صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المرجفون في المريخ..!!

0

زووم

ابوعاقلة اماسا
المرجفون في المريخ..!!

* عدد غير قليل من أصحاب الحلاقيم والأصوات العالية في المريخ لا يملكون ما ينفعون به الواقع المتردي في شيء، أو يساهمون به في حل الأزمات والتعقيدات الماثلة، وهؤلاء يقيمون الحفلات الخطابية ويدبجون البوستات ويصرفون من العربي الفصيح والدارجي ما لم تصرفه البرلمانات العربية على تأريخها، ومع ذلك تجدهم منغلقون في دائرة ضيقة لا تتجاوز الحديث عن (المشكلة ذاتها) ويتبادلون فيها الإتهامات كل يقول للآخر أنت مشكلة النادي.. ويقول بعضهم: مشكلة المريخ في إدارته.. ويقول آخر: المشكلة في الإعلام.. مع أن الإعلام لا يحل محل الفاعل مهما تطورت العقول وتداخلت الأدوار.. وكنت أتمنى وما زلت أن ينتقل الناس بتفكيرهم إلى البحث عن الحلول للمشكلة بعد تحديدها والإتفاق عليها بصدق، فقد شبعنا وسئمنا الحديث المكرر والممجوج عن (المشكلة) دون البحث فيها لإيجاد المخرج منها..!
* نريد أن نسمع ونقرأ آراء الناس في الحلول لمشكلة النادي، فعندما نتحدث عن أزمة التمويل ومصادر المال نريد ان نتحرر من الفكر التقليدي الذي نشأت به الأندية السودانية أجمع، والذي انحصر في الإعتماد على جيوب الإداريين المتطوعين والعاشقين، وندلف إلى عالم الحاضر والمستقبل ونتبنى كل ما استحدث في هذا المجال من نظريات تسويق وإستثمار والعلامات التجارية.. وعندما نتحدث عن مشاكل المريخ في هذا المنحى ونتذكر معاناته في الجانب المالي نشعر بالحيرة.. بل نكاد نموت بالخجل، لأن أرقام الديون المتداولة، وما يتحدث عنه حواشي الرؤساء المتعاقبون من جمال الوالي وأسامه ونسي ومحمد الشيخ مدني وسوداكال وحازم مصطفى وأيمن أبوجيبين والآن عمر النمير كلها تؤكد أن المريخ ليس فقير مال وإنما هو فقير عقول وموضوعية.. وعندما ينبري لك أحد ويتحدث عن إنفاق (رئيسه) كذا وكذا من الأرقام التي لا تقل عن ملايين الدولارات يكون هذا الحديث ذو بعدين مهمين.. الأول عاطفي فيه تثبيت لمعلومة أن هذا الرئيس قد انفق ولم يستبق شيئاً.. وأنه صرف صرف من لا يخشى الفقر، وأنه فعل كذا وكذا.. وفي ذلك إغلاق لباب النقد وكأنهم يمنحونه الحصانة الأبدية من الإنتقادات وهو إمتياز لم يحصل عليه رئيس ريال مدريد ولا أي رئيس نادٍ عربي، ولكن البعد المؤلم في كل ذلك هو البعد الذي لا ينظر إليه إلا الموجوعون بالمريخ وحبه.. عندما يبحثون عن إجابات للسؤال الذي يكرهه البعض: إلى أي مدى أسهمت هذه الملايين من الدولارات في بناء مؤسسة نادي المريخ على ذلك الأساس المعروف من العراقة والفخامة والقاعدة الجماهيرية الضخمة؟.. هل يكفي أن أنفق من جيبي عشرات الملايين من الدولارات دون أن يراجعني ويحاسبني او حتى أحاسب نفسي حول أوجه الصرف وهل أنفقت بالفعل فيما ينفع المريخ أم ذهبت هباءً في دفع فواتير تلك الليالي..!؟
* هذا السؤال لن تجد الإجابة عليه في الشوارع والضواحي وأطراف المدن، لأن عملية التقييم لا ينبغي أن تقوم على المزاج والعاطفة ودغدغة المشاعر.. فهذه الإجابة تقوم عليها أساسيات بناء أي مؤسسة رياضية حديثة.
* لذلك كنا ومازلنا ننادي بمغادرة محطات التفكير التقليدي في إدارة النادي والتحرر إلى حيث بناء نادٍ كبير، تقوم أسسه على مفاهيم حديثة.. حيث نكف عن الإحتفاء بجانب الإنفاق المالي كمعيار للنجاح.. فالمريخ في السنوات الأخيرة أنفق عبر رؤساءه ما لم تنفقه بعض الأندية التي فازت بالبطولات الأفريقية.. فهناك يدور جل الحديث عن جودة العمل الإداري وليس ما أنفق من مال..!
حواشي
* كنت أريد الإطمئنان على الإداري الذي (لكمه) المدرب الإيطالي في ردهات الفندق ببنغازي.. هل هو على قيد الحياة.. ام مايزال في غيبوبته تحت تأثير اللكمة..!؟
* على مستوى أفريقيا لا توجد إدارات أندية تخلق لأفرادها مساحات للإجتهادات والعنتريات أكثر مما في أنديتنا السودانية.. يجتهدون حتى في وجود نصوص القانون.. لأنه وببساطة لا أحد منهم يقرأ..!!
* الإخفاقات التي يمر بها فريق كرة القدم حالياً وراءها أسباب كثيرة.. ربما كان المدرب والجهاز الفني في مؤخرة تلك الأسباب، ولكننا إعتدنا على محاسبة المدربين على أخطاء الإدارات..!!
* حتى المدربين أصبحوا على درجة من الوعي.. يعرفون أن التعاقد مع نادٍ هائج ومائج مثل المريخ إنما يكون فرصة لكسب بضعة آلاف من الدولارات من خلال رواتب الشهور التي تتاح لهم.. ومن ثم الحصول على مبلغ محترم كشرط جزائي..!!
* لنفترض أن المريخ ذهب للتعاقد مع أنشيلوتي، وقدم له عرضاً مالياً ضخماً فهل سيقبل الإيطالي على تولي منصبه دون أن يعرف المشروع الذي يتبناه مجلس الإدارة ورئيسه؟
* إقالة المدرب.. ثم شطب اللاعبين والتعاقد مع غيرهم.. من أسهل الأمور التي تقوم بها الإدارات.. أما النجاح في صناعة فريق قوي للمنافسة على المستويين الأفريقي والمحلي فذلك يحتاج للتخطيط والتدبير والتفكير..!!
* نشكر الأخ عمر النمير على أنه تولى الإنفاق على النادي في أشد الفترات تعقيداً.. وشارك به في المنافسات الأفريقية وحافظ على وجود الفريق في المنافسات.. ولولاه لحدث الإنهيار وابتعد النادي عن المشاركات في أقسى هزيمة في تأريخه… ومع كل ذلك فإن أسلوب الإدارة الحالية ينبيء بوجود مخاطر ومهالك في المستقبل القريب..!
* إستعينوا ببيوت خبرة وخططوا وارسموا مشروعاً طموحاً لإعادة بناء مؤسسة نادي المريخ على أسس ومفاهيم منهجية تنسجم مع روح العصر..!
* نادي بيراميدز المصري الذي ينافس الآن على إحدى بطاقتي نهائي أبطال أفريقيا يعتبر طفلاً رضيعاً أمام نادي المريخ الجماهيري العريق.. ولكنه ولد قبل بضع سنوات وانفق أقل مما أنفقه المريخ في العشرين سنة الماضية والنتيجة أنه حصل على كل شيء ولم يحصل المريخ إلا بقدر طموح بعض المطبلاتية..!
* الأمثلة كثيرة ومثيرة.. ولكن… من انتخبتهم الجمعية العمومية تلك لا يقرأون.. وغير مستعدين لأي تطور…!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد