هلال أماهورو وكلو ينتظر دورو
العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال… حين يبدأ لا يُمهل، وحين يظهر لا يعتذر
رواندا… تلك المدينة التي جعلها الله للأزرق *بردًا وسلامًا*، وفتح له أبوابها حين أغلقت عليه البلاد، واختار أن يخوض دوريهـا بدل دوري بلاده… دوري لم يصل إليه بسبب اتحاد يعيش في السفر، ويغيب في الغياب، ولا يرى أمامه ممثل السودان ولا يحفظ مقام زعيمه سيد البلد.
* في الثالثة عصرًا بتوقيت السودان
كانت صافرة البداية…
وكان معها نبض وطنٍ كامل ينتظر الأزرق ليعيد إليه شيئًا من الفرح المسلوب.
تقدّم الهلال للمشهد كما يعرف… سيدًا، ثابتًا، حاضرًا بوجهه الحقيقي.
شوط أول كان لوحة… سيطرة زرقاء، ورجولة، وتركيز، وبدايات لا تشبه إلا الهلال.
الجماهير خلف الشاشات عاشت متعة بي إن سبورت؛ صورة واضحة، صوت واضح… بعد مرارات من العذاب بين “نقل متقطع” و “لا نقل أصلًا” أيام إعداد الهلال وبدايات التمهيدي.
لكن اليوم…
الأزرق نفسه كان أوضح من الصورة.
* الهلال… ينتصر بلا إعداد
لا مباريات رسمية
لا دوري
لا بيئة
لا اتحاد
ومع ذلك… يصنع انتصارًا لا يُنسى.
شوط أول قدّمه الهلال كما تقدَّم الكبار:
هجوم من الأطراف، ضغط من العمق، عزيمة من القلب.
رؤوفا كتب السطر الأول…
والغربال – البديل الناجح – رسم السطر الثاني بهدف لا يُشبه إلا المهاجمين القادة الذين يعرفون طريق الشباك حتى لو أُطفئت الأنوار.
هدفان…
ثلاث نقاط…
وبداية ولا أروع ولا أغلى.
هذا الهلال… الذي مهما ضاقت عليه الأرض، يفتح لنفسه سماءً أخرى.
* الهلال… يلعب عن وطن، لا عن فريق
الهلال اليوم لم يُفرح جمهوره فقط…
أدخل السرور في قلوب الطلاب السودانيين في رواندا، والنازحين، والناس الذين يتابعونه من قلب الحرب.
لم يخذل أحدًا… لا من في المدرجات ولا من يقف خلف الشاشات.
حتى الطرد… الطرد المستحق لقائد كبير مثل صلاح عادل… لم يكسر الأزرق.
بل رفع صوت الروح…
وهنا تُكتب الكلمة الحقيقية:
الهلال أراد الفوز… ولذلك فاز.
**عند اشتداد الخطوب… تظهر معادن الرجال… وتأتي الخيول البيض تمتطيها فوارس كواسر تحمل بشرى النصر.**
ريجيكامب… يا له من حضور.
أدار المباراة كما تُدار الحروب:
هدوء، صبر، تغييرات موفقة، وقراءة تُشبه المدربين الكبار.
تفوق على الجنوب أفريقي موكينا… وهذا ليس قولي، بل شهادة كل استوديوهات التحليل في بي إن سبورت.
فريق لا دوري له…
ولا إعداد له…
ولا ملعب له…
ويفوز على أقوى فريق في الجزائر؟
هذه ليست مباراة…
هذه رسالة.
هلال العز يا أجمل نَمَه… صدق القول ووفاء في الكلمة… أفرحت القلوب وأنعشت الروح وربحت الجولة .
**كلمات حرة**
* الهلال لعب خارج أرضه… لكنه لعب داخل قلب وطن كامل.
* الهلال فاز بلا دوري… فكيف سيكون حين يعود لدوريه؟
* ريجكامب رجلٌ جاء في الوقت المناسب… ووضع الفريق في المكان الصحيح من أول خطوة.
* المولودية لم تكن سهلة… لكن الهلال جعلها ممكنة.
* ثلاث نقاط أولى… لكنها تساوي موسمًا كاملًا من الأمل.
* الكرة لا تُكافئ الأفضل إعدادًا دائمًا… لكنها تكافئ الأنقى روحًا.
* الهلال اليوم لم يفز… الهلال أعلن عودته.
**كلمة حرة أخيرة:**
الهلال إذا بدأ… لا يترك الطريق إلا عند خط النهاية.
**سيد البلد يا ناس… قوة ولهب.**



