صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المدينة الرياضية..قضية رأى عام

43

كلام أخير

مصطفى عيدروس

المدينة الرياضية..قضية رأى عام

، تناولت ولاء البوشي وزيرة الشباب والرياضة ملف المدينة الرياضية عبر المؤتمر الصحفي وأوردت فيه العديد من الإفادات المؤسفة التي تمثل جريمة في حق الدولة وفي حق الرياضة بالسودان لحلم كان الجميع ينتظره لكنه بات أطول مسلسل في التاريخ من وزير إلى وزير حتى شبت أجيال بدون أن يكتمل العمل في هذا المشروع الذي كان سيحفظ على الأقل ماء وجه السودان على مستوى المنشآت الرياضية لكن هذا الملف كان مثله أيضا مثل كل الملفات الأخرى التي أحرقتها أطماع النظام البائد فباتت المدينة الرياضية نسيا منسيا بالنسبة للجمهور الرياضي بعد أن يئس طوال هذه السنوات من الوعود المتكررة التي باتت إسطوانة مشروخة والتواريخ التي يتم تحديدها لإكمال العمل والشروع في الإفتتاح في الوقت الذي كانت فيه المساحة تغتصب من قبل أركان النظام.
، ماحدث أمر يندى له الجبين ويؤكد أن الرياضة في السودان لم تكن أفضل حظا من الفساد الذي طال كل المرافق ومن بينها هذا الحلم الذي تم إعلانه في 1989 وبدأ العمل فيه في العام 1994 وبعدها ” عينك ماتشوف إلا النور” وتمددت الوعود وطالت المدينة أيادي الفساد من أعلى الهرم ليتم التغول على الجزء الأكبر من مساحتها المفترضة فتم التعدي بحسب المؤتمر الصحفي على أكثر من مليون متر مربع وذهبت لصالح العديد من الجهات بطرق غير مشروعة في الوقت الذي كونت فيه لجنة تمويل في منتصف العام 2016 تضم 13 مصرفا لتوفير 400 مليون جنيه من أجل إستئناف العمل في المشروع وكانت نفس الخطوة مصيرها الفساد نفسه والمحسوبية.
، من المحزن أن نرى طوال هذه السنوات التي ينتظر فيها الشارع الرياضي إكمال هذا المشروع دولا إفريقية من حولنا تبهرنا بالمنشآت الرياضية حتى بات إستضافة البطولات أمرا عاديا لمن حولنا وفي شبه المستحيل بالنسبة لنا بسبب التدهور المريع على مستوى الرياضة فإذا ضرب الفساد مشروع 25 عاما فكيف يجوز لنا أن نحلم بإستضافة بطولات قارية على مستوى كرة القدم فقط ناهيك عن الألعاب الأخرى التي لاتجد أى إهتمام في البلاد.
، نخجل في الشارع الرياضي من الحديث عن الفشل في ملف المدنية الرياضية وغيرنا يفاخر بمنشآته الرياضية التي تؤهل لإستضافة أكبر الفعاليات ومن المنطقي أن تؤكد البوشي أن السودان لايملك منشأة رياضية جاهزية تستضيف حتى مباريات المنتخب الوطني فالوضع وصل إلى حد اليأس مع النظام البائد في المشهد الرياضي في الوقت الذي باتت فيه الرياضة اليوم من أشكال التقدم والحضارة والرقى لدى الدول إلا في السودان. ،
، الكل يعرف مسلسل المدينة الرياضية لكن من حق الشارع الرياضي الآن أن يطالب بالعقاب لأن ماحدث طوال هذه السنوات نفسه ماحدث في كل الشؤون الأخرى والآن باتت هذه القضية قضية رأى عام وليس شأن رياضي فقط بعد أن تم ذكر الفاسدين بالإسم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد