المدرب كفاح صالح في ضيافة كورة سودانية : أتابع أخبار مفاوضات المريخ عبر الأسافير ولكنها ليست صحيحة
ظروق طبيعية وقاسية أدت لإستقالتي من الأمل وأحتفظ للنادي بود كبير.
دربت أكثر من خمسين فريقا في الدرجات المختلفة فكيف أكون مغموراً؟
مربخ الفاشر أقوى فريق قابلته هذا الموسم والأزمات مؤثرة في ثنائي القمة
أهوى إكتشاف النجوم منذ أن كنت لاعباً بالروابط وحداثة ساندني من أمريكا
خاص كورة سودانية
حاوره- أبوعاقله أماسا
كفاح صالح الجيلي… أحد المدربين الذين لمعوا مؤخراً في منافسات الدوري الممتاز، مع فرق مختلفة، وحقق أرقاماً خاصة جداً وضعته ضمن الأسماء المميزة في الدوري الممتاز، وفي هذا الموسم كان نجماً بحق مع فريقه الأمل عطبرة، واستطاع أن يتصدر الدوري لأطول فترة ممكنة، قبل أن تتراجع نتائجه مؤخراً ولكن الأملاوية استمروا أحد المرشحين بقوة لخطف واحدة من بطاقات التمثيل الخارجي.
في هذا الموسم أيضا إكتسح الأمل تحت قيادة المدرب كفاح المريخ والهلال في أرقام جديدة تضاف لرصيده كمدرب، ولكنه فاجأ الوسط الرياضي بإستقالة مدوية تبعتها أحادث عن إقتراب توليه تدريب المريخ حامل اللقب.. كورة سودانية أجرت معه هذه المقابلة والحوار وطرحت عليه اسئلة عديدة.. في حوار من وحي الحظر وجائحة (كورونا).. فإلى المضابط..
نريد أن نتعرف عليك.. بعيداً عن كفاح المدرب والرياضي المعروف؟
– أنا كفاح صالح الجيلي.. من مواليد النيل الأبيض مدينة شبشة الشيخ برير.. لعبت ببراعم سانتوس والموردة بشبشة ثم إتحاد مساوي بأمبدة ثم العباسية.. وبدأت مسيرتي مع التدريب مبكراً.
على المستوى الشخصي أنا إنسان بسيط ومتعاون أعشق الإجتماعيات والعلاقات والمشاركة..
* كيف كانت محطات البداية؟
– فضلت إنهاء مسيرتي مبكراً كلاعب والإتجاه للتدريب، وقد ابتعثنا نادي العباسية للمشاركة في أول كورس أولي برفقة لاعب النادي الأسبق علي عبدالفضيل و الكابتن مرتضى عبدالرحمن وبعد التخرج كانت أولى محطاتي مع شباب العباسية وتمكنا من الفوز بدوري الشباب في ذلك العام..
* مسيرة شاقة طبعاً كمدرب…. صفها لنا كيف كانت؟
– بالتأكيد هي مسيرة شاقة ومليئة بالعقبات والصعوبات، غير أنها أصقلتني وقوت عودي وأنضجت تجربتي.. فبعد شباب العباسية كانت هنالك علاقة مميزة بين النادي والنصر القضارف عبر الريس حاج الأمين مضوي، والذي كلفني لمهمة إنقاذية للنصر، حيث كان مهدداً بالهبوط ولابد له أن يفوز في أربع مباريات من ستة حتى يبقى في دوري الأولى، وبالفعل وفقني الله في تلك المهمة وهبط فريق السهم العريق.. وفي الموسم التالي كان الجلاء عطبرة في نفس المأزق فذهبت إلى عطبرة ونجحت في المهمة..!
* البدايات كانت مشابهة لمعظم المحطات الإنقاذية؟
– نعم… خضت تجربة مشابهة مع عدد من أندية الممتاز وعلى رأسها هلال كادقلي ومريخ كوستي.. وقبلها تجارب ومغامرات كثيرة جداً وناجحة في دوري الثالثة والثانية كان أميزها مع الراحل عبدالمنعم معروف حيث وضعنا حجر الزاوية لصعود الفريق قبل أن يتوج الزميل خالد كاوندا المسيرة بنجاح.
* أنت تحب المغامرات.. أحكي لنا..!؟
– أجد نفسي في المغامرات والمخاطر التدريبية.. فبعد تجربة النصر القضارف والجلاء العطبراوي كانت محطة هلال كادقلي مميزة جداً، ومغامرة من المغامرات التي كسبتها، وكان الفريق مهدداً بالهبوط وتبقت له خمس مباريات، ووفقنا في ذلك الموسم في خوض سنترليق البقاء مع النهضة ربك، خسرنا في الذهاب صفر/1 وكسبنا الإياب بهدفين، ثم كانت المخاطرة الأكبر مع مريخ كوستي، واتصل بي رئيس النادي وقتها يوسف أبوحميد وكلفني بقيادة الفريق للموسم التالي على أساس أنه هبط وانتهى الأمر، راهنته على أن الفريق سيبقى، وأنه سيكسب الست مباريات المتبقية مجتمعة.. وقد كان عندما حققنا البقاء في مهمة كانت أشبه بالمعجزة.. وكذلك كانت هنالك مغامرة مع الرابطة كوستي وكان في رصيده نقطة واحدة فتمكنا من إبقاءه بالممتاز..!
* يقولون أنك مدرب مغمور؟
– (ضحك بصوت عالي وتنهد قبل أن يجيب): دربت حتى الآن (15) فريقاً بالممتاز وحققت معها نجاحات جيدة على غرار ما ذكرت خلال هذا الحوار.. وكذلك مررت على أكثر من (25) فريقاً ولائياً، غير مغامرات دوريات الأولي والثانية والتالتة وتدرجت عبر هذه المسيرة بصورة منطقية جداً.. وخلال ذلك حققت خبرات متراكمة وسمعة طيبة على مستوى السودان، فكيف أكون مغموراً.. بعد كل هذه المسيرة مرحباً بالوصف إذا كان صحيحاً..
أستغرب أن يتبارى البعض في إطلاق مثل هذه التقييمات الجزافية والظالمة، فإما أنهم يتعمدون ذلك.. أو هم حساد.. وفي هذه الحالة نقرأ عليهم المعوذتين.. ونعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد..!!
* لم تكن معروفاً أو مشهوراً كلاعب كرة؟
– هذا صحيح… لم أشتهر كلاعب ولكنني لعبت مع مجموعة كبيرة جداً من اللاعبين وزاملت نجوماً كبار، ولكنني الآن حققت الشهرة والنجاح كمدرب.. ومورينهو المدرب لم يكن معروفاً أو مشهوراً كلاعب كرة، أقصد مورينهو البرتغالي وليس مورينيو (حقنا) المحلي ده.. ولكنه كمدرب أصبح سبيشال وان على مستوى العالم…
* في هذا الموسم حققت نتائج جيدة مع الأمل… كيف كانت التجربة؟
– تفاءلت بتجربتي مع الأمل قبل البداية، فهو فريق تأريخي عملاق وتقوده إدارة متمكنة ومحنكة وتعرف أسرار العمل الرياضي مع خبرات الإداري الهرم والوالد والصديق جمال حسن سعيد متعه الله بالصحة والعافية، وهو إداري يستحق أن يقود الكاف لما يتمتع به من خبرات وفقه واسع في هذا المجال.. إضافة إلى ذلك أن الوفد الذي فاوضني لتولي التدريب أخبرني بأن طموحاتهم في هذا الموسم أن يمثلوا السودان في البطولة الأفريقية، وكان ذلك دافعاً معنوياً كبيراً ومع وقفات نائب الرئيس المحترم عبدالله مختار كان شعار النادي هو (الأمل غير) في هذا الموسم..
* الأملاوية كجمهور شرس جداً؟
– أعتقد أنه الجمهور المثالي ارتباطاً ودعماً وحضوراً ومساندة.. وقد صنع من ستاد عطبرة مكاناً ذو أجواء خاصة جداً… فهو عاشق لكرة القدم والأمل…لهم التحية جميعاً.
* برأيك.. ماهي أسباب تأرجح المستويات وكيف استفاد الأمل من خلال تجربتك؟
– كل الأندية التي تعاني من تأرجح المستويات في الغالب لديها مشاكل في إستقرار الإدارات والمرتبات والحوافز وقد تعتمد على إداريين حديثي التجربة، وكل ذلك لم يكن موجوداً في الأمل.. لذلك تفوقنا وكانت العقبات قليلة جداً مع إستقرار محسوب طبعاً لمجلس الإدارة.
* مباريات وفرق قوية واجهتها هذا الموسم؟
– حقيقة واجهتنا محطات صعبة ومطبات كثيرة في مسيرة الأمل.. في نيالا عندما واجهنا حي الوادي في ظروف صعبة جداً، وكذلك كانت مبارياتنا أمام الهلال والمريخ.. ولكن أقوى فريق قابلته هذا الموسم كان مريخ الفاشر.. فهو فريق محترم ومتعوب عليه، وأحيي زميلي محسن سيد على ما بذل من جهد لبناءه…
* إذكر لنا لحظات عصيبة مررت بها كمدرب؟
– لا أنسى ما أنجزناه مع العباسية.. ذلك النادي الذي نعتبره الأم الرؤوم ونحن في غمرة إحتفالاتنا بالإنجاز جاءنا الخبر الحزين بأن الناصر قد كسب شكواه ضد التعاون وحرمنا من صعود تأريخي مباشر.. وكذلك كل مهامي الإنقاذية مع هلال كادقلي ومريخ كوستي والرابطة والجلاء ونصر القضارف كلها كانت تجارب عصيبة اجتزتها بتوفيق من الله.
* أخيراً إخترت أن تترجل عن صهوة جواد الأمل الأصيل.. ماهي الظروف والملابسات وراء الإستقالة؟
– ظروف طبيعية قاسية عجلت برحيلي وأجبرتني على هذا القرار، ونادي الأمل عندي مثل العباسية الأم درماني بيتي الذي أشعر فيه بالدفء والمحبة.
* هل هنالك علاقة بين استقالتك من تدريب الأمل ومفاوضات المريخ لتولي قيادته وتدريبه؟
– أولا أنا مدرب كبير وإنسان عاقل وراشد ولا يمكن أن أقدم على خطوة كهذه، أستقيل من الأمل بهدف إخلاء الجو لأي نادٍ آخر.. أما مفاوضات المريخ معي فقد ظللت أتابعها مثلي والآخرين على مواقع التواصل الإجتماعي، وقرأت خبراً يفيد بأنني جلست مع رئيس النادي سوداكال لإكمال الإتفاق وهذا لم يحدث بتاتا وهنالك من تحدث عن غزل بيني والنادي الكبير المريخ والله على ما أقول شهيد ليس هناك غزل ولا لمحة بصرً.. وحتى لو فاوضني المريخ وقررت الإتفاق معه فسوف أخبر الأمل لأنه ناد كبير وقدم لي الكثير..
• أنت وزميلك ياسر حداثة معروفان بالإنفعال الزائد والثورات أثناء المباريات؟
– رد الله غربة أخي وصديقي وزميلي ياسر حداثة، فهو من كان يتصل علي من أمريكا ليهنئني عند الإنتصار ويواسيني عند الهزيمة، وكلانا يعتمد على الحماس، ونحرص على زرعه في لاعبينا وليس في الأمر حماقة أو إنفعال.
* التدريب في السودان مدارس متعددة.. لأي مدرسة تنتمي… وبالأحرى… من أيهم استفدت في مسيرتك… ؟
* الرحمة والمغفرة للراحلين عثمان الصبي والخبير جعفر ضرار فقد تعلمت منهما الكثير، وكان ضرار يقول أن لديه غربالاً كبيراً للمدربين وسيبقى فوقه الناجحون ويسقط منه الفاشلين.. والحمدلله نجحنا وبقينا.. وكذلك استفدنا من الراحل صلاح ليبيا والذي تعلمنا منه الكثير في العباسية.
* لديك تجربة تحليل المباريات من داخل الإستديوهات.. حدثنا عنها؟
– بدأت مسيرة التحليل في بطولة الشان برفقة رضا مصطفى الشيخ والأستاذ شرف الدين أحمد موسى وهو جانب آخر من دراساتنا وكوساتنا التي تأهلنا فيها بمصر.. والحمدلله حققت فيها ما يرضي غيري ويرضيني.
* المريخ والهلال.. ما رأيك فيهما… وأيهما أكثر تماسكاً؟
– كلاهما عريق ومتميز بجماهيره… المريخ يمتلك عناصر جيدة تشكل عماد المتتخبات الوطنية وكذلك القطب الآخر، ولكن هنالك خلل واضح في إنسجام الفريقين وهذا الشيء مرتبط بالأجواء المحيطة بالفريقين.. فالمشكلات الخاصة بالإعتصامات وسحب الثقة تؤثر بشكل أو بآخر على الفريقين واستقرارهما وأتمنى أن ينصرف كليهما للإهتمام بقواعدهما وتفعيل الفرق السنية والعمل الإجتماعي حتى يسهم الجميع في تحقيق الإستقرار.
* نشاطك ككشاف مواهب ونجوم يدعم فكرة أنك سمسار.. ما رأيك؟
– منذ أن كنت لاعباً بفريق إتحاد مساوي كانت لدي هواية إكتشاف المواهب وتسجيلها.. وأذكر أنني اشتبكت مع المدرب علي سومي عندما أراد تسجيل سيف مساوي من فريقي في الرابطة للمزاد بميدان عقرب وقلت له بالخرف أنني أربي هذا اللاعب للقمة ولن أسمح له باللعب لغيرهما وبعد ذلك قمت بتسجيله للجريف وكان أن أصبح نجما يشار إليه بالبنان..
أستمتع بإكتشاف النجوم، ولدي العشرات من اللاعبين الذين قدمتهم لعالم الشهرة منهم من هو ناشط في الممتاز الآن ومنهم من إعتزل.. وعلى سبيل المثال: التكت ومحمد الرشيد والتاج يعقوب ودراج ومحمد المعتصم وغيرهم بالعشرات.. وسأمضي في هذا الطريق.