صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المتآمرون

92

 

تأمُلات

كمال الهِدي

المتآمرون

. أعجب كثيراً لحالنا.

. فبعد هذه الثورة العظيمة والتضحيات الجسيمة والأرواح العزيزة التي فقدناها توقعت أن نتجاوز كل أخطاء الماضي ونكف عن المغالطات ونُغلب مصلحة الوطن لنبدأ رحلة تعميره.

. لكن المؤسف والمحزن لحد البكاء أننا لا نزال أسرى لمحطات الجدل العقيم والمغالطات والإذعان للعواطف والكثير من سلبيات لا نجرؤ على الإعتراف بها حتى نتمكن من تجاوزها.

. نترك الأهم ونمضي وقتاً ثميناً حول كل ما هو عديم جدوى.

. نكثر من الحديث عن المتآمرين على ونعرفهم بسيماهم، لكن بدلاً من وضع حد لتآمرهم نقدم لهم العون ليل نهار دون قصد.

. صحيح أن بعض الساسة (الأوغاد) أدخلوا ثورتنا في عنق الزجاجة.

. ولا شك في أن أذيال نظام الكيزان وبعض المستفيدين منه لا يريدون لنا أن نستقر.

. لكن ماذا عنا نحن!

. هل حقاً نحرص على حماية ثورتنا وبلوغ غاياتها!!

. أشك في ذلك كثيراً.

. فسلاحنا الأول لحماية هذه الثورة المفخرة هو الوعي، إلا أننا لا نعكس هذا الوعي إلا عبر ألسنتنا.

. وإلا فقولوا لي ما الذي يدعونا لترويج كل خبر كاذب يريدون من ورائه خلق البلبلة!!

. وما الذي يدفعنا لتحقيق أعداف المتآمرين!!

. يتناولون خبراً يستهدف ثورتنا، فبدلاً من التجاهل نزيد من انتشاره، ونهدر وقتنا في نقاش الهوامش متجاهلين جوهر الأمر وأصل الموضوع.

. هل يعقل أن يتم الحديث عن إقالة وزير الصحة!!

. وهل يستهدف من يروجون لذلك دكتور أكرم في شخصه، أم هو التكالب على ثورتنا!!

. المنطق والعقل وشواهد الأمور تقول أنه ما من وزير في الحكومة الإنتقالية يعمل بكفاءة وتفاني د. أكرم.

. أن يخطيء الوزير فننتقده، ليس في ذلك شيء، ولو أن أخطاءه القليلة لم تتعد الجوانب الإدارية فقط حتى يومنا هذا.

. أما أن يتلقف بعض الثورجية قفاز المخربين والخونة ليتحدثوا عن إقالته فهذا ما لا يمكن هضمه.

. ولو أن بعض العساكر الخونة في مجلس السيادة أرادوا حقاً إقالة المتقاعسين لبدأوا بأنفسهم، ثم انتهوا بثلثي وزراء هذه الحكومة، دون أن يكون بين هؤلاء د. أكرم بالطبع.

. إذاً إستهداف الدكتور جزء من مخطط كبير يرمي لؤاد الثورة لا أكثر.

. فكيف يفوت على بعضنا مثل هذا المخطط اللئيم، ولأجل من نساعدهم في تثبيط همة رجل وجد الإشادة عالمياً على جهوده في محاربة الفيروس الفتاك!!

. وهل يُسأل أكرم عن التجمعات والإقتتال والإهمال المتعمد والإصرار على تجاهل التعليمات والموجهات التي تصدرها اللجنة المعنية بمكافحة الوباء!!

. هل يُلام أكرم على استهتار بعضنا وإصرارهم على حضور المناسبات العامة وتنظيم الإفطارات الجماعية والجلوس في أركان الأحياء للعب الورق والدومينو خلال أمسيات الشهر الكريم!!

. ولِم لا يُلق باللوم على الأجهزة الأمنية والشرطية التي تتعمد عدم القيام بالأدوار المنوطة بها كما يجب!!

. أي حديث من هذا النوع يجعلنا مثل المغفلين النافعين.

. أعيننا على الفيل و ما زلنا نصر على الطعن في ظله.

. فكيف سنحرس ثورتنا بالله عليكم ونحن على هذا الحال!!

. ما لم نكف عن اللهث وراء (الشمار) ونصبح أكثر حسماً وحزماً في التعامل مع هؤلاء المخربين لن نستطيع تأمين ثورتنا.

. مخجل جداً أن نستمر في إستقاء الأخبار من المنافقين، وأن نصغي لإعلاميين مشبوهين ظلوا يتكسبوا من وراء تجهيل شعبنا طوال العقود الماضية.

. ومعيب جداً أن نعرف عدونا ونعجز عن حسمه لا لشيء سوى أننا إستمرأنا التهاون واللغط وكثرة الكلام فيما لا طائل من ورائه.

. وللحديث بقية إن أمد الله في الآجال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد