صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال بين غياب الشفافية وضبابية الرؤية!

46

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال بين غياب الشفافية وضبابية الرؤية!

*الهلال اليوم لا يحتاج إلى تبرير ولا تجميل للواقع، بل يحتاج إلى شجاعة تصحيح المسار قبل أن يفقد بريقه.
*من يحاسب المدرب؟ ومن يحاسب قطاع الكرة؟ ومن يحاسب مجلس الإدارة نفسه؟
*أسئلة مشروعة تفرضها المرحلة الحرجة التي يمر بها الهلال، وتجعل من النقد البناء ضرورة لا ترفًا.
*نقدر الجهود المبذولة من مجلس إدارة الهلال بقيادة الباشمهندس إبراهيم العليقي، وندرك حجم التحديات وسط الأوضاع الصعبة.
لكن، كما أن النوايا الطيبة لا تصنع البطولات، فإن الأعذار وحدها لا تصنع فريقاً عظيماً.
*تصريحات العليقي الأخيرة كشفت فجوة خطيرة بين الواقع وما يُقال، بين الحديث عن الشفافية وواقع الكتمان والضبابية الذي يحيط بالعديد من الملفات.
*نعم، الظروف الاقتصادية قاسية، لكن منذ متى كانت الظروف مبرراً لفشل التعاقدات أو تدهور الأداء؟
العمل الرياضي المحترف يُقاس بالنتيجة، وليس بعدد المفاوضات الفاشلة!
*ثم أين الشفافية يا عليقي حين يظل ملف بحجم أبو عاقلة محاطاً بالسرية؟ أين الشفافية حين تتكشف الحقائق في وسائل الإعلام، لا من المنصة الرسمية للنادي؟
*أما فلوران، فقد أصبح رمزاً للتكرار والجمود.
أسلوبه مكشوف لكل الخصوم، نتائجه لا تطمئن ولا تبشر، وإصرار الإدارة على بقائه مقامرة غير محسوبة قد تكلف الهلال موسماً أفريقياً آخر.
ا*لعقل يقول:
مشروعك لا يجب أن يتحول إلى رهينة عند مدرب عاجز عن التطوير، ولا عند قطاع كرة يغيب فيه التقييم والمراجعة.
*أما سقف الرواتب، فلا يصح أن يكون شماعة جديدة:
لا أحد يزرع الشوك وينتظر الورد!
من يحلم بالبطولات القارية عليه أن يدفع ثمن الجودة، أو يعلن منذ البداية أنه يبني لمستقبل بعيد، لا لبطولة قريبة.
*حول مشروع شركة الهلال… الحقيقة المرة
العليقي طرح فكرة أن “الحل في تحويل الهلال إلى شركة مساهمة”، وهنا الخطر الحقيقي.
*التحول لشركة قد يكون تطوراً مطلوباً بشروط صارمة، لكنه في ظل واقعنا قد يعني تسليم الهلال لمجموعة أفراد تملك القرار دون انتماء حقيقي للنادي.
*عشرات الأندية العالمية انهارت حين تحولت إلى مشاريع استثمارية خاصة، فقدت جماهيرها وقيمها وأصبحت مجرد ماركات للبيع والشراء.
*الهلال ليس ماركة تجارية ولا مشروعاً خاصاً.
الهلال كيان جماهيري عظيم، ومن يفكر في تحويله إلى شركة خاصة دون ضمانات حقيقية للشفافية والمشاركة الشعبية، فهو يعبث بجوهر الهلال.
*الخصخصة بدون حوكمة تساوي بيع الكيان، والكيان الذي يباع مرة… لا يُشترى مرة أخرى!
كلمات حرة:
الهلال أكبر من الأفراد، وأغلى من المصالح.
من يحب الهلال بحق، عليه أن يسمع لصوت الجماهير قبل أن يُغرقه وهم المشاريع الكبرى.
المراجعة الصادقة ليست ضعفاً، بل قمة القوة.
التصحيح الآن أو لا تصحيح أبداً.
صرخة ختامية:
الهلال ليس للبيع!
الهلال ملك جماهيره!
ومن يفرط فيه تحت شعار الاستثمار، فالتاريخ كفيل أن يكتب اسمه في سجل من خذلوا الكيان لا من خدموه.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد