبراً يستهدف ثورتنا، فبدلاً من التجاهل نزيد من انتشاره، ونهدر وقتنا في نقاش الهوامش متجاهلين جوهر الأمر وأصل الموضوع.
. هل يعقل أن يتم الحديث عن إقالة وزير الصحة!!
. وهل يستهدف من يروجون لذلك دكتور أكرم في شخصه، أم هو التكالب على ثورتنا!!
. المنطق والعقل وشواهد الأمور تقول أنه ما من وزير في الحكومة الإنتقالية يعمل بكفاءة وتفاني د. أكرم.
. أن يخطيء الوزير فننتقده، ليس في ذلك شيء، ولو أن أخطاءه القليلة لم تتعد الجوانب الإدارية فقط حتى يومنا هذا.
. أما أن يتلقف بعض الثورجية قفاز المخربين والخونة ليتحدثوا عن إقالته فهذا ما لا يمكن هضمه.
. ولو أن بعض العساكر الخونة في مجلس السيادة أرادوا حقاً إقالة المتقاعسين لبدأوا بأنفسهم، ثم انتهوا بثلثي وزراء هذه الحكومة، دون أن يكون بين هؤلاء د. أكرم بالطبع.
. إذاً إستهداف الدكتور جزء من مخطط كبير يرمي لؤاد الثورة لا أكثر.
. فكيف يفوت على بعضنا مثل هذا المخطط اللئيم، ولأجل من نساعدهم في تثبيط همة رجل وجد الإشادة عالمياً على جهوده في محاربة الفيروس الفتاك!!
. وهل يُسأل أكرم عن التجمعات والإقتتال والإهمال المتعمد والإصرار على تجاهل التعليمات والموجهات التي تصدرها اللجنة المعنية بمكافحة الوباء!!
. هل يُلام أكرم على استهتار بعضنا وإصرارهم على حضور المناسبات العامة وتنظيم الإفطارات الجماعية والجلوس في أركان الأحياء للعب الورق والدومينو خلال أمسيات الشهر الكريم!!
. ولِم لا يُلق باللوم على الأجهزة الأمنية والشرطية التي تتعمد عدم القيام بالأدوار المنوطة بها كما يجب!!
. أي حديث من هذا النوع يجعلنا مثل المغفلين النافعين.
. أعيننا على الفيل و ما زلنا نصر على الطعن في ظله.
. فكيف سنحرس ثورتنا بالله عليكم ونحن على هذا الحال!!
. ما لم نكف عن اللهث وراء (الشمار) ونصبح أكثر حسماً وحزماً في التعامل مع هؤلاء المخربين لن نستطيع تأمين ثورتنا.
. مخجل جداً أن نستمر في إستقاء الأخبار من المنافقين، وأن نصغي لإعلاميين مشبوهين ظلوا يتكسبوا من وراء تجهيل شعبنا طوال العقود الماضية.
. ومعيب جداً أن نعرف عدونا ونعجز عن حسمه لا لشيء سوى أننا إستمرأنا التهاون واللغط وكثرة الكلام فيما لا طائل من ورائه.