صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال يضع حجر الأساس يحصّن الصفوف… ويصحح المسار

13

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الهلال يضع حجر الأساس يحصّن الصفوف… ويصحح المسار

أخيرًا عاد صوت العقل… أخيرًا، بعد أن طفقنا ننادي بالتوازن وعدم الاعتماد على الأجنبي وحده، بدأ الهلال يصحح المسار ويمضي نحو الأفضل، في خطة تستحق الإشادة. سنوات طويلة كنا نكتب ونكرر أن اللاعب الوطني هو قلب الفريق وروحه، وأن الأجنبي مهما كان بريقه لن يصنع هوية ولا يضمن استمرارية، واليوم نرى الإدارة تتحرك بخطوة حقيقية نحو هذه القناعة.
التسجيلات الوطنية الأخيرة ليست مجرد حركة شكلية، بل جاءت بخبرة الحاضر وضمان المستقبل. قلب الدفاع، الذي ظل صداعًا مزمناً، حصل على صخرة اسمها **كرشوم**، قائد يعرف كيف يثبت أقدام الفريق في المواعيد الكبيرة. الطرف الأيسر أصبح مؤمنًا بموهبة شابة مثل **ياسر الفاضل**، والشباب يجدون حظهم في الاستمرار عبر تجديد عقود **سعد الدين** و**عمر يوسف**. وفي الوسط جاء اسم **إسماعيل** من المريخ الأبيض، ذاك الذي خطف الأنظار في منافسات النخبة حتى أن لاعبي الهلال أنفسهم طالبوا بضمه بعد أن احتكوا به.
عودة **الصيني** كانت الورقة التي تعزز قوة الوسط بجانب **صلاح عادل**، فهما معًا يمكن أن يكونا جدارًا يصعب تجاوزه إذا قدّما أفضل نسخهما. الصيني لاعب متعدد الخانات، مقاتل بطبعه، وعودته فرصة لإثبات النضج الكروي بعد تجارب سابقة.
أما على صعيد الأجانب، فأنا أؤمن أن المحترف إن لم يكن “سوبر” يصنع الفارق ويستقر في النادي، فهو مجرد “سد خانة”. الهلال اليوم يمتلك عناصر قوة أجنبية إذا استقرت مثل **جان كلود**، و**إيم تندينق**، و**كوليبالي** إن عاد لمستواه، و**أحمد سالم**، ولا ننسى قوة **إيبولا**. لكن الحقيقة أن الصفوف ما زالت تفتقد لشيء واحد: **المهاجم القناص**. هذا الجرح القديم الذي أضاع بطولات وتركنا نتحسر على فرص لم تُستغل. الإدارة تعاقدت مع مهاجم نيجيري شاب، لكن السؤال: هل هو الحل أم إعادة إنتاج المعاناة؟
والآن، يمكن القول إن الهلال في وضع أفضل من حيث التحضير، بعدما بدأ الأمر فعليًا بوصول المدرب مبكرًا إلى تنزانيا، وانضمام مساعده السوداني الثاني **خالد بخيت** “المعلم”، في انتظار اكتمال بقية الاصطاف من الأجانب في الجهاز الفني. بعثة اللاعبين الوطنيين تحركت من السودان وبدأ وصولهم إلى مقر المعسكر، بالتوازي مع توافد الأجانب. لكن هناك نقطة غامضة تستحق التوضيح: أسماء مثل **فوفانا لاعب الوسط **، **دياو**، **مندي**، **ديوف**… ما مصيرهم؟ هل استغنى الهلال عنهم بالفعل؟ وإن كان الأمر كذلك، لماذا لم يتم الإعلان الرسمي؟ ومن هم تحديدًا ضمن قائمة المعسكر؟ أسئلة تحتاج لإجابة واضحة حتى تكتمل الصورة للجماهير.
الهلال يضع حجر الأساس اليوم، لكن الطريق نحو القمة لا يتوقف عند التعاقدات. نريد إعدادًا مبكرًا، رؤية فنية واضحة، وتوظيفًا صحيحًا للعناصر. تسجيلات الوطنيين خطوة تُشكر عليها الإدارة، لكنها بداية لمشوار طويل يحتاج لعمل لا يعرف المجاملة.
**كلمات حرة**
* الوطني هو قلب الهلال وروحه… والأجنبي “السوبر” هو العقل الذي يصنع الفارق.
* الصيني وصلاح عادل… إذا تألقا، فوسط الهلال سيكون حصنًا منيعًا.
* المهاجم القناص أهم من أي صفقة بريقها في الصور أكثر من الملعب.
* أما نحن، فمع الهلال ومع كرتنا السودانية… لا مع الأشخاص.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد