“إلى كل الخلصاء، بعد التحيات والأمنيات الطبية، لا أود الخوض في حديث كثير الآن، ولم أكن أنوي التعليق على أي موضوع في الوقت الراهن، ولكن مجريات الأحداث تجبر أحياناً، وفعلاً يستحق الكثير من الأوفياء أن يتسامى الإنسان فوق جراحه ويوضح لهم مايلزم التوضيح”.
” أولاً خبر صحيفة الصدى هو صحيح، فقط ينقص العنوان والتوضيح الكافي، فأنا فعلاً لا أفكر في العودة إلى الغناء (في مسارح الحفلات الجماهيرية) مع الإعتذار للجميع والعشم في تفهم القرار “.
” أود توصيل الشكر والتقدير للأخ المصادم الشجاع محمد سيد أحمد الجاكومي رئيس كيان الشمال على حديثه الطيب وثقته الكبيرة في شخصي وهو أشهر من يصدح بكلمة الحق تحت أي ظروف، ولا يخشى فيها لومه لائم، حبيب كان أم عدو، وهو من أجدر المتحدثين عن الراحل المقيم حميد، فهو شاهد على عصرنا، وقد وعدته بمحاولة المشاركة في إحتفال الكيان والذي يشرفني أنني من مؤسسيه رفقة الراحل حميد “.
وجد الكثير من المغرضين الفرصة في صمتنا وبثوا سمومهم في استغلال مخجل لسكوتنا والذي له ما بعده، بعضهم معذور بحكم صغر السن والإنتماءات الضيقة والجهل، وهؤلاء مكانهم في خاطرنا سلة المحذوفات إلى أن يكبروا
ولكن ماذا نقول عندما نقرأ تجريح وأكاذيب شريحة محددة من مجتمعنا، مجموعة لا يمكن أن يكون إتفاقهم على التجريح مجرد صدفة، فهناك أمر أنا أدركه، وأنا مجبور على التطرق له الآن …
الحديث أعلاه هو جزء من بيان مطول للفنان محمد النصري بعد اللغط الكبير الذي أثاره خبر إعتزال الفنان لحفلات المسارح الجماهيرية
حيث ورد في ختام البيان:” ومعذرة مرة أخرى على قرار الإبتعاد عن المسارح، فمعانقتكم عبر المسرح كانت هي حياة قائمة بذاتها، عنوانها الصدق، والآن وبكل صدق أقول لا أملك أدنى رغبة في صعود المسرح، وأنا أكثر المتألمين من هذا الوضع فرجاء المعذرة والغفران إن كنت مخطئاً، دعواتكم بإشراق صباح دائم على وطننا الحبيب “.
إنتهى بيان الرجل، ولكن ردود الأفعال لم تنتهي بخصوص هذا البيان من الفنان الذي إعتلى أعلى قمة أغاني الطمبور حاجزاً لنفسه مقعداً خاصاً، متربعاً على العرش، ومنفرداً بلقب المطرب الأول فيما يخص” أغاني الطمبور “.
وقف كثيرون ما بين مصدق ومكذب لهذا البيان الذي حمل خبر اعتزال النصري للحفلات الجماهيرية، البعض ربط قرار الإعتزال بخوف الفنان من جمهوره الذي أسهم بصورة كبيرة في صناعته، معللين ذلك بعدم مشاركة النصري في ثورة ديسمبر المجيدة، وأنه لعب دور المتفرج.
ما يجدر ذكره أنه وبعد نجاح الثورة أصبح الحكم على المبدعين يقاس بالمشاركة في الثورة، ومن هذا المنطلق ذهب البعض إلى أن الفنان محمد النصري وجد نفسه أمام خيار واحد لا ثاني له وهو إعتزال الغناء عبر المسارح الجماهيرية.
وفي ذات السياق تحدث شاعر الطمبور إبراهيم بشير والذي قال: ” لا اختلاف حول القاعدة الجماهيرية الكبيرة للفنان محمد النصري الذي اتخذ قرار الإبتعاد عن المسارح، مضيفاً أن الأمر في تقديره يحتاج إلى معالجة بحكمة وبخطوات حتى يعود النصري إلى اعتلاء خشبة المسارح.
وزاد من جهة أخرى:” الإنفعال الزايد وأعني بيانه الذي لم ينل رضى الكثيرون، مشيراً إلى أن النصري يحتاج إلى إعادة التفكير في العودة عبر خطة مدروسة، ويجب أن يضع في حساباته أنه فنان الطمبور الأول، كما يعتبر أيقونة لنجاح كثير من الفعاليات “.