صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المريخ.. فقه مرحلة..!!

766

زووم

ابوعاقلة اماسا
المريخ.. فقه مرحلة..!!

* في ظروف متفاقمة في قسوتها مثل التي يمر بها الشعب السوداني الآن في كافة مناحي الحياة، نكون في أمس الحاجة للتفكير بعمق أكثر وحكمة، في كل شيء، وستكون أفضل أمانينا وأحلامنا كرياضيين في المقام الاول ومريخاب – بالضرورة – أن نرى مجلس إدارة تجمع أعضاءه فكرة واحدة، وبرنامج يصب في إتجاه تحسين البيئة العامة داخل النادي بعد كل ما لحق بها من أذى وخراب، والبرنامج نفسه يحتوي على مشروع لإعادة تعمير كل شيء في المريخ بعيداً عن الدوران حول الأشخاص، فهو ماصنع الأزمة وافقد النادي توازنه.
* إذا استمر مجلس الإدارة في الإصغاء للأصوات الكثيرة المتقاطعة وركز على إرضاء كل الأصوات العالية فسوف يفقد سيطرته على مقاليد الأمور وينهار تحت التجاذبات العنيفة التي أصبحت إحدى علامات مجتمعه في السنوات الأخيرة، لذلك أتمنى أن تكون لمجلس الإدارة برنامج واضح يحتوي على مشروع مقنع يهدف لإخراج المريخ من حالة الهيجان التي تبقي طموحات جماهيره تحت سقف الصراعات والتجاذبات التي قصدتها.. فعملية بناء الفريق لا تحتاج لأكثر من عمل منظم يقوم به القطاع الرياضي بمعاونة مستشاريه الفنيين وجهاز فني قوي يؤمن بمشروع النادي ويملك القدرة على الإضافة، ويقود هذا الجهاز الفني مدرب طموح ومتعاون ومطلع يبحث عن النجاح في عالم كرة القدم وليس مجرد عاطل يبحث عن وظيفة تدر عليه بمداخيل بالعملة الصعبة..!!
* إذا توفرت الخطة والمشروع الذي قصدته فالأمر لا يحتاج لما يريد أن يضيفه البعض من الإداريين الباحثين عن نجومية زائفة من خلال تلميع للذات بصورة لا تخلو من غباء، وأستغرب لبعض الإداريين الذين يفكرون في تلميع شخصياتهم من وسط منظومة فاشلة وعاجزة عن رسم خارطة طريق تنقذ الكيان من حالة التوهان التي يمر بها فمجتمع المريخ ليس بحاجة إلى طرازانات تتوهم أنها كائنات خارقة لمجرد أنها تملك القليل من المال.. فقد أثبتت التجارب أن كل ما يبقى مع مرور الأيام (بصمة) ربما تكون إيجابية يذكرها الناس بالخير، أو تكون سلبية ويشيعها الناس إلى مزبلة التأريخ، وكذلك هنالك إداريون مروا على تأريخ النادي كما يمر الظل على الأشياء.. أو كما يقول المثل الشعبي (دخل القش.. وما قال كش)..!!
* المريخ يمر بفترة تحتاج للكثير من التضحيات، ولكثير من الأفكار التي تشكل ذلك البرنامج وتؤسس لمشروع إعادة بنيانه على هدى الأندية العالمية الكبيرة، وأعتقد أن أي إنهيار أو محاولة لتفشيل مجلس إدارته الحالي سيكون بداية لإنهيار أكبر من الذي حدث في فترة ما قبل جمعية حديقة الموردة.. تلك الفترة التي نتذكرها جيداً بتفاصيلها التي لم يترك منها سوداكال ما يحلو ذكره أو مذاكرته.. فالرجل قد أهدر فرصة ذهبية ليكون رئيساً تأريخياً يمتدحه الناس إذا ذهب أو إستمر، وانشغل بصنع العداءات لنفسه، وخسر كل من تعاطف معه وسانده، ومارس ومن معه ديكتاتورية غريبة جعلته اليوم يمارس البكاء على اللبن المسكوب ويحاول إسترجاع ما مضت من أيام وإعادة ما أهدرت من فرص، فتارة يستعدي القائمين على أمر المجلس، وأخرى يصدر البيانات بقصد التشويش على المشهد وإستعطاف الجماهير وهو لا يدري أن مثل الفرصة التي أتيحت له في رئاسة المريخ لا تتكرر كثيراً..!!
* إذا أردنا إعادة بناء مجتمع المريخ، وإعادة بناء فريقه ليصبح قوياً وينافس دائماً على البطولات يجب أن نقدم التضحيات والتنازلات اللازمة لذلك.. والإداريين لن يكونوا المطالبين بتقديم التضحيات لوحدهم… حتى الجماهير مطالبة بتغيير نمط تفكيرها المتسرع في الحكم على الأشياء، ومطالبة بدور إيجابي يتناسب مع ضروريات المرحلة، وأكثر مايلي جماهير المريخ أن تؤمن بدورها في تحديد مصير ناديها وتحديد مستقبله… فإما هو نادٍ كبير تسانده جماهير تتمتع بعزيمة وإرادة… أو أنه مجرد نادي تتعاطف معه مجموعات سلبية لا تملك ما تقدمه من فعل إيجابي..!!
حواشي
* أستغرب لكل ما يحدث بشأن نجوم فريق الشباب وما حدث لليافع خير السيد الشايقي من ضجيج من المؤكد أنه سيضر بمسيرته كلاعب موهوب..!!
* تذكرون اللاعب إبراهومه الصغير الذي كان قد برز قبل عشر سنوات ضمن فرق المراحل السنية بالمريخ كأفضل المواهب وقتها… أين هو الآن؟
* إبراهومه لو تذكرونه كان من أبرز المواهب الصاعدة وقتها، يتميز بكل مقومات لاعب المستقبل، وكل من تابعوه كانوا متيقنين بأنه خليفة فيصل العجب وابراهومه الكبير وبعض نجوم الصف الأول في العقود الأخيرة، ولكن ما حدث له كان بسبب إقحامه لنفسه في مشكلات هو في غنى عنها.. فاستعجل المكاسب المادية وكان متلهفاً وراء نجومية تتطلب الكثير من التضحيات حتى تتحقق.. ولكنه لم يقدم شيئاً وطالب بكل شيء..!!
* إبراهومه الصغير خرج من المريخ بعد أن أجرى حوارات صحفية هاجم فيه ادارة المريخ، فأتيحت له فرصة أخرى بالإنضمام للهلال فلم يغير من طريقته وخرج من كشوفات الهلال دون أن يترك بصمة تليق بموهبته وكان أن أجرى حديثاً في الصحف هاجم فيه إدارة الهلال ولم يعترف بأنه سقط في أخطاء أهدرت موهبته.
* الخير الشايقي يكرر نفس أخطاء إبراهومه وتجربته، فهو لاعب يافع وموهوب قدمه الفنان محمد النصري لفريق الشباب فأثبت بالفعل أنه لاعب موهوب يستحق الإهتمام، وقد تحدثت كثيراً بصفتي متابع لدوري الشباب بعد أن اكتشفت أنه يسكن أقصى شمال أم درمان في الحارة (٧٥) بجوار حارة الصحفيين، وطالبت بتوفير سكن مناسب له بمحيط النادي أو الأحياء القريبة حتى يتمكن من تنمية موهبته، وسبق أن أشرت لقدراته في هذه المساحة..!!
* أعتقد أن الشايقي موهوب بالفطرة وقادر على أن يحقق نجاحات كبيرة ويحقق نجومية أكبر في مسيرته لو أنه صبر وركز على تطوير قدراته كلاعب يافع، ولكن.. يبدو أنه يصغي للكثير من المحرضين من أصدقاء السوء.. ويتناسى أنه مايزال مطالب بتضحيات كبيرة حتى يطور قدراته ويفرض نفسه على الجهاز الفني كخيار مميز.. وبعدها ستأتيه المكاسب المادية طائعة..!!
* أعتقد أن الفرصة التي سنحت له الآن بالتصعيد لن تتكرر إذا استغلها بصورة جيدة وصبر وركز في تكوير قدراته.. أما إذا مضى في درب المحرضين فسوف يكرر تجربة إبراهومه وتنتهي مسيرته قريباً دون أن يحقق المال والشهرة أو ما يتناسب مع موهبته..!!
* الشيء بالشيء يذكر.. قبل فترة دخلت في حوار إستمتعت به مع الأخ الصديق خالد حموري، رئيس جهاز الشباب والناشئين بالإتحاد المحلي بالخرطوم، وأحسبه من الإداريين المحنكين والمقنعين في هذا الإتحاد، وكان منفعلاً لأنني كتبت أن دوري الشباب مايزال ضعيفاً.. وبعد أن (قص) أحدهم الفقرة من المقال وأرسلها إليه بطريقة تدل على قصور في تفكير المقتبس وتشكيك في هدفه من فعلته.. ولكننا تعاملنا مع الأمر على أساس أنه شر لابد منه…!!
* المهم الفكرة القائمة ان الفوارق كبيرة بين لاعب الدوري الممتاز ودوري الشباب، وأن الأخير مهما بلغت موهبته بحاجة إلى المزيد من الصقل والتدريج حتى يكون من خيارات المدربين للمشاركة في فريق مثل المريخ..!!
* لهذا السبب كان تأييدنا لقرار إطلاق سراح بعض نجوم الشباب من أجل أن يحصلوا على فرص مشاركة وتدرج أفضل..!
* لاعب هذه الفئات من ناحية نفسية لابد ان يكون مقتنعاً بأنه بحاجة إلى المزيد من الجهد والصبر حتى يبلغ أهدافه… وكل ما يتسرع ويتهافت لتحقيق المكاسب كل ما اضطربت مسيرته… وربما انهار قبل البداية..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد