صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال يُسحق مريخ الأبيض بخماسية.. فهل يتجرّأ الاتحاد على تفصيل البطولة من جديد؟

36

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
الهلال يُسحق مريخ الأبيض بخماسية.. فهل يتجرّأ الاتحاد على تفصيل البطولة من جديد؟

بخماسية نارية دون شفقة، عبر الهلال فوق مريخ الأبيض مرور الأبطال، لا رحمة ولا مجاملة، وكأن لسان حاله يقول: “نحن الزعامة… ولسّا ما بدينا!”
الهلال لم يكتفِ بالنقاط، بل قدّم عرضًا فنيًا وانضباطًا تكتيكيًا عالياً، وأرسل رسالة مباشرة: هذا هو الفريق الذي يستحق أن يكون بطلاً، لا بالتصريحات، بل بما يُقدَّم داخل المستطيل الأخضر.
ولأول مرة، فالتحكيم كان عادلًا، والصافرة سارت على خط واحد، لا راية خائفة، ولا صافرة مرتعشة، ولا همس خلف الكواليس… فقط عدالة.
أما الهلال، فقد أحسن استغلال كل لحظة، وقائد الفريق محمد عبد الرحمن تكفّل بإسكات أي تشكيك، بثلاثة أهداف واثقة، ذكية، من لاعب لا يبحث عن الاستعراض بل عن المعنى.
ثم جاء جان كلود ليُوقّع الهدف الأجمل، بتسديدة أوروبية اللمسة، إفريقية الهوى، هدف لا يُروى بل يُعرض على الشاشة وتُسكت به التحليلات.
المباراة منحت كذلك فرصة للبدلاء والنجوم العائدين، وكان أحمد سالم هو الاسم الهادئ العائد من البُعد الطويل، لكنه عاد كما يعود الرجال، بلياقة ذهنية وروح قتالية كأنه لم يغب لحظة، أدار الوسط باحتراف، وغلف الأداء كله بـ”ضيافة صحراوية” جعلت الخصم كضيف ثقيل بين قدميه.
لكن بين كل هذا الجمال، تسلّل خبر غير سار، حين سقط ياسر مزمل مصابًا… فارس العرضات ومحبوب الجماهير، نتمنى أن تكون إصابة خفيفة، وأن يعود في القمة كما نعرفه ونحبه:
**ياسر بالعرضة الشنداوية، وجان بالرقصة الكنغولية، وأحمد سالم بالضيافة الصحراوية!**
في الحسابات الآن، الهلال يملك 11 نقطة، والمريخ 14، والمباراة القادمة بينهما، وإذا فاز الهلال، سيتساوى الفريقان في النقاط، لكن الهلال سيتفوق بالمواجهات المباشرة، وبفارق الأهداف.
هنا يُطرح السؤال البديهي: هل لدى الاتحاد لائحة جاهزة تُحسم بها البطولة؟ أم أن الأمور ما زالت تحت بند “ننظر فيها بعدين”؟
وقد تابعنا بالأمس تصريحات لرئيس لجنة المسابقات حلفا، التي أفادت أن الحسم سيكون بالمواجهات المباشرة ثم بفارق الأهداف، وهذا أمر مقبول لو أنه موجود في لائحة مكتوبة مسبقة، وزعت على الأندية قبل انطلاقة المنافسة، لا أن يُقال شفهيًا بعد دخول البطولة مرحلة الحسم!
اللائحة ليست مجرد كلام، بل مرجع قانوني يُحسم به الجدل، وإذا لم تكن تلك الترتيبات معلنة منذ البداية، فإن الحديث عنها الآن يفتح أبواب الشك، ويعيدنا إلى مربع الثقة المفقودة.
إن لم يخرج الاتحاد الآن بلائحة واضحة، مكتوبة، منشورة، فإنه يضع نفسه في موضع الشك، ويُعيد للجماهير ذكريات “الفصل الموسمي” الذي تُمنح فيه الكؤوس لمن يعرف الطريق إلى المكتب.
ولا يفوتنا هنا أن نُذكّر: لست مع من يحاولون “تحنيط اللائحة” بحسب الحاجة، فالمريخ كسب شكوى ضد مريخ الأبيض، ونال بموجبها ثلاثة أهداف وثلاث نقاط كاملة، وفقًا للائحة الفيفا الانضباطية، التي تنص صراحةً على أن أي فريق يُكسب بالشكوى يُمنح فوزًا اعتباريًا بنتيجة 3-0، وتُدرج هذه الأهداف في جداول الترتيب، وتُحسب ضمن فارق الأهداف والمواجهات الحاسمة.
ونحن هنا لا نعترض على ذلك، ولا نطالب بتجميل الأرقام لصالح الهلال أو غيره، بل ننبه فقط أن هذه الأهداف تُحسب رسميًا، وبحسب نص القانون الدولي، وليس من المنطقي أن يستفيد منها طرف ثم تُستبعد حين لا تخدمه.
نحن مع القانون حين يُطبق بعدالة، لا حين يُستخدم كحيلة.
ولأن الاتحاد لا يعرف معنى التنظيم، ولا يحترم رزنامة، فإن كل شيء وارد في دوري النخبة…
الهلال يمكن أن يكون أولاً، ويمكن أن يأتي ثانياً، أو ثالثاً، أو حتى رابعاً!
كل الاحتمالات واردة، ومفتوحة على مصراعيها، ولذلك من العبث أن يصمت مجلس الإدارة وكأن الموسم قد انتهى!
ما يحتاجه الفريق الآن ليس صفقات جديدة… بل دعم معنوي حقيقي، وتحفيز مادي عاجل، ليقاتل هؤلاء الذين يرتدون شعار الهلال ويجتهدون داخل الملعب رغم كل الفوضى.
وإن كنا قد فقدنا نقاطًا في الترتيب بسبب “هدية الشكوى”، فإن كل الاحتمالات ما زالت قائمة… الهلال قد يأتي ثانيًا، وقد يتصدر، وقد ينزلق للمركز الرابع!
فلا شيء مضمون في بطولة تحكمها الأهواء وتغيب عنها العدالة.
لذا يجب على مجلس الإدارة أن يستيقظ، ويضع هذه المعطيات أمامه… فالفريق يحتاج إلى دفعة معنوية عاجلة، وتحفيز مالي صادق، بدلًا من هذا الصمت القاتل!
والمطلوب ببساطة من الاتحاد هو أن يُعلن منذ الآن، كيف سيُحسم اللقب في حال تساوى الفريقان في النقاط؟
هل بفارق الأهداف؟ أم بالمواجهات المباشرة؟ أم بطريقة ثالثة تُفصل لاحقًا في “غرفة مغلقة”؟
الهلال لا يطلب إلا الوضوح، ويريد أن يُحسم الأمر في الملعب لا في الاجتماعات…
فأعطوا اللاعبين فرصة لصناعة البطولة، ودعوا الورق يُكتَب بالحذاء لا بالقلم!
ما زال أهلي مدني والزمالة يملكان فرصة بالنقاط، وما زالت الأهداف قد تقلب الترتيب، وكل الاحتمالات واردة، لأن البطولة لم تُربَط بقانون، بل تُركت “على البركة”، وأي فريق يمكنه الآن أن يرمي بكل ما عنده، ما دام المعيار مجهول، واللائحة غائبة.
**من دفتر الصحافة:**
الهلال لعب بجدية وأخلاق، وفاز بعدالة، وأحرج الجميع، وخصوصًا الاتحاد الذي لم ينشر حتى الآن ما يثبت كيف سيتم حسم اللقب…
فهل ننتظر أن تُحسم بطولة كاملة بلقاء قهوة أو “حاجة في الخاطر”؟
هل يُعقل أن فريقًا يفوز بالمواجه المباشرة ويحرز أهدافًا أكثر، ولا يُتوَّج لأنه ليس من الأسماء المضمونة؟
الاتحاد في اختبار حقيقي: إما قانون واضح، أو فوضى رسمية… وعندها لن يلوم إلا نفسه.
– **كلمات حرة:**
* ثلاثية الغربال تُغنيك عن ألف سطر تنظير.
* جان كلود لا يحتاج محللاً، بل يحتاج جمهورًا يُقدّر الفخامة.
* أحمد سالم أثبت أن بعض الغياب عودة أقوى.
* الإصابة موجعة، لكن ياسر لا يغيب طويلًا… نحن في انتظار رقصة “عرضة شنداوية في مباراة القمة”!
* البطولة لن تُؤخذ بالتصريحات… تُؤخذ بالأقدام.
**كلمة حرة أخيرة:**
**إذا كانت الكأس تُمنح للمريخ دون مباراة، فليتفضل الاتحاد ويطبعها من الآن… ويرسلها مع درع الهمس والنية الطيبة!**

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد