صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المساجد لله وليس للسياسة..

273

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

المساجد لله وليس للسياسة..

حدثنا الامام اليوم في خطبة الجمعه عن مخاطر وأضرار منبر جدة للتفاوض ، وارغي وازبد كثيرا وهو يلعن امريكا واسرائيل ويشجب كل الجهود التي تبذل من اجل ايقاف الحرب طالما انها لاتاتي من قبل المسلمين ، وزعم ان الجلوس للتفاوض في جدة هو نوع من موالاة اليهود والنصاري وان ذلك لايجوز .
هذا الاسلوب نعرفه جيدا وقد حفظناه عن ظهر قلب ، فقد تعودناه علي مدي اكثر من ثلاثين عاما مضت ، وهو اسلوب استخدام منابر رسول الله في السياسة ، ومعلوم للجميع من هي الجهة التي تفعل ذلك وتحاول دائما استخدام الدين كوسيلة للوصول الي اغراضها . واقول لهذا الامام ولمن يري رأيه ان كل من اكتوي بنيران هذه الحرب يريدها ان تتوقف اليوم قبل الغد ، كل الذين فقدوا اهلهم واقاربهم واملاكهم وتشردوا من منازلهم لايرون بأسا في اي مجهود يسعي لايقافها ولو اجتمعت اطرافه في تل ابيب نفسها وليس في جدة ، وان ذلك ليس ضد الدين في شئ ، بل هو من اصل الدين لان الحق سبحانه تعالي يقول وان جنحوا للسلم فاجنح لها ، ويقول وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، وقبل كل هذا واهم منه اقول له ان المساجد في الاصل جعلت لتوحيد كلمة المسلمين ولم شملهم وعلي ذلك فلا يصلح ان تثار فيها مثل هذه القضايا الخلافية ، وهذه الحرب انما هي خلاف بين قائدين عسكريين سودانيين طمع كل منهما في السلطة لنفسه ، وكلاهما ليس علي الحق ، وكلاهما ملطخ اليدين بدماء ابناء الشعب السوداني ، وهي حرب تحكمها مصالح وتظللها السياسة ومناقشة امور السياسة ليس مكانها المساجد لانها تفرق ، و المساجد للجمع كما قدمنا وكما يقول الحق سبحانه وتعالي وأن المساجدلله فلا تدعوا مع الله احدا . وصدق الله العظيم..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد