صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال… بطولة ضائعة في جيب فرد ما بين الذهب والوهم

5

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلال… بطولة ضائعة في جيب فرد ما بين الذهب والوهم

كان الهلال في الماضي يصنع الحدث في التسجيلات… اللاعب يدخل على الأكتاف، والجماهير تبيت أمام الاتحاد بانتظار التوقيع، والإداريون يحمون الصفقة وكأنها ذهب خالص. اليوم؟ ضغطة زر تكفي لإعلان الصفقة، لكن الفرق أن القرار لم يعد بيد المؤسسة… بل بيد شخص واحد.
غرف التسجيلات واللجان الفنية صارت ديكورًا. رئيس القطاع هو الآمر الناهي، وكأن الهلال ملك خاص، والبقية كومبارس صامتون. لا لجنة محترفين، لا مؤسسية، لا اعتراض من المجلس… وبعض الإعلام والجماهير الموجهة تصفق له بلا وعي، وكأن النادي بلا كيان.
هذا الموسم بدأ بكارثة تسريب أعمدة الفريق. الحارس فوفانا، الظهير دياو (رغم تراجع مستواه) رحلا رغم عقودهما السارية، ورفضًا للمشاركة في النخبة، ثم إعلان الرحيل على الملأ! قبلها خسرنا ليليبو “هداف الشمس” بسبب الحرب، ثم كوليبالي الذي يتجول الآن يبحث عن عقد، وكأن الهلال لا يحتاجه!
اليوم حراسة الهلال يقودها محمد المدني قليل الخبرة، وأبو عشرين الذي تجاوز ذروته، وحارس جديد مجهول (فريد) لا يعرف أحد إن كان سينجح أو ينهار. أهذه هي تجهيزات بطل أفريقيا؟
والأدهى… النادي يلهث خلف ود المصطفى وسط أحاديث عن “اتفاقية سرية” تمنع انتقال لاعبي المريخ للهلال! لو علم بها الفيفا لكانت قاصمة ظهر، لأنها تقتل حلم أي لاعب وطني. هذه جريمة كروية لا تضرب الهلال وحده، بل تضر كل الأندية واللاعبين… ورفضناها منذ اليوم الأول.
الهلال يملك أسماء مثل جان كلود، أحمد سالم، إيمي تندنق، أيبولا… لكنها بلا حصانة بعقود هشة، حتى رحل فوفانا الذي كان أحد أعمدتنا. النتيجة؟ إعادة بناء من الصفر كل موسم، وإضاعة الوقت في الانسجام بدل معالجة النواقص، وربما نسمع غدًا برحيل آخرين وسط المعسكر!
حتى وإن بدا التخطيط على الورق جيدًا، من تجهيز مبكر، ومعسكر بورتسودان، وحضور المدرب الجديد ريجكامب لمتابعة بطولة الشان التي ضم منها أكثر من ثمانية عناصر، ومباريات إعداد مع فرق المقدمة في تنزانيا… فإن هذه خطوات ظاهرية فقط. فالأهم: هل يفكر الفريق في البطولة حقًا أم مجرد الظهور وحفظ الاسم كما صرح مدير القطاع “حافظنا على الفريق”.
صفقة كرشوم ممتازة بخبرته مع الطيب عبدالرازق وارنق وسمبو… لكن لماذا الصمت عن ضيوف وميندي، وهما عالة على الفريق؟ لماذا التكديس بلا فائدة؟ ولماذا عقود المحترفين المغمورين التي تسمح لهم بالرحيل متى شاؤوا؟ هل هذا تخطيط للذهب… أم للتسويق والتلميع؟
العليقي وحده في الواجهة، المجلس مغلق الأبواب، الأعضاء صامتون، المؤسسية غائبة. وحين خرج مدير القطاع على قناة العربية بعد الإقصاء العربي، لم يقل “هدفنا السمراء”، بل تحدث عن “المواهب الأفريقية” و”رفع الجاهزية إلى 85%”… وكأن الـ15% الباقية لا تكفي لإقصائنا من الأهلي أو صنداونز أو الترجي!
القضية ليست مالًا، بل رؤية غائبة. هل الهلال يسير نحو الأميرة السمراء، أم نحو مشروع استثماري غامض العقود؟ ماذا تخفي صفقات العليقي؟ ولماذا لا يوجد من يراجعه أو يحاسبه؟
جماهير الهلال تريد بطولة، لا “تكديس” لاعبين يتغيرون كل موسم. البطولات تصنع بالاستقرار، لا بالهدم والبناء السنوي. والحقيقة المرة أن كثيرًا من الجماهير فرحة بالصفقات وهي لا تدري أنها مواهب مغمورة، لا تصنع الفارق أمام عمالقة أفريقيا. غدًا، حين يلدغنا الأهلي أو غيره، سنتذكر أننا حذرنا… لكن بعد فوات الأوان.
وأكرر السؤال: ما يسجله العليقي… بطولة؟ أم قناع لامع يخفي إخفاقًا يبررونه بظروف البلاد والحرب؟
**كلمات حرة**
* فريقك إذا فقد أعمدته كل موسم… لا تنتظر منه بطولة.
* اللاعب الوطني حقه أن يختار… لا أن يُقيّد باتفاقيات تحت الطاولة.
* الاستثمار مشروع محترم… إذا لم يكن غطاء لفشل رياضي.
* نحن مع الهلال وكرتنا السودانية… لا مع الأشخاص.
* قول الحقيقة في زمن الأبواق والمطبلين جريمة… لكنها مرآة الواقع.
*أما نحن فمع الهلال وكرتنا السودانية… لا مع الأشخاص*

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد