صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
المُقَـارنة بين فلوران وريجيكامب!
مُحاولة إدانة ريجيكامب والتّقليل منه، تبدأ من مُقارنته مع فلوران، وهذا أمرٌ لا يخلو من الكيد والخُبث الرياضي، وهو أشبه بالمُقارنات أو الأسئلة التي تأتي على غرار، طويل البحر أم حلو البطيخ؟ ـ ورغم إيماني التام بقدرات فلوران وبجميل صنعه في الهلال وإنجازاته التي لا تتخطاها الأعين، ومع إني كنت ضد رحيله من الهلال، إلّا أنّ مقارنة فلوران بريجيكامب وهو لم يقُـد الهلال إلّا في سبع مباريات، بعضها غير رسمية وبعضها شبه رسمية، فيه ظلمٌ كبيرٌ للمدرب الروماني، فليس من المنطق ولا المعقول أن تقارن بين مدرب قاد الهلال في فترة قاربت من السنوات الثلاث، وبين مدرب لم يكمل خمسين يوماً مع الهلال.
وحتى لا يعتبر كلامي هذا تحيُّزاً لريجيكامب، أقول إنّني مازلت من أنصار فلوران، ومازلت أعتقد أن عدم التجديد لفلوران كان خطأً شنيعاً من إدارة الهلال امتثلت فيه لضغوط الإعلام والجمهور الذي عاد يمارس نفس الضغوط على ريجيكامب، وهذا ما يجب أن تتعلم منه إدارة الهلال وهي أن لا تستجيب لضغوط الإعلام والجماهير، لأنها ضغوط وقتية ومتغيرة ومبنية على العاطفة ولا يمكن الاعتماد عليها أو البناء على ضوئها، ومن كانوا يطالبون بعدم التجديد لفلوران عادوا يبكون عليه، وهو بكاءٌ لا نفع منه، بكاءٌ لا نحصد بعده غير الحسرة والندم، وهو بكاءٌ مُعيقٌ للهلال، لأنّ التوقف عند الماضي يمنعك دائماً من التقدم إلى الأمام ـ ونحنُ نشعر بالحنين إلى كل ما هو مضى، لذلك نحنُ نشعر أن تاريخنا هو الأجمل، وأن حاضرنا لا يمكن أن يأتي بما هو جميلٌ، لأنّ الجميل عندنا فقط في التاريخ، لذلك نحنُ نقول عن الأيام الخوالي،(الزمن الجميل)، ونطلق على كل فترة عدّت (العهد الذهبي)، والمفترض أن يكون حماسنا ودفاعنا عن ما هو قادمٌ، لأنّ الذي مضى لا نملك أن نُغيِّر فيه شيئاً.. لا أقصد من ذلك أن أقلِّل من فلوران، وقد كان إلى جانب تميُّزه الفني من الشخصيات المحبّبة لنفسي، فهو شخصية محترمة ومنضبطة ومتزنة، ويبقى فلوران صفحة وقُلبت، ومقارنته مع ريجيكامب فيه ظلمٌ كبيرٌ على الروماني الذي مازال في حاجة إلى المزيد من الوقت حتى يتم الحكم عليه، وأعتقد أننا لو صبرنا عليه سوف نحصد معه نجاحات كثيرة، لأن ريجيكامب يبقى اسماً كبيراً، وهو يملك ما يمكن أن يقدمه للهلال، ولكن هل يصبر الهلال؟
الانطباعات التي تخلق عن المدربين دائماً تكون ظالمة، ودائماً هي سبب في الإطاحة بهم ـ لا تحاولوا أن تخلقوا انطباعات سيئة عن هذا المدرب، لأنّ المدرب عندما يفقد الدعم ولا يجد الثقة من الإعلام والجمهور يبقى أمر نجاحه صعباً للغاية ـ نحنُ من نملك أن ننجح المدرب أو نجعله يفشل، وعندما أقول نحنُ فإنِّي أقصد بها البيئة المحيطة بالمدرب من إدارة وإعلام وجمهور ولاعبين.
إنّ ترك الأمور في أيدي الإعلام والجماهير أمرٌ يمكن أن يقودنا إلى التهلكة، على الإدارة أن لا تستجيب للضغوط، لأن نجاح أي فريق مبنيٌّ على إدارة قوية لا تهاب الإعلام ولا الجمهور.
فلوران كان محظوظاً مع الهلال، لأنه كان يملك رفاهية في الوقت لإعداد الفريق، فقد خاض فلوران معسكرات طويلة الأمد في تنزانيا والمغرب وتونس والسعودية وليبيا، ولعب عدداً كبيراً من المباريات التجريبية فاستفاد من ذلك كثيراً، عكس ريجيكامب الذي لم يمتلك لهذه الرفاهية، أضف إلى ذلك، أن الهلال في هذه التسجيلات أضاف 12 لاعباً جديداً، كثير منهم جاء من دول مختلفة، وبثقافات غريبة، هذا إلى جانب أن ريجيكامب كان محروماً من أكثر من 16 لاعباً بسبب مشاركاتهم مع منتخبات بلادهم لينضموا لمعسكر الهلال قبل بداية التنافس الأفريقي بعشرة أو تسعة أيام في أول تجمع لهم تحت قيادة مدربهم الجديد ريجيكامب، هذه الوضعية كانت لا بُـدّ أن تحدث تفاوتاً في إعداد الهلال وتجعل التجانس والتفاهم مفقوداً في تشكيلة فيها أكثر من خمسة أو ستة عناصر جديدة.
بداية ريجيكامب مع الهلال في الموسم القادم، أكيد سوف تكون مختلفة عن بدايته في هذا الموسم، لأنه على الأقل وإن كانت هنالك إضافات جديدة في الهلال سوف يكون قد خَبرَ الهلال وعرفه.
معرفة الأجواء العامة، وتفهم الأوضاع واستيعاب الحالة، أمرٌ يقود إلى النجاح، وهي أشياءٌ كان يفقدها ريجيكامب، وهو ليس له ذنبٌ فيها.
ومع كل تلك المبررات المنطقية لبداية ريجيكامب مع الهلال، علينا أن لا ننسى أن فلوران في التمهيدي الماضي كان قد تعادل مع سان بيدرو العاجي في ملعبه 2 / 2 وانتصر عليه في موريتانيا بهدف وحيد، وعلينا أن لا ننسى كذلك تعادل الهلال مع الأهلي بنغازي في ملعب الهلال الافتراضي بجنوب السودان، بعد الفوز عليه في ليبيا بهدف نظيف.
وقبل ذلك كان الهلال بقيادة فلوران في التمهيدي قبل الماضي قد خسر أمام سانت جورج الإثيوبي في ملعبه 1 / 2 وفاز عليه بهدف في مباراة صعبة بأم درمان، وكان الهلال في التمهيدي قد تعادل مع الشباب التنزاني في دار السلام بهدف لكل، ثم فاز عليه في أم درمان بهدف.
إذن نتائج الهلال في التمهيدي في عهد فلوران لم تكن نموذجية وقد تعرّض فيها الهلال لمطبات صعبة وكان مهدداً بالخروج من التمهيدي وهذا أمرٌ طبيعيٌّ بسبب الظروف التي يمر بها الهلال، وحتى بطولة سيكافا في العام الماضي، ومع أن الهلال كان كامل العدد مع فلوران، إلا أنه خرج من نصف النهائي، عكسه فقدانه للقب في هذا الموسم بعد أن وصل للنهائي.. فريق الجاموس قد يكون بدون تاريخ وحديث عهد بالبطولات الأفريقية، لكن علينا أن لا نهمل أو نجهل دوافعه الذاتية وهو يواجه الهلال، لا بد أن دوافع الجاموس كبيرة، وجنوب السودان كانت جزءاً من السودان، وهذا أمر يخلق قوة وتحدياً في الدولة الوليدة ومن يمثلها، وهي تلعب أمام من يمثل الدولة الأم، إضافةً لذلك فإنّ الفريق الجنوب سوداني فنياً يمتلك أسماء جيدة، ويضم محترفين كثراً، إلى جانب مديره الفني ريكاردو الذي يعرف الهلال جيداً وهو مدرب مشهود له الإجادة في المباريات الكبيرة، وهذا ما يجعلنا نحذر من الجاموس ونطالب الهلال أن يتعامل معه بحذر بعيداً عن الاستخفاف به أو الاستهتار، حتى لا ندفع ثمن ذلك (نطحة) من الجاموس تقصينا من البطولة الأفريقية في مرحلتها التمهيدية الأولى.
في كرة القدم لم يعد هنالك فريقٌ صغيرٌ، ولم يعد التاريخ فيصلاً في المواجهات، أو عاملاً مؤثراً في المباريات المصيرية، لأن هنالك أندية إذا كانت تمتلك الإمكانيات المادية يمكنها أن تشكل الخطر كله، مهما كان اسمها صغيراً أو كانت بدون تاريخ، وهذا أمرٌ أثبته فريق بيراميدز في أفريقيا وحتى على المستوى العالمي، فإنّ باريس سان جيرمان يسيطر الآن على معظم الألقاب، ولا تفلت منه حتى الجوائز الفردية، رغم حداثة تجربته وضعف تاريخه مقارنة مع أندية كبيرة في حجم ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس وليفربول وأرسنال ومانشستر يوناتيد.. لذلك احترام الجاموس واجبٌ وعدم الاستخفاف به أمر لا بد منه.
وتجربة بيراميدز في أفريقيا وباريس سان جيرمان في أوروبا ـ تؤكد أن الإدارة الجيدة هي التي تُعبِّد الطرق نحو الألقاب، إدارة جيدة وصبر على المشروع.
إذا أردنا النجاح وكنا نبحث فعلاً عن تأهل الهلال وعن تجاوز هذه المرحلة، علينا أن ندعم الجهاز الفني وندعم اللاعبين ونكون سنداً لهم.
الخطر الحقيقي الذي يمكن أن يهدد الهلال هو أن نسحب الثقة من المدرب، وأن نشكل عليه ضغوطاً حتى تتم الإطاحة به، لنعود وندور في نفس الساقية التي كنا ندور حولها، وهي السبب في إخفاقاتنا وفي تراجعنا وتدهورنا.
لقد دفعنا ثمن الإطاحة بفلوران وهو ثمنٌ طبيعيٌّ، كان لا بُـدّ أن ندفعه، لأن الإطاحة بمدرب حقّق كل هذه النجاحات طبيعي أن تعقبه فترة تحدث فيها هزة وتراجع وتدهور ـ أما إذا كنا مازلنا ننكر على فلوران نجاحاته، فإنّ نجاحنا من جديد سوف يكون أشبه بالمستحيل.
فلوران كان مدرباً ناجحاً، علينا أن نبني على نجاحاته، لأنّ إنكارها هو طرد لكل نجاح قادم.
لا بُـدّ من القول إنّ فلوران خلق علاقات جيدة مع اللاعبين، وكانت تجمعه معهم علاقة طيبة، وكذلك عبد المهيمن الأمين، الذي يحمل له كل لاعبي الهلال محبّـة خاصّـة، لذلك فإنّ مغادرة فلوران ومن بعده عبد المهيمن، أمورٌ أحدثت هزة نفسية في الفريق قبل الهزة الفنية، وهذا من سوء حظ ريجيكامب فهو يُسدِّد فواتير لم يكن لديه ذنب فيها، ريجيكامب يحاسب على مشاريب غيره، لأن الإشراف على فريق بعد تجربة ناجحة يحتاج إلى مضاعفة الجهد، وقبل ذلك يحتاج منا للدعم والصبر عليها.
أي نجاح في أي قطاع، المقوم الأساسي فيه (الصبر).
نحن نفشل لأننا لا نصبر.
الحل في أيديكم والتأهل في دعمكم وثقتكم في ريجيكامب، ما دون ذلك فلا تحلموا بالتأهل.
الأهلي المصري بعد نجاحات كولر معه يدفع ثمن الإطاحة به، ويمر الفريق المصري بأسوأ ظروفه فقد أشرف على الأهلي بعد كولر، المصري عماد النحاس وجاء بعده الإسباني ربيرو، ثم خلفه بعد أقل من شهرين من توليه الإشراف الفني مرة أخرى، عماد النحاس، ويتوقع تعيين مدرب جديد للأهلي في هذه الأيام، ليمر على تدريب الأهلي خلال 4 أشهر 4 مدربين، وينعكس ذلك في الحالة الفنية السيئة التي يمر بها الأهلي الآن.
من أسباب نجاحات فلوران وتقدم الهلال، إنّ الكونغولي استمر مع الهلال لمدة قاربت الثلاثة مواسم، فلا تبخلوا على ريجيكامب بموسم واحد، هو مدة تعاقده مع الهلال.
نجاح أي مدرب في الاستمرار والاستقرار، وهي أمورٌ للأسف الشديد أصبح يمتلكها الجمهور والإعلام.. لذا نجاح الهلال وتأهله في أيديكم.
…
متاريس
الإدارة إذا وضعت القرار في أيدي الجمهور والإعلام، فلا تلوم إلا نفسها.
قراركم لازم يكون في أيديكم.
الهلال استفاد كثيراً من بطولة سيكافا، أظن لو فاز بها لما استفاد منها بهذه الصورة.
قبل نهاية فترة التسجيلات أتمنى من إدارة الهلال مراجعة أطراف الفريق الدفاعية.
الهلال عنده أزمة باكات.
المريخ بقى كله باكات.
كوليبالي سوف يكون مفتاح التأهل إن شاء الله.
استغرب من الذين كانوا يهاجمون كوليبالي، هذا اللاعب عملة نادرة.
عودة كوليبالي من أكبر مكاسب الهلال في هذه التسجيلات.
عندما تفقد لاعباً ممتازاً، تعويضه صعبٌ للغاية.
اللاعب الجاهز ما تفرِّط فيه.
الهلال عنده فريق (رهيب) ـ لا خوف على الهلال.
ننتظر عودة محمد المصطفى لتكتمل قوة الهلال.
الحمد لله ـ عاد الغربال بصورة ممتازة.
بخيت خميس خبرهُ شنو؟
الهلال كان في حاجة لعودة عصمت عبد الحميد وأمجد قلق.
أمجد قلق بيلعب في أكثر من ثلاثة مراكز، ويمكن الاستفادة منه في الطرف الشمال.
الجزولي نوح مكسبٌ لأي فريق.
غريب أن يكون لاعب بقيمة الجزولي نوح بدون فريق.
على الهلال أن لا يفرط في أي لاعب وطني، والحديث هنا عن إسماعيل حسن ومازن فضل.
استمرار إسماعيل حسن ومازن فضل مع الهلال أهم من وجود أي محترف في كشوفاته.
أوعكم من الإعارات القاتلة.
…
ترس أخير: التمهيدي.. عاداتٌ وتقاليدٌ.